للأخت مكانة مهمة، فهي أول أنثى تتعامل معها في الحياة، تشبان معا في الصغر. تتشاجران على اللعب المشتركة، فتندلع حرب المخدات، وبعد الغضب الطفولي تتصالحان، فتطبع قبلة بريئة على خدها الصغير، وعندما تكبر قليلا وتصبح صبية، تكون بمثابة الأم الصغيرة لك، تجهز لك العشاء عندما تعود متأخرا، وتساعد الأم في غسل ملابسك، وتنظيف حجرتك الملأى بالفوضى.
والأخت أول وأفضل صديقة لك. تستمع بصبر إلى بطولاتك الوهمية، وتخفي عن الأب مخالفاتك الجسيمة كسهرك خارج المنزل، وتدخينك السجائر في دورة المياه، وعندما تكبر قليلا تكون أكثر قربا منك، تخبرها بإعجابك ببنت الجيران، فتحتوى بحس أخوي مشاعرك، وتصبح ساعي البريد الذي يحمل إليها أول خطاب عاطفي رديء الخط كتبته أناملك.
تفرح عندما تختار بنت الحلال، وتركض كالفراشة فرحة لتنقل لك أخبار العروس وتصف عيونها الحلوين، وفي يوم زفافك ـ على بنت الجيران ـ تتشاجر مع شقيقات العروس، وتصر بعناد على الجلوس بجوارك في السيارة، وتقف سعيدة مبتهجة فخورة بينكما في الكوشة.
ورغم مكانة الأخت، فإن البعض يتعامل معها ـ وفقا للموروث الاجتماعي القمعي ـ كطاغية صغير، حتى لو كبرته سنا، ينهرها إذا ما وقفت قليلا في الشرفة ، فتتذمر من تسلطه، يتشاجر معها إذا ارتدت ما يعتقد أنه مخالف للحشمة، أو بالغت في وضع المكياج، فتركض إلى غرفتها وتحتضن مخدتها باكية.
الأخت لها تأثير كبير على الإنسان، لأن التعامل معها مؤشر لتعامله مع المرأة في المستقبل، فإن قدّرها وأكرمها ومنحها عطفه وحنانه، سيتعامل مع زوجة المستقبل بنفس الأسلوب، وإن أهانها وضربها بالعصا، ستشرب الزوجة المسكينة نفس الكأس.
يجب أن نحتفل جميعا بالأخت الشقيقة والعزيزة الطاهرة النقية، ونؤسس الوعي اللازم بأهمية هذه العلاقة، نظرا لتأثيرها ودورها في تحديد الشخصية الاجتماعية.