النجاح قيمة إنسانية نبيلة، الوصول إليه يستلزم اجتياز دروب طويلة ومفاوز بعيدة، رحلة جبلية صعبة تستلزم الكثير من الجهد والعرق، لحظة فرح جميلة، تتألق فيها دموع أب وأم أنفقا كل غال ونفيس، عملا في أبسط المهن، وحرما نفسيهما من كل شيء من أجل هذه اللحظة.
والنجاح لا يأتي صدفة، لن يسقط عليك فجأة كالباراشوت، ولكنه يستلزم الكد والتعب وسهر الليالي، وطريق النجاح محفوف دائما بالمزالق والمخاطر، وأعداء النجاح يتربصون بك في كل شارع وزنقة وعطفة وزاوية.
ولكن لماذا النجاح في العالم العربي صعب، لماذا في الغرب النجاح سهل، ولماذا يستقبل الموهوب هناك بالورود والقبعات الطائرة وصرخات البهجة، بينما يقابل الناجح في العالم العربي بالحقد والوشاية والفخاخ الحقيرة؟، لماذا عندما يسافر الشاب العربي الذي لا يجد قوت يومه إلى هناك، يعمل وينجح، ويصل إلى أرفع المراتب، لماذا في العالم العربي فقط "زامر الحي لا يطرب"؟.
نحن بحاجة إلى تعظيم قيمة النجاح، واستحداث آليات جديدة لدعم الموهوبين والمخترعين، نحتاج إلى نشر الوعي بكيفية التعامل مع الناجح والمجتهد والطموح، وأن نعلم أبناءنا كيف ينجحون، وأن نرعى ـ كالغرس ـ مواهبهم الصغيرة حتى تصبح أشجارا باسقة.
النجاح تتخطى آثاره الفرد إلى مجتمعه وأمته، لذلك علينا جميعا أن ننشر ثقافة النجاح، ونستقبل الناجحين بالزفة والمزامير والرقصات الشعبية.