العمل التطوعي تعبير نسمعه على أوقات متباعدة، وإذا تحريا الأمر سنكتشف أن الكثيرين لا يعرفون معنى هذا العمل وآليته، والجهات التي تديره، رغم أن هذا العمل في الغرب باب واسع يشارك فيه كافة أفراد الشعب. المواطنون والمسؤولون والمشاهير، حتى المذنبون يؤدون حق المجتمع، وكثيرا ما سمعنا عن فنانات شهيرات تصدر عليهن أحكاما بتنظيف الشوارع أو محطات القطارات، وآخرهم الممثلة ليندسي لوهان التي حكم عليها بقضاء 10 أيام في خدمة المجتمع بمركز للصليب الأحمر.
السبب إما في تقصير الجهات التي تدير العمل التطوعي عن الإعلان عن نفسها، أو تضاؤل النشاط التطوعي وخفوته إلى الحد الذي لا يساعد على ظهوره. أيا كانت الحقيقة يجب أن نعترف أن العمل التطوعي ـ مع تقديرنا لجهود ممارسيه ـ مازال محصورا في الجمعيات الخيرية والأنشطة الطلابية المحدودة، والمبادرات الفردية هنا وهناك، ولم يصل بعد إلى مستوى العمل الجماعي العام.
المشكلة ليست في الناس، فالكثير من الناس يرغبون في الإسهام بالعمل التطوعي بالوقت والجهد والعمل، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود منظومة كاملة تدير العمل التطوعي، وتصنعه وتروج له وتعمل على تطبيقه في كافة فئات المجتمع.
هناك تجارب لبعض الدول العربية ومنها مصر حيث يقضى الخريجون عاما فيما يسمى "الخدمة العامة"، وهي فكرة يمكن تطويرها وتفعيلها لكي يساهم الجميع في خدمة الوطن.
العمل التطوعي طاقة بشرية هائلة يمكن أن تصنع المعجزات، وتحل أي مشكلة مهما كان حجمها، وهو معزز هام للانتماء، وروح الفريق، ولكن مازالت هذه الطاقة غير مستغلة.
يجب أن يخرج العمل التطوعي من الجمعيات والهيئات إلى الشوارع، وأن يخضع ـ كأي منتج ـ للتسويق والترويج والإعلان والإبتكار، وأن يكون ثقافة شعبية إلزامية يمارسها الجميع.