تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



حزام العفة | الأمير كمال فرج


في كوبنهاجن العاصمة الدنماركية عرض أحد المتاحف نماذج حقيقية لـ "حزام العفة"، في " فتارين" خاصة، أحد هذه الأحزمة مصنوع من الجلد، والآخر مصنوع من الحديد، و"حزام العفة" هو أحد صور التخلف، ونموذج للعقلية الإنسانية الرجعية، وحالة تعطينا فكرة عن نظرة العالم إلى المرأة في حقبة تاريخية معينة.

 وحزام العفة عبارة عن حزام يصنع من الجلد أو الحديد، وبه فتحتان لقضاء الحاجة، ظهر في أوروبا في القرون الوسطى، حيث كان الفارس الصليبي في الحروب قبل خروجه للحرب يجبر زوجته على ارتدائه، ويغلقه، ويحمل مفتاحه معه، حتى لا تخونه مع غيره في غيابه.

 المشكلة أن المسؤولين عن المتحف وضعوا لوحة غريبة كخلفية لهذه الأحزمة، اللوحة مرسوم عليها إعرابي أشعث الشعر يحمل سيفا ودرعا، ومن ورائه أهرامات الجيزة الثلاثة، أي إن اللوحة تحاول إلصاق تهمة "حزام العفة" بالعرب عامة.

 وكانت حقبة العصور الوسطى من أكثر الأزمنة التي تعرضت فيها المرأة للاستعباد والاضطهاد، حيث كانت سلعة تباع وترهن مقابل الأموال والعقارات، ولعل الدليل على ذلك "حزام العفة" الذي ظهر لأول مرة في ذات الحقبة والذي يمثل قمة الاستعباد والمهانة للمرأة، فقد تفتق ذهن أحدهم عن هذا الاختراع الجهنمي والهدف منه هو منع المرأة من الزنى.

وفي القرن الثالث عشر ازدهرت في أوروبا تجارة "حزام العفة، وعندما قامت الحروب الصليبية كان من المعتاد أن يطوق الفارس الصليبي خصر زوجته بما يسمى "حزام العفة" الذي كان يغلق فرج المرأة باستثناء فتحات ضيقة لقضاء الحاجة ويحتفظ الزوج بمفتاحه معه.

 وتشير الأخبار إلى عدم وجود " حزام العفة " في المنطقة العربية" ، والغريب أن هذا الحزام المخجل مازال موجودا في أوروبا المعاصرة، فقد قامت الشرطة البلجيكية عام 2000 بالقبض على مواطن بلجيكي قام بإلباس زوجته حزاما حديديا لمنعها من خيانته. الأنباء ذاتها تؤكد أن "حزام العفة" موجود حتى الآن، حيث يقوم حداد بريطاني في مدينة مانشستر حاليا بصناعة هذه الأحزمة، وهو يبيع منها عدة آلاف سنويا وحقق من ذلك أرباحا باهظة.

 ولأن كل فكرة قابلة للتطور فإن "حزام العفة" القديم قد تم تطويره على يد شرطي صيني، حيث أوردت وكالة الأنباء الألمانية مؤخرا خبرا نشرته إحدى الصحف الصينية عن أن شرطيا صينيا من دعاة حماية الأخلاق طور (حزام العفة) الذي كان معروفا في القرون الوسطى إلى "سروال للعفة" عصري لا يمكن فتحه إلا باستخدام كلمة سر إلكترونية، وعلل الشرطي اختراعه برغبته في مكافحة البغاء.

 سألت الدكتور بكر باقادر حزام العفة ومدى صحة إلصاقه بالعرب، فقال "كان حزام العفة موجودا عند الرومان والمسيحيين وبالذات عند نصارى الغرب، ولم يعرف عن العرب على الأقل في أوج حكمهم وازدهارهم، ربما يكون قد ظهر أثناء حكم الآخرين لهم من الأعاجم، ولكن لا توجد حقيقة تاريخية تؤكد أن العرب اخترعوه أو استخدموه".

 وأضاف أن "هذا الفكر والفهم الخاطئ لعقلية المرأة هو الذي أنتج هذا التصرف، فالعفة تكون بالأساس داخلية، لأنه من الثابت أن المرأة إذا كانت مقتنعة بعمل شيء ستعمله بغض النظر عن العقبات والموانع ، إلا أن مخترعي الحزام اهتموا بالعفة الشكلية"، ويرى الدكتور باقادر أن "حضارتنا معروف عنها أنها تملك حساسية عالية للعلاقة الجنسية خارج الزواج، وهذا يعتبر وسيلة ردع اجتماعية فعالة، أما " حزام العفة" فليس من حضارة العرب".

 ونقلت نفس السؤال إلى أستاذ الطب النفسي ورئيس المركز العربي للدراسات النفسية الدكتور محمد النابلسي فقال إن "معجم "لسان العرب" المرجع التراثي الشهير يحتوي على التعبيرات والألفاظ التراثية الواردة في تاريخ العرب، ومع احتوائه لجميع ذلك، فإنه لم يحتو على أي ذكر لحزام العفة، ولا لشيء شبيه بذلك، علما بأن المعجم يورد مجموعة مصطلحات عالمية غير عربية كانت متداولة أيام الجاهلية، ولم يرد أيضا بها مصطلح "حزام العفة"".

 وأكد النابلسي أن "موضوع حزام العفة بعيد كل البعد عن تراثنا العربي استنادا إلى "لسان العرب"، وهو مرجع تراثي لا مجال للتشكيك فيه، ويرى أن "حزام العفة" بالقرون الوسطى بأوروبا كان له مفهوم كنسي، ومن المعروف أن الكنيسة كانت هي السلطة الحاكمة في أوروبا خلال القرون الوسطى، وبالتالي فهذا المفهوم مفهوم مسيحي بحت، ومفهوم أوروبي، ولا ينتمي بأي حال لتراثنا العربي.

 وإذا كانت المراجع تشير إلى عدم وجود دليل على وجود "حزام العفة" في الثقافة العربية، فإن لدينا عدد آخر من الأحزمة أقسى ظلما وأشد وطأة، ولكنها أحزمة من نوع آخر، أحزمة اجتماعية سميكة تطوق المرأة ككل ، تحاصر عقلها، وتحركاتها، وتجعلها دائما مرهونة بحركة الرجل وإرادته.

 حزام العفة العربي مازال موجودا يستخدمه الرجل لتطويق المرأة، خوفا من العار الذي قد تجلبه أحيانا ـ وهو نفسه الهاجس القديم الذي دفعه في العصر الجاهلي لوأد البنات ـ ، وخوفا من خروجها عن سلطة الرجل، هذه السلطة الظالمة التي يعتبرها الرجل من أهم مقومات وجوده كرجل، ويعتقد أن الله أعطاها له، هبة وتعظيما وتشريفا وتبجيلا، وهذا بالطبع نتيجة للفهم الخاطيء للقوامة وقواعد الدين ووصاياه.

تاريخ الإضافة: 2014-04-15 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1465
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات