تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الملاك الأكبر | الأمير كمال فرج


أظهرت دراسة أن تبرعات الأميركيين للأعمال الخيرية ارتفعت إلى 291 مليار دولار عام 2010، لكنها لا تزال أقل بنسبة 6% من الرقم القياسي الذي بلغته عام ٢٠٠٧.

 وقالت مؤسسة "جيفينج يو.إس.إيه" ومركز "فيلانثروبي" بجامعة إنديانا إن تبرعات الأميركيين في عام 2010 كانت أكبر 4% مقارنة بعام 2009 لتنتعش بعد أن أدى الكساد إلى أكبر تراجع في التبرع للأعمال الخيرية خلال أربعة عقود.

 وتقدر الدراسة أن التبرعات مصدرها نحو 75 مليون أسرة أميركية، وما يصل إلى 1.5 مليون شركة، وما يقدر بنحو 120 ألف منشأة، وقرابة 77 ألف مؤسسة، وتذهب هذه الأموال إلى أكثر من 1.2 مليون مؤسسة خيرية مسجلة، ونحو 350 ألف محفل ديني أميركي.

 وتذكر الدراسة أن العطاء الفردي ارتفع 2.7% عام 2010 إلى 211.7  مليار دولار، وزادت الوصايا الخيرية بنحو 19% إلى 22.8 مليار دولار وظل العطاء المؤسسي على نفس مستواه البالغ 41 مليار دولار ، أما تبرعات الشركات فارتفعت بأكثر من 10% إلى 15 مليار دولار.

 ويذهب أكثر من ثلث التبرعات الأمريكية لمجموعات دينية، في حين يمثل التعليم 14%، والتبرع للمؤسسات 11%، وتتلقى الخدمات الإنسانية 9%، أما الصحة فتحصل على 8%، والجماعات المجتمعية على 8%.

 وحصلت الجماعات المعنية بالثقافة والفنون على 5% من المجمل، إلى جانب الشؤون الدولية التي تشمل الإغاثة والتنمية، ومبادرات السياسة العامة، وحصلت الجماعات المعنية بالدفاع عن الحيوان على ما يصل إلى 2%، وذهبت نسبة 2% إلى أفراد.

الغريب أن هذا الرقم الكبير جدا لتبرعات الأميركيين يأتي رغم الإحصائيات التي تؤكد أن عدد الفقراء في أميركا بلغ 46 مليون أميركي. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واحدا من كل خمسة من سكان نيويورك يعاني من الفقر، وحسب دراسة فإن مستوى دخل 75 ألف شخص في نيويورك تدهور منذ عام 2009، وارتفعت نسبة الفقر في المدينة بواقع 4ر1% ليصبح عدد فقرائها 6ر1 مليون شخص، وهي أكبر قفزة في عدد الفقراء منذ نحو عشرين عاما حسب التقرير الذي أشار إلى أن نسبة الفقر بلغت في المدينة 1ر2% من سكانها، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2000.

 لن نتحدث بالطبع عن المليارات الأخرى التي ترصدها الولايات المتحدة كإعانات لدول أخرى كثيرة في العالم سنويا، باعتبارها تبرعات مسيسة لها أغراض وأهداف محددة. بعضها أهداف غير شريفة. وبعض هذه التبرعات ملوثة غرضها شراء الدول والحكومات، والشعوب، ومنظمات المجتمع المدني. نتحدث هنا عن التبرعات التي يخرجها الشعب الأميركي نفسه سنويا.
 وأنا دائما ما أفصل بين الشعب الأميركي كشعب يملك تجربة خلاقة، وبين السياسة الأميركية التي يتحكم فيها لوبي مزيج من المال والمصالح والعوامل الخارجية والأعراق والعنصرية.

 السياسة الأميركية هي السبب المباشر في تحول أميركا في العديد من دول العالم إلى الصديق العدو، ففي الظاهر تظهر أميركا للعالم العربي بوجه الصديق، ولكنها تعمل في الخفاء بوجه العدو.

 ولكن رغم ذلك تبرع الشعب الأميركي بـ 291 مليار دولار في عام،  قد يقول قائل تملكته الغيرة ممتعضا ومقللا من أهمية الرقم، أن معظم هذه التبرعات تذهب لدعم حملات التنصير ، وهو يظن أن بذلك سينفرنا من أميركا ونعلن سلسفيل جدودها،  وردنا عليه .. أنها حتى لو كانت كذلك، فلماذا لا تفعل مثلهم،  وتتبرع لدعم حملات الدعوة الإسلامية، أقول ذلك رغم أن ثلث التبرعات فقط تذهب لأغراض دينية كما ذكرنا سابقا.

 هذا الرقم يؤكد حب هذا الشعب للخير، ليس ذلك فقط، ولكن تحول العمل الخيري لديه من مبادرات شخصية إلى ثقافة ومنهج وعادة اجتماعية، وفي المقابل نتساءل عن حجم التبرعات التي قدمتها الشعوب العربية في العام نفسه؟.

بالطبع لا توجد بيانات أو إحصائيات تقريبية عن حجم التبرعات العربية، وإن كنا لا نعتقد أن الرقم سيصل حتى إلى ربع هذا الرقم، حتى ولو اجتمعت الأمة العربية مجتمعة، بالنظر إلى الفساد المتوغل في معظمها، وهو فساد يبدأ بالفساد السياسي، ويمتد ليشمل الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

 يحدث ذلك رغم أن الزكاة أحد أركان الإسلام، وأن المسلم لا يعد مسلما إذا لم يخرجها.. هذا يعزز المقولة القديمة التي تشير إلى أن في الغرب تطبق الكثير من قواعد الإسلام رغم عدم وجود مسلمين، وعلى العكس في العالم الإسلامي تختفي الكثير من تعاليم الإسلام رغم وجود المسلمين. قال الإمام محمد عبده بعد أن زار أوروبا "رأيت هناك إسلاما بلا مسلمين، ورأيت هنا مسلمين بلا إسلام".

 الخلاصة أن تسمية "الشيطان الأكبر" التي أطلقتها إيران على أميركا، تصبح هنا غير منطقية، ولو أنصفنا واعتمدنا توصيف الملاك والشيطان، ونظرنا إلى هذا الرقم الضخم من التبرعات التي يدفعها الشعب الأميركي، سنكتشف أن أميركا هي الملاك الأكبر.

 الدين الإسلامي جاء ليغير من عادات الناس، ويؤسس مجتمعا مسلما سالما متحابا رحيما، فإذا لم يغير الدين هذه العادات، فإن هناك خلل وسوء فهم لطبيعة الدين ورسالته، وهناك العديد من المجتمعات حتى غير المسلمة تلتزم بقيم الإنسانية العامة، وتؤسس بذلك أرقى المجتمعات.

 نحن كمسلمين بحاجة إلى حركة تصحيح تاريخية، نعيد بموجبها فهم الإسلام الصحيح، فالإسلام في الأساس ليس فقط دينا أخرويا، أو تعليمات كهنوتية، أو حركات رياضية نؤديها في الصلاة، ولكنه دين حياة،  يضع بصمته على كافة تفاصيل الإنسان، هدفه الحقيقي إنماء المجتمع ورقي الإنسان.


تاريخ الإضافة: 2014-04-15 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1450
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات