العمل وقود النجاح، والنجاح يبنى المجتمعات والأمم، لأن نجاح الفرد يعنى نجاح المجتمع، وبالتالي نجاح الأمة.
ولكن من يريد أن ينجح، يجب عليه توخى الحذر، لأن "حزب أعداء النجاح" منتشر في كل مكان، ينتشرون كالسوس، في الأثاث والملابس وأدوات إعداد القهوة، مسلحين بالإغتياب، والغمز واللمز والضحك والقهقهة وعبارات السخرية وتثبيط الهمم، وجمل مأثورة غريبة لا تجدها في الثقافات الأخرى، مثل "إنت ولا حاجة" أو "إنت جبت الديب من ديله"، وأبرز ما تفتق عنه العقل من وشايات.
إذا أردت أن تنجح اذهب بعيدا، بعيدا، تلفت يمينك ويسارك كمهرب مخدرات، حوّط نجاحك بيديك ومشاعرك، كما يحاط البرعم الصغير الذي واجهته أسراب الجراد، كالشمعة الصغيرة المضيئة التي داهمتها الرياح.
السبب أن الثقافة الشعبية لم تتعود على التعامل مع الناجح، من ينجح يرميه الناس بالشكوك، فمن المؤكد أنه مسنود ، ولديه "واسطة"، أو "سارق أفكار"، أو سلك طريقا غير مشروع، الناجح يثير دائما الحقد في النفوس الفاشلة، لأنه خارج عن ناموس العجزة والمقعدين، والنتيجة آلاف الناجحين الذين دهستهم العجلات.
يجب أن نروج لـ "ثقافة النجاح" ، لسبب بسيط جدا، فعندما تنجح أنت، أنجح أنا، وينجح الجميع، يجب أن ندعم المجد والمجتهد، وأن ننظر بإعجاب لهؤلاء الذين يتعلمون ويتعثرون وينهضون ـ بعناد ـ من جديد.