لماذا نفتقد في العالم العربي لثقافة العمل الجماعي؟، لماذا تكثر الأنانية والفردية والأثرة في الأعمال والمشاريع والمسلسلات ومباريات كرة القدم والعلاقات الدولية، فيكثر لدينا نحن فقط نموذج سوبر ستار، ونجم النجوم والزعيم الذي لا يقهر ولا يصدأ ولا يموت، ويكثر لدينا تعبيرات أفعل التفضيل مثل "الأول" والأفضل" و"الأروع" ، وإن وجد الحس الجماعي، ستجده هزيلا ضعيفا موضوعا على أجهزة التنفس الصناعي، يتكالب عليه أصحاب المنافع والفاسدون والمرتشون .
العمل الجماعي أو ما يسمى بالـ " Team Work" نظرية قديمة من نظريات الإدارة مطبقة في الغرب منذ مئات السنين، ولكنها لم تصل إلينا بعد. الغريب أن ديننا يعلمنا التعاون والتآذر والوحدة، من خلال الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والغزوات والروايات التاريخية، حتى أمثالنا الشعبية ترسخ أهمية التعاون لتحقيق الأهداف، وكما يقول المثل "اليد الواحدة لا تصفق".
الرجل الشرقي يهوى أدوار البطولة ، كما قال نزار قباني، لا يرضى إلا بالبطولة المطلقة، أن يكون الأول والأفضل والأروع وصانع المعجزات، لا يهم إن كان يملك المقومات التي تؤهله لذلك أم لا؟، ولا يهم إن دهس في طريقه عشرات المبدعين الذين يبحثون عن فرصة، المهم أن يقف نرجسيا على منصة التتويج، يستعرض كحاملي الأثقال عضلاته، ويشعر بنشوة التفرد الزائفة، ولو أطرق السمع جيدا سيسمع الناس يتغامزون عليه، والأطفال يدورون حوله ويرددون "العبيط أهه".
نحن بحاجة إلى ترسيخ فكرة العمل الجماعي في نفوس الصغار والكبار عن طريق التعليم والتوجيه والإرشاد، وتحطيم ظاهرة الفرد الصنم، فبدون العمل الجماعي لن نحصد إلا الفشل.