الشجرة أحد منابع الحياة، قدمت للعربي الظل والطعام والكساء والدواء والمسكن ووسائل الدفاع عن النفس. تصور لو عاش العربي القديم بلا نبت أو زرع أو نخل، وتخيل كيف يعيش في صحاري الجدب تحت لهيب الشمس، هل كانت الحضارة العربية ستبقى..؟.
الشجرة مقوم رئيسي لحضارة العرب، لولاها لبادت في سنوات قليلة، وقد أمرنا الإسلام بالغرس والزرع وإعمار الأرض، حتى الرمق الأخير، فإذا جاء أحدنا الموت وفي يده "فسيلة" أمرنا بزراعتها لتأكل من خيرها الأجيال المقبلة.
ولكن رغم كل هذا ، وتاريخها الضارب كـ "الجذور" تتعرض الأشجار لأقسى حملات الإساءة والإبادة، وفي الوقت الذي تحتفى فيه الدول المتقدمة بالورود والأشجار، جعلناها نحن لافتات لعبارات وقلوب الحب والإعلانات التجارية، ودمرناها بالتحطيب الجائر.
لا يكفي أن تقر البلديات مشاريع تشجير، وتنظم المدارس الإبتدائية "أياما وأسابيع للشجر"، الأمر يحتاج إلى وعي عام بأهمية الخضرة، اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا في حياتنا.
يجب أن نعلم الأطفال كيف يزرعون نخلا ورمانا ويتعاملون مع "قصاري" الزرع. وأن تتصدر الزهور الشوارع والبيوت والشرفات والسلالم والمكاتب، وأن نضعها ـ بلا خجل ـ في عروة البدلة أو الثوب.
يجب أن نطلق حملة مستمرة طوال العام للاحتفاء بالخضرة، وأن نستبدل الشعار التقليدي الآمر المستفز "ازرع شجرة" ، بشعار "الشجرة .. حياة".