التربية مهمة خطيرة، فهي المسؤولة عن بناء المجتمع. تخيل لو أن الأبناء خرجوا إلى المجتمع بدون تعليم أو توجيه أو رقابة ، ماذا يحدث؟. النتيجة ستكون مفزعة.
أنظر حولك. ستكتشف أن كثير من الآباء لا يعرفون "التربية"، يربون أبناءهم كما تربى الكتاكيت في الشوارع، وليس من الصواب ـ كما يحدث دائما ـ أن نلوم الأسرة، لأن عملية التربية لا يمكن أن يعيها الجميع، لاختلاف البيئة والمستوى الاجتماعي والتعليم، وكثير من الأسر العربية غارق في الجهل والفقر، وكثير منها من الطبقة المتوسطة التي تلهث وراء لقمة العيش.
يجب أن يلعب المجتمع دوره في عملية التربية، لا أقصد بذلك الدراسات والإعانات وحملات التوعية، ولكن ما أقصده هو التربية المباشرة، فليس من حق الأب عامدا أو جاهلا أن يقدم للمجتمع منحرفا أو إرهابيا أو مريضا نفسيا. ليس من حق أحد الجهلاء عامدا أو حتى بحسن نية أن يخرق السفينة التي نستقلها جميعا.
على الدولة أن تتدخل في التربية، وأن يكون لها السلطة الأبوية للمجتمع، وأن تشرف ـ كما يحدث في الغرب ـ على الطفل بدءا من ولادته مرورا بنموه وتعليمه ، ولها الحق في محاسبة الأبوين في حالة تقصيرهما في نظافته ورعايته وتعليمه.
تفعيل المسؤولية الاجتماعية للمجتمع في عملية التربية، ستضمن حدا معينا من التربية لا تقل عنه، وتجهض العديد من المشكلات قبل أن تكبر وتتكاثر كالخلايا السرطانية.