يحرص الكثير من الآباء على التجهم كلما دخل المنزل، اعتقادا بأن الجدية والصرامة كفيلان بتعويد الأبناء على مهابة الأب واحترامه، تماما كما كان يفعل "سي السيد" في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، بمجرد إعلان طرقات الباب عن عودته، ينزوي الأطفال ومعهم الأم في أحد الأركان، خوفا من غضبه العارم.
ورغم أن كاركتر "سي السيد" رصد صورة الأب في الخمسينيات، مازالت هذه الصورة الرجعية للأب موجودة في العقول والأذهان، والسبب ربما يكون فهم غير صحيح لمعنى القوامة، أو ميراث اجتماعي خاطيء، أو جهل بأساسيات التربية الحديثة.
جرب أن تبتسم عند عودتك للمنزل، أدخل بطريقة مسرحية ، وتابع مساحة الفرحة التي أضفتها على أطفالك، جرب أن تحضر ورقة بيضاء، وتطويها على شكل "صاروخ" ، اطلق الصاروخ الورقي في الهواء، ليطير، وتابع طوفان المرح الذي يضفيه ذلك على أطفالك الصغيرة، وضحكهم النابع من القلب.
إحضر ورقة واصنع منها مركبة ورقية، وضعها في وعاء كبير مملوء بالماء، وراقب أنت وأطفالك المركب الورقي وهو يتأرجح، ويمشي على سطح الماء، وراقب الضحكات البريئة.
اثني جسدك على الأرض وقف على أربع كالحصان، واحمل أحد أطفالك على ظهرك، جرب تقليد الحصان أو الجمل أو حتى الحمار، وانظر كمية السعادة التي أضفتها على أسرتك الصغيرة.
السعادة قريبة، في متناول الجميع، رخيصة السعر، لا تكلف شيئا، يمكن للجميع الحصول عليها، ولكننا نضن بها على أقرب الناس .. أطفالنا .