تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



رسالة مهربة إلى المعتز بالله | الأمير كمال فرج


لست أدري كيف فشل الأدب، والصحافة، والإعلام ، والخطابة، والشعر، والنثر؟، كيف فشلت المقامة، والموشحات، والزجل، والكسرات، والشعر الشعبي؟، كيف فشلت كل هذه الفنون ووسائل التعبير في تجسيد معنى "الأبوة"؟، كيف عجزت الأفلام، والروايات، والموروث الشعبي، حتى لغة الشارع أن تعبر عن هذا المعنى الجميل العميق الرائع؟، معنى أن تكون أبا.

كيف رسب شكسبير، وفيكتور هوجو، والمتنبي، ونجيب محفوظ في امتحان الكتابة؟، كلهم عجزوا عن التعبير عن هذا المعنى الخطير، أن تكون أبا..!، معنى أن يكون لك ابن يولد، وينمو، ويحبو..، معنى أن تحلم، وتعمل، وتتعب، وتقلق من أجل هذا الكائن الصغير الرقيق .. ابنك..! .

عندما تتأمل هذا الطفل الجميل البريء الذي خرج إلى الدنيا منذ لحظات يبكي، ويغمغم، تدرك قدرة الله، .. هذا الكائن الجديد برهان على قدرة الله، وكرم الله، وعظمة الله، دليل على القوة الهائلة العظيمة الرحيمة التي تحكم الكون، إنها قدرة الله العظيم الباريء المصور الذي أنشأ الإنسان في أحسن صورة، لينمو ويكبر ويعمر الأرض ويعبد الله.

ماذا يريد الملاحدة أكثر من ذلك ليخرُّوا سجّدا للخالق العظيم؟، ماذا يريد العصاة والجبابرة لكي يدركوا حكمة الخلق والميلاد؟، إذا تأملت لحظة الميلاد .. الكافر سوف يؤمن، واللاهي سوف يخشع، والعابث سوف يدرك لأول مرة قيمة الحياة. 

الأبوة انتصار للحب والنور، معنى جميل ضاع في الزحام، والأضواء، والركض اللاهث، واختلاط الجيد بالرديء والأكثر رداءة، معنى اجتماعي نبيل غطّاه الغبار، شجرة باسقة طمرها الجليد، إذا أدركنا المعنى الحقيقي للأبوة سندرك معنى الحب الإلهي، سنتعلم التراحم والوفاء، والإيثار، سيكون الكون أكثر جمالا وحكمة، .. سندرك فداحة جريمة قتل الطفل محمد الدرة على أيدي الإسرائيليين أمام أبيه وأمام العالم. 

أيها القادم من بوابة النور، اقتحمت عالمي فأضفت لها العطر والياسمين ، مفرداتك الجديدة ملأت حياتي روعة، .. بكاءك، ضحكك، ملابسك الصغيرة المعلقة على حبل الغسيل، عربتك الصغيرة، حفائضك، حمامك اليومي، عنادك، شغبك الطفولي الجميل.

فإلى كل الباحثين عن السعادة، لقد وجدتها أخيرا، .. السعادة هي ضحكة طفلك، رفعه في الهواء وتلقيه فيضحك، سهرك عندما ترتفع درجة حرارته، والفرحة التي تغمرك وأنت تتابعه يقف، يتعثر، يمشي لأول مرة..

أيها القادم من رحم الغيب، تختزن في عينيك البراءة، تبكي وأنت ترى لأول مرة التفاصيل، وجوه، وحوائط، وممرضات، ودمى، وعرائس، إنه العالم الجديد الذي ستعيش فيه الآن، تكتشف العالم، تلفت انتباهك الأشياء، أقترب من عينيك المرهقتين فتنظر لي ببراءة العصفور يطل من عشه، فأشعر أنك رجل كبير.

أتأمل وأتصور عندما تكبر ستكون بمشيئة الله صبيا عنيدا متّقدا بالحماس، يارب..، عريسا أنيقا مع عروسه في كوشة الفرح، رجلا يمشي بجواري يحمل عني عبء السنين، أحلم بأن تملأ الأرض عدلا وخيرا، تمسح دموع اليتامى، ترفع راية الحب والعدل والانسانية. فلتهنأ ياسيدي الصغير، فالشمس لك..

مولاى الجميل .. المعتز بالله، أيها الطالع من غرة الشمس، هذه رسالتي لك..، رسالة مهربة من خلف الأسوار، أسوار السنين والغربة والمستحيل.. ستصلك حتما في أي زمن وأي عالم، قد أكون عائشا في هذا العالم، نقرأها معا ونحن نبتسم ونضحك، وقد أكون في عالم آخر تغمره رحمة الله.

أي بني، أيها النبيل كالندى، المورق كزهرة ساحلية، النقي كالحليب، الطيب كدعاء الأمهات، عليك السلام والعطر والنور، ياقرة العين ونبض الفؤاد.
 
القاهرة في 20 / 6 / 2002



تاريخ الإضافة: 2014-04-17 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1519
2      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات