لكل فصل طبيعته التي تختلف عن الآخر، ما بين صيف حار مغبر يدفعك للقفز في أقرب ماء، وخريف جاف تسوده الرياح والأوراق المتساقطة ، وشتاء ممطر ذاخر بالبرد والعواصف، وانتهاء بربيع مشمس يبهج النفوس. هذا التنوع المناخي له فوائده الكثيرة على صعيد الطبيعة والزراعة والتوازن البيئي.
التنوع هو قانون الحياة، وهو لم يحقق فقط توازن الطبيعة، ولكنه أعطى للحياة نكهة خاصة، لأن جمال الحياة الحقيقي في اختلافها وتنوعها، بين خير وشر، وأبيض وأسود، ومد وجذر، وحزن وفرح. تصور لو ظللت تأكل أكلة واحدة طوال العام ، ستأتي لحظة وتمل، وتشتهى أصنافا جديدة. تصور لو تحققت كل رغباتك، وأصبح لديك فجأة كل شيء، ستأتي اللحظة التي تمل فيها وتشتهي العمل والكفاح.
إذا تأملنا الفصول الأربعة سنكتشف فيها الكثير من الحقائق، منها أن الاختلاف طبيعة كونية وإنسانية، وفي هذا الاختلاف يكمن جمال الحياة وحيويتها وتجددها، ومنها أيضا أن الحياة ليست دائما على وتيرة واحدة، فهناك وقت سيكون فيه فراشك ناعما كريش النعام، وفي أوقات يكون خشنا كالحصير، أيضا ندرك أن اختلاف الرأي ظاهرة طبيعية، فقد يكون رأي في أقصى اليمين، وقد يكون آخر في أقصى اليسار، وقد يفضل الثالث أن يكون في السقف.
إذا تأملنا الفصول الأربعة، وتلمسنا الحكمة الإلهية منها، سنكتشف الكثير من العبر، وندرك عندها سرا من أسرار الكون. عندها سيتراجع الغضب واليأس والفشل، وتظهر لنا جوانب جديدة لجمال الحياة.