الأمير كمال فرج لـ فرح المغربية : وحدة العالم فكرة فانتازية ولكن ممكنة
الدار البيضاء : بورتريه وحوار من انجاز بشرى شاكر.
الأمير كمال فرج، شاعر وكاتب وإعلامي من مصر، ولد في 15 يناير سنة 1966، حصل على ليسانس الآداب من قسم اللغة العربية وآدابها من جامعة طنطا بتقدير جيد جدا سنة 1988، وانخرط في العمل الصحفي منذ أن كان طالبا في الجامعة، وأصدر وهو طالب ديوانه الأول "حورية البحر"، حصل على العديد من الدورات من بينها، دورة حول "القيم التحريرية وأخلاقيات العمل الصحفي"، ودورة في "مهارات في الكتابة الصحفية والتحقيقات"، ودورة في "التصوير الفوتوغرافي"، يعمل ويقيم بالمملكة العربية السعودية.
والأمير عضو العديد من الهيئات الصحفية والأدبية، منها نقابة الصحفيين بمصر، واتحاد كتاب مصر، واتحاد الصحفيين العرب، ونشرت أعماله بالعديد من المجلات والصحف المصرية والعربية، كما تمت استضافته في العديد من البرامج المسموعة والمرئية التي أذاعت أعماله، وهو يساهم بشكل فعال ومستمر في إثراء الحياة الثقافية العربية.
مارس العمل الصحفي على مدى عشرين عاما في عدد من المطبوعات الصحفية، وعمل بها محررا وسكرتيرا للتحرير، ومسؤولا عن إصدار مطبوعات مختلفة، وكتب وأشرف على أعمدة وأبواب صحفية أدبية، منها "ضفاف أدبية، قنديل الثقافة، واحة، قوس قزح ، صهيل"، وساهم في تحرير العديد من الإصدارات الصحفية.
والأمير كمال فرج، ليس فقط إعلاميا، وإنما شاعر له باع كبير وصيت في كل أرجاء العالم العربي، ومن مؤلفاته المنشورة، " حورية البحر"، وهي مجموعة شعرية صدرت في مصر سنة 1987 م، و"فينوس والسندباد"، مجموعة شعرية صدرت في السعودية عام 1993 م، و"أغنيات إلى سيدة الحسن"، مجموعة شعرية صدرت في مصر عام 1997 م، و" ملك أم كتابة" وهو عبارة عن كتاب مقالات صدر في مصر سنة 1998م.
كتب عنه العديد من الأدباء والنقاد من دول عديدة، فمن مصر كتب عنه، الدكتور عبد العزيز شرف، في صحيفة الأهرام، والذي اعتبر ديوانه "أغنيات إلى سيدة الحسن" أسلوب شعري جديد، وسيرة ذاتية لقلب الشاعر. كما كتب عنه مقالات نقدية كل من الدكتور محمد زكريا عناني، ومحمد رخا، والدكتور أحمد ماهر البقري، والسيد الجزايرلي، ومنير مطاوع، وعلي عبيد، ومن السعودية قدم له الأديب الراحل حسين عرب، ومن تونس، كتب عنه عبد السلام لصيلع، وعبد الرحمان الميساوي، وبلغ صداه إلى بلاد ما بين النهرين فكتب عنه من العراق الدكتور يوسف عز الدين، ومن سوريا الإعلامي حاتم صادق.
وهو إضافة إلى الشعر يكتب المقال بحرفية عالية، وهو يؤمن أن المقال أكثر الأساليب الإبداعية قدرة على الوصول إلى الفئة الأكبر من القراء.
أستاذ الأمير كمال فرج، بعد هذا التعريف الذي يعتبر موجزا في حقك كرجل إعلام متميز وأيضا كشاعر له مكانته في الأوساط العربية، نرحب بك في مجلة "فرح" ونستضيفك في باب "كتاب بلا حدود".
أشكر لكم هذه الاستضافة الكريمة، وأشكر لكم هذا الإطراء، آملا أن أكون عند حسن ظنكم الجميل، وأحيى مجددا دور الصحافة التاريخي والمستمر في دعم الثقافة العربية، وهاأنذا جاهز للحوار، وقلبي مشرع للأسئلة.
بدافع عملك كإعلامي، قمت بزيارة بلدان عديدة لإجراء مقابلات صحفية وحضور ندوات ومؤتمرات، ونذكر من هاته البلدان، فرنسا والنمسا وتايلاند والدنمرك وماليزيا والإمارات والأردن ولبنان والبحرين والمغرب وقطر، فما الذي أضافه لك السفر كشخص وكرجل إعلام؟
إذا كان للسفر على الصعيد الشخصي سبعة فوائد، فإن سفر الأديب له عشرون فائدة، فالسفر هو انتصار للحقيقة، فمع أهمية المعرفة السماعية والمرئية والمقروءة، تبقى للتجربة المباشرة أهميتها ووقعها الخاص، وأصدق مصادر المعلومات هو الصحفي نفسه الذي يتحرك ويرى، ويرصد ويتلمس بيده الأشياء، ويشم عبق المكان، ويصور، ويقارن، ويقف على الملامح والأماكن والشخوص والأحداث، الفرق يمكن تشبيهه بالحوار الصحفي الذي يتم عن طريق الهاتف، والحوار الذي يتم وجها لوجه، فاللقاء المباشر هو الأكثر صدقا لأنه يظهر أشياء أكثر من نبرة الصوت، وأنا عندما أسافر حتى لو كانت السفرة شخصية، فإنني أنظر للمجتمعات الأخرى بعين الإعلامي والأديب، والذي تختلف نظرته عن نظرة السائح العادي.
صدقوني أنا لا أستمتع بالسفر، حتى في أرقى البلدان وأجملها، مثل باريس وفيينا وكوبنهاجن، فبمجرد أن تطأ قدمي المطار تتحرك روح الصحفي داخلي وتمارس عملها بطريقة لا إرادية، وبمجرد نزولي في الفندق، أحمل الكاميرا وأتحرك في شوارع المدينة أتلمس نبض الناس، وحوار الأماكن والوجوه، وأبحث عن تجربة صحفية حقيقية.
وفي الوقت الذي ينعم به أصدقائي بإفطار الخمسة نجوم، أكون أنا في الشارع أتناول إفطاري من عربة بيع طعام شعبي. السفر للآخرين استجمام وترفيه، ولكن بالنسبة لي تجربة صحفية فريدة.
أنت إعلامي وصحفي مرموق ومشهور، تحب عملك هذا، ولكنك أيضا شاعر معروف على الصعيد العربي، فمتى بدأت رغبتك بكتابة الشعر، وكيف استطعت أن تجمع بين الصحافة وكل همومها وكتابة الشعر والمقال أيضا والنقد ؟
كانت أول قصائدي في مرحلة الصبا، و جاء الشعر نتاجا للمناخ الثقافي الفريد الذي كنا نعيشه، حيث كانت القصص المصدر الأساسي للثقافة والهواية الوحيدة في عصر خلا من الانترنت والألعاب الالكترونية التي تشكل جيل اليوم، كانت القراءة هواية جماعية يشترك فيها الجميع، وكان الشعر وليدا لهذا المناخ الأدبي والثقافي.
الشعر لدىّ رسالة في المقام الأول والأخير، أما الصحافة فهي مهنة في المقام الأول، ورسالة في المقام الثاني، وهناك اعتقاد قديم، وهو أن الصحافة تقتل الأدب، ومع اعتقادي بصحة هذا الاعتقاد جزئيا، لأن العمل الصحفي بإيقاعه اللاهث، والنتاج الصحفي الذي يتشكل ويصدر ويتبدد ـ بالنشر ـ كدخان السجائر في الهواء، يختلف عن الأدب الذي يبقى كالوشم في الذاكرة، حيا في مكتبة التاريخ.
ورغم محاولتي المضنية الجمع بين الاثنين إلا أنني فشلت، واكتشفت في النهاية أن ما أقوم به يشبه محاولة الجمع بين حبيبتين أو زوجتين في بيت واحد، سيؤدي لاشك إلى كارثة، ورغم التعب وآتون العمل الصحفي، أحاول قدر الإمكان اختلاس الوقت، والخروج من دوامة الأحداث الساخنة ووكالات الأنباء وتوقيت المطابع لأكتب مقالا أو قصيدة.
تكتب المقال، فكيف كانت هذه التجربة، وإلى أي مدى تستطيع التأثير في القارئ؟
المقال هو الفن الوحيد الذي لا يستلزم في القارئ مواصفات معينة، فهو الفن الذي يتفاعل معه أكبر فئة من القراء، بدءا من صاحب الثقافة العادية، ومرورا بمتوسط التعليم، وانتهاء بالمثقف، وهو الفن الذي تجتمع فيه أخيرا الصحافة والأدب عن طيب خاطر، لينتجا فنا فريدا شديد الوقع والتأثير، وأنا أكتب المقال من أكثر من عشرين عاما، وهو الفن الذي يعطيني فضاءات أكبر للتحليق والإبداع والخلق والتأثير، وعندما أكتب المقال أشعر أنني أكتب للعالم.
وكاتب المقال بالمثل يجب أن تتوفر فيه مواصفات خاصة، فكاتبه يجب أن يحمل روح الأديب والمفكر والصحفي والناقد والشرطي والمحقق والمواطن، والنائب العام، والعالم، والمحامي والموجه والمنظّر والحكيم، والمقال الجيد هو القادر على التغيير والتطوير والتصحيح والبناء واستنهاض الهمم والقدرات. أعطني فقط الحرية والقلم، لأكتب مقالا يغير العالم.
هل هناك تزاوج بين الأمير الشاعر وبين الأمير الإعلامي؟
أؤمن بأن الفنون الإبداعية واحدة، والمبدع في فن سيكون مبدعا في كل الفنون، انتهى عصر التخصص، والمهن الإبداعية تتلاقى وتتحد، على سبيل المثال انتهى عصر الصحفي الذي يمسك ورقة وقلم ويسحب خلفه مصورا بكاميرا تقليدية، ويركض وراء المشاهير، الصحفي الجديد يجب أن يكون أديبا وشاعرا ومصورا، ورجل علاقات عامة، ومفكرا ومخرجا صحفيا وقادرا على التعامل مع تقنيات العصر.
اليوم هو عصر الصحفي الشامل المثقف، من هنا فإنني أمتهن الصحافة بروح الأديب، وأمارس الأدب بروح الصحفي، وهذا الإبداع المشترك داخلي مصدر قوة وإلهام وتميز.
تم تكريمك على مستويات عدة، فماذا يعني لك تقدير الكاتب، هل هو تتويج للطموح أم بداية طموح جديد؟
مع تقديري لأي تقدير حصلت عليه على مدى رحلتي الصحفية، فإني أعتبر أن التقدير الحقيقي الذي يسعدني ويبهجني أن تصل كلمتي للناس وتؤثر فيهم، التقدير هو أن تصل رسالتك، وتتمكن كلمتك من التغيير والتنوير والتثوير ، هذا منتهى أمل كل كاتب.
لا أفضل الكلمة التي تدغدغ القارئ وتسليه، أو تخفف عنه حرارة القيظ كما تفعل المراوح، أنا من أنصار الكلمة التي تغيرك وتطورك، وتقشر جلدك لتولد من جديد، الكلمة التي تضيف إليك مزيدا من الفهم والوعي والتنوير. وهذه هي غاية الكاتب الحقيقية.
هل تحمل كإعلامي قضية معينة، أم انك تبتعد عن إعلام القضية، وتهتم أكثر بكل ما فيه إبداع شعري وثقافي ؟
قضايا الكاتب كثيرة، وهي كلها القضايا التي تشغل الإنسانية، والتي تدور حول الحرية والمعرفة والعدل والمساواة والديمقراطية والتنمية والرخاء والتلاقي والتآخي والسلام، والفن.. أي فن يجب أن يتضمن قضية وهدف، يشترك في ذلك القصيدة والمقال والتقرير الصحفي، حتى لو كانت القضية جمالية، فالجمال نفسه قضية.
وإذا قصدتِ القضية المحورية التي أحملها أجيب، أنها "الوحدة العالمية"، فأنا أؤمن بأن البشر يشتركون في سمات جسدية وعقلية واحدة، ورغم اختلاف المشارب والمعتقدات والألسنة، فإنهم في النهاية بشر، يشتركون في القيم الإنسانية العامة، وعليهم أن يبحثوا عن شكل من أشكال التعاون والاتفاق والتعاون، ولا مفر من أن يكون هذا الشكل هو "الوحدة".
وقد كتبت مقالا عن هذه الفكرة من 15 عاما بعنوان "الفكرة المجنونة"، وضعت به تصوري لهذه الوحدة، والمبررات التي تحتم حدوثها، والنتائج المنتظرة منها، آن الوقت لأن تتوقف الحروب والنزاعات، والصراعات السياسية والطائفية والمذهبية، ويختفي الفقر من العالم، آن الأوان ليساعد الغني الفقير، ويتعاون الجميع في مكافحة المرض، وتوفير الخدمة الصحية للجميع. وهذا لن يتحقق إلا بالوحدة العالمية.
تجاوز الزمن فكرة "الوحدة العربية"، التي فشلنا كعرب في تحقيقها، وأصبحت فكرة "الوحدة العالمية" هي الفكرة الأهم، أعلم أن الفكرة فانتازية، ولكن دعينا نحلم، فكل الأفكار والاختراعات العظيمة بدأت بفكرة غير منطقية وأحيانا مستحيلة، ولكن بالعمل والجهد تحققت. ربما يستغرق تحقيق هذا الحلم سنوات أو قرون، ولكن دعينا نضع البذرة، وعلى الأجيال المقبلة أن ترعاها لتنمو وتثمر.
إنني لا أطالب بالوحدة بين عالم البشر وعالم آخر كالطيور والحشرات ليستغرب البعض، أنا أنادي بوحدة البشر الذين يشتركون في العقل، والأيدي والأرجل والسمات، الإنسان الذي أفسد البيئة وأشعل الحروب، واستعمر الأراضي والشعوب، وقتل الأبرياء، وغزا البلدان، وصنع القنبلة النووية واستخدمها لقتل الملايين يجب أن يفيق، وأن يحكّم هذا العقل، وأن يعود إلى جادة الصواب، آن الأوان لكي يشترك الجميع في أعظم ما يمكن أن يحققه الإنسان على الأرض، وهو الوحدة العالمية.
متى يكون الأمير رجل إعلام، ومتى يهرب إلى الأمير الشاعر، هل لكل منهما فتراته أم أنهما نفس الشخص؟
عملي في بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة"، يحتم عليّ أن أكون صحفيا على الأقل في توقيتات العمل، وكما قلت الشعر يحتاج إلى حالة من الثبات تختلف عن حالة الركض الصحفية اليومية، وأنا قادر والحمد لله على التوقف حتى في أشد الأوقات انشغالا وتوترا لأكتب قصيدة، والصحفي والشاعر داخلي رغم الصراع الأزلي بينهما ، في حالة تلاقح وتبادل ثقافي، فكما قلت أمارس الصحافة بروح الأديب، وأكتب الأدب بروح الصحفي، حتى في الإخراج الصحفي هناك سطوة للشعر، وقد علق على هذه الملاحظة رئيس تحرير صحيفة "الوطن" عندما لاحظ أنني فضلت إبراز صورة جمالية في الصفحة على صورة أخرى تقليدية. فإذا كانت الصحافة تفرض الخبر والواقعة مهما كانت حدتها، فإن الشعر دائما يفرض رؤيته التي تعتمد على جمالية الأشياء، وربما يكون ذلك هو المميز.
ما الذي يقوم به الأمير كمال فرج في أوقات فراغه، وكيف يكون كرب أسرة و كشخص بعيدا عن الكتابة و العمل؟
مع أن العمل الصحفي والإعلامي يأكل معظم الوقت، ولا يعترف بالدوام أو ساعات العمل الرسمية، بل أنه يجور كثيرا على الحياة الخاصة، فالصحفي الناجح يجب أن يكون صحفيا كل الوقت، مع ذلك أحاول ـ قدر الإمكان ـ تخصيص الوقت للجلوس مع زوجتي وأبنائي جلسات منزلية، نلتقط الصور العائلية، ونتفقد الألبومات، ونتصفح الإنترنت، وأحمل أولادي على ظهري، وأمارس معهم ألعابهم الطفولية الجميلة، وأحيانا نخرج إلى النادي المجاور للمنزل لنمارس لعبة كرة القدم، أو إلى ملاهي الأطفال للإيفاء بحق الأطفال البديهي في اللعب واللهو، وأحيانا نخرج بالسيارة في رحلة برية تضيف الكثير من الإثارة والتغيير والترفيه الذي نتوق جميعا إليه.
ما رأيك بباب "كتاب بلا حدود" الذي وكما تعلم يستضيف في كل عدد كاتبا ومفكرا أو شاعرا من بلد معين.
أنا سعيد بمسماه أولا الذي يتفق مع نظرية أؤمن بها، وأنطلق منها، وهي أن الكتابة رسالة عالمية لا تعرف الحدود، والكاتب الحقيقي لا يكتب لبلده أو حتى لوطنه، وإنما يكتب للإنسانية كلها، فإذا كان العالم لم يزل دولا وتجمعات وقوى إقليمية وعالمية، فإن الكتاب والمثقفين والأدباء كان لهم السبق في تحقيق الوحدة العالمية، وأتمنى أن يتمكن هؤلاء بما يقدمونه من قيم ومضامين من توحيد العالم في النهاية. حتى لو كان ذلك حلما لن يتحقق إلا على المدى البعيد.
ومنهج هذا الباب في استضافة أديب كل عدد من بلد معين، والمزاوجة بين البورتريه والحوار الصحفي شيء جديد، يتفق مع هذه الرؤية، ويعطي الفرصة لتلاقح الأفكار وتلاقي المبدعين. وهذا جهد أهنئك عليه. نترك لك كلمة مفتوحة لقراء مجلة فرح
أنا سعيد أولا بمسمى مجلتكم "فرح" والذي يجسد البهجة، وهذا ما نفتقده في مسميات مطبوعاتنا العربية، كما نفتقد أيضا كعرب بشكل عام لثقافة مهمة هي "ثقافة الفرح"، أتمنى لكم التوفيق في رسالتكم الصحفية المتفائلة والمبهجة.
أما قراء "فرح"، فأتمنى لهم المزيد من الفرح والسرور، وأن أكون ضيفا خفيفا في هذا اللقاء المميز وأن يكونوا ممن "يستمعون القول فيتبعون أحسنه".
صهيل
إستطلاع
مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
نعم
69%
لا
20%
لا أعرف
12%
|
المزيد |
افضل مافى الويب
خدمات