القاهرة: الأمير كمال فرج.
يعتبر سيرك الحلو أقدم سيرك عربي، حيث بدأ في القاهرة في الخمسينيات، على يد عائلة الحلو التي توارثت هذه المهنة أباً عن جد، وقدمت عروضها في مصر والعديد من الدول العربية والأجنبية، ورغم مرور هذه العائلة بحادث مأساوي يذكره الكثيرون عندما هاجم أسد غاضب عام 1972 عميد العائلة محمد محمد علي الحلو ، وتسبب في مقتله، مازالت العائلة متمسكة بمهنتها، ولا زالت تتوارثها جيلاً بعد جيل.
تقول فاتن الحلو إلى "الوطن" "نشأت في السيرك من عمر تسع سنوات، ضمن عائلة كلها تعمل في السيرك، وهي عائلة "الحلو"، وفي عمر 16 عاماً بدأت أقدم فقرات من السيرك المصري والأوروبي لمدة أكثر من 25 عاماً، وهذا العام يحتفل السيرك المصري الأوروبي بالعيد الـ 26 ، ولدى السيرك ثلاثة فروع، الفرع الرئيسي في حي مصر الجديدة بالقاهرة، والفرع الثاني بكلية سان مارك بحي الشاطبي بالإسكندرية، والفرع الثالث فرع جوال يسافر خارج مصر لتقديم عروضه على مدار العام".
وأشارت إلى أنها قدمت عروضاً في دول أوروبية كثيرة مثل ألمانيا، والمجر، وفرنسا، وروسيا، كما قدمت عروضاً في الكويت، والعين، وأبو ظبي، وفي السعودية قدم السيرك عروضاً في الخبر والطائف.
وعن مؤسس سيرك الحلو قالت فاتن "عائلة الحلو مشهورة بترويض الأسود المفترسة، وعميد العائلة هو عمي محمد محمد الحلو يرحمه الله، وهو مؤسس السيرك، وقد توفي في حادث أليم خلال فقرة الأسود، بعد أن باغته أسد وهاجمه من الخلف، وواصل العمل من بعده ابنه إبراهيم الحلو يرحمه الله، ومحمد أخوه، وواصلت أنا العمل بعدهم"
وأضافت "كنت في البداية أقدم فقرات مختلفة مثل عروض الثعابين، والقفز بالأرجل، والأكروبات وترابيز، ولكن عندما توفي زوجي إبراهيم الحلو اضطررت أن أكمل مشواره، فبدأت في تقديم فقرة الأسود".
وتصف فاتن المرة الأولى التي دخلت فيها على أسد قائلة "دخلت على الأسود لأول مرة وعمري 17 عاماً، وكان ذلك مع زوجي الراحل، ووجدت أمامي ثلاثة أسود، وطبعاً كانت لحظة صعبة، وكنت أرتعد، وبمجرد دخولي نظر أسد نظرةً، وكنت مرعوبة، ولكني تجرات، وعلمني زوجي كيفية التعامل مع الأسد، وشرح لي الكثير عن نفسيته وأطواره، حتى أصبحت مروضة للأسود".
وحول آخر أعمالها قالت "قدمت في رمضان الماضي برنامج "رامز قلب الاسد" في 30 حلقة، وكان نجم كل حلقة الأسد، وكنت سعيدة بتعاملي مع رامز ومخرج البرنامج محمد سعيد، وقضينا أحلى أيام في التصوير، فكل يوم كانت تحدث مواقف طريفة.
وعن كيفية ترويضها للأسود والأنثى معروف عنها أنها تخشى الحشرات وليس الأسود قالت "أحب التحدي في كل عمل أؤديه، مشيت على السلك منذ كان عمري تسع سنوات، وشربت فن السيرك منذ الصغر، وعشقت الفن، وأحببت الأسود، حتى أنني أربيهم مثل أولادي، هناك ألفة بيني وبينهم. الناس يقولون أنت رقيقة، فكيف تتعاملين مع الأسود، فأرد عليهم وأقول إن المرأة قوية من الداخل، وعندما أدخل على الأسود أظهر لهم هذه القوة، وأسيطر عليهم بقوة والكرباج في يدي مثل عصا المايسترو".
وعن أصعب المواقف التي مرت بها قالت "في أحد العروض عضني ثعبان، وأنقذني زوجي إبراهيم، وفي عرض آخر انقطع النور أثناء وجودي مع الأسود في القفص، وهذا أخطر موقف، لأن الأسود ترى في الظلام، ويمكن أن تهاجمك وأنت لا تراها، ولكن أخرجوني من القفص بسرعة"، مشيرة إلى أن ترويض الأسود أكسبها الإرادة والصبر.
وعن طبيعة الأسد وكيفية السيطرة عليه قالت فاتن "الأسد غدار في أي لحظة يمكن أن يهاجمك، ولابد أن يأكل من 15 : 20 كليو كل يوم، ولابد أن يكون له طبيب خاص، ويستمتع بحمام خاص يومياً، وكأنه طفل صغير ، ومادمت واظبت على رعايته لن يغدر بك، وإن كان الحذر مهم، لأن غريزته أقوى، ويمكن أن يهاجمك رغم كل ذلك".
وعن حادثة مصرع عمها محمد الحلو بين يدي أسد، وتأثير ذلك عليها قالت "هذه أعمار، ورغم وفاة عمي بسبب أسد فإن أولاده إبراهيم الحلو ومحمد استمرا، وأنا أيضاً استمررت، وزادنا ذلك إصراراً على الاستمرار".
وأوضحت أن فقرة الأسود التي تقدمها تتراوح من 20 إلى 25 دقيقة، مشيرة إلى أن أخطر جزء في فقرة ترويض الأسود عندما تطعم الأسد اللحم بفمها.
وأكدت فاتن أن السينما لم تعبر بصدق عن شخصية لاعب السيرك، تقول "فيلم "السيرك" ببطولة سميرة أحمد، وحسن يوسف قدم فكرة خاطئة عن فن السيرك، فالسيرك ليس مولداً يلم فيه الناس الفلوس، نحن من عائلة فنية عريقة، والممثلة صابرين ابنة خالتي، والمطرب محمد الحلو ابن عمي، وزوجي الراحل إبراهيم حاصل على الدكتوراة من ألمانيا في فن وتدريب وإخراج السيرك"، مشيرة إلى أنها تستعد لتقديم فيلم عن قصة حياتها هي وزوجها الراحل غبراهيم وعائلة الحلو.
وتؤكد فاتن أن فنان السيرك يتحمل الكثير في سبيل إسعاد الناس، مشيرة إلى أنها عندما توفي زوجها إبراهيم الحلو من ست سنوات، وبعد 10 أيام فقط من وفاته سافرت إلى البحرين وقدمت عرضاً، وكانت تبكي من الداخل، ولكنها تبتسم لتسعد الجمهور.