تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



شارع الشانزليزيه يفقد نفوذه والفرنسيون يفضلون الأسعار الرخيصة


باريس: الأمير كمال فرج

ارتبط شارع الشانزليزيه الباريسي لدى العرب بالثراء والأرستقراطية والمجوهرات والعطور والأزياء الفاخرة، وظل لسنوات طويلة مقصدا للنخب الراقية، ولكن وضع الشانزليزيه الآن تغير، وأصبح إلى جانب كونه مجالا لتسوق البضائع الفاخرة، مجالا لتسوق البضائع الرخيصة.

يبدأ الشانزليزيه أجمل شوارع باريس من ميدان الكونكورد، وينتهي في ميدان شارل ديجول الذي يتوسطه قوس النصر، ويبلغ عرض الشانزليزيه 71 مترا، وهو ينقسم إلى قسمين، الأول يضم بعض المباني التاريخية، وبه ميدان كليمانصو الذي يقود إلى متحف باريس للفنون الجميلة، ومتحف التبسيط العلمي والقبة السماوية، ويشهد الشانزليزيه العديد من الفعاليات على مدار العالم، ففيه تقام سباقات الدراجات والاحتفالات الشعبية والتظاهرات والعرض العسكري السنوي.
والقسم الثاني تجاري ويضم عددا كبيرا من محلات الأزياء ومعارض ترويج السيارات مثل مرسيدس ورينو وبيجو، ودور السينما مثل سينما الأليزيه والمسارح والمصارف والملاهي مثل LIDO، وبه محلات شهيرة لبيع الأسطوانات وأشرطة الفيديو مثل VARGEN ومحلات العطور الباريسية مثل GERLAN وSEPHORA ومحلات المكياج مثل LANCEL وماركات الملابس مثل BOSS وLACOSTE، كما يضم فنادق ومنها MARRIOTT بمقهاه الشهير، كما توجد به العديد من المقاة الملحق بها جزر مسيجة على الرصيف، ومن معالمه الشهيرة أكبر حقيبة في العالم التي صنعها أصحاب ماركة LVUTTON العالمية للحقائب.

ويعتبر يوليو شهر التخفيضات، تقدم فيه جميع المحلات تخفيضات تصل أحيانا إلى 70%، لذلك فإن عبارة " SOLDES وتعني "تخفيضات" تتصدر كل المحلات بكل الألوان والأشكال، وفي الماضي كان الشانزليزيه مقرا للماركات الفرنسية الأصلية الشهيرة، واليوم تغير الوضع، فلم يعد غريبا أن تجد في محلاته منتجات صينية ومغربية وبوسنية ومصرية، ففي محل CELIO جميع الملابس المعروضة صنعت في مصر ومدغشقر والصين، والخصومات تتراوح من 30: 70%، والأسعار مخفضة، فسعر القميص من القطن الخالص 12 يورو، وهناك عروض تشجيعية أخرى، فالقميصان معا سعرهما 10 يورو، وإذا اشتريت قطعتين من الشورت تحصل على خصم 30%.

يقول كرستيان (مشتر فرنسي) "أصبح الفرنسيون يقبلون على الأسعار الرخيصة، وهم يقبلون على المنتج الجيد قليل السعر بغض النظر عن مكان صنعه، وإن كان طغيان المنتجات المستوردة يثير استياء بعض مصنعي الملابس الفرنسيين، لأن ذلك يؤثر على أعمالهم".

وفي محل LACOSTE موديلات شبابية رياضية أنيقة ولكن كلها صناعة صينية، وفي محل MARLBORO CLASSICS الملابس المعروضة معظمها صناعة صينية أو بوسنية أو آسيوية والخصومات تصل إلى 50%، ولكن الأسعار هنا أعلى، فسعر الجاكيت المصنوع من الكتان صناعة صينية يصل بعد الخصم إلى 99 يورو، وفي محل Disney الخاص بلعب الأطفال طابقان كاملان من ألعاب الأطفال، وجميعها صناعة صينية.

ويعلل فيكتور (مشتر فرنسي) ذلك ويقول" يلجأ بعض المستوردين الفرنسيين إلى إنشاء مصانع في دول معينة تتميز برخص العمالة وتكاليف التصنيع، وفي أحيان أخرى يستوردون منتجات من هذه المصانع بمواصفات خاصة يحددونها".
وفي محل ETAM المتخصص في اللانجري خصومات تصل إلى 50%، حيث يبلغ متوسط الطقم 17 يورو، ولكن يلاحظ عدم وجود بلد الصنع، وفي بعض المحلات بباريس عموما يلاحظ أن بعض المنتجات يوجد ببطاقة المعلومات فيها جزء مزال، بما يوحي أن هناك رغبة في إخفاء الماركة أو الجهة المصنعة، ويعلل البعض ذلك بأن بعض الماركات الشهيرة تتراكم لديها بضائع ذهبت موضتها، فيبيعونها للمحلات الشعبية، ولكنهم في هذه الحالة يكونون مجبرين وفقا للقانون الفرنسي على إخفاء الماركة فيقصون الماركات من المنتج.

وفي الشانزليزيه يوجد محل SEPHORA وهو أكبر محل عطور في باريس، ويقدم على مساحة 1000 متر أحدث ما أنتجته مصانع العطور والمكياج الباريسية، ويقدم المحل خدمة التجميل مجانا، حيث تنتشر فيه اختصاصيات يضعن المكياج لزبونات المحل مجانا، ومن الخدمات المجانية التي يقدمها المحل تغليف الهدايا مجانا بطريقة مبتكرة يقوم بها شاب جزائري، وفي المحل بائعات فرنسيات وأوروبيات ومغربيات.

وينافس الشانزليزيه عدد كبير من المحلات الشعبية المنتشرة بباريس، ومنها محلات TATI الشهيرة في المنطقة الثامنة عشرة، والميزة الأولى لهذه المحلات هي رخص السعر، ولـ TATI عدة فروع متجاورة، أحدها محل لبيع البدل الرجالية، والثاني لبيع اللانجري، والثالث لبيع ملابس الأطفال والكبار.
وفي TATI الأسعار رخيصة، فالبدلة الرجالي يتراوح سعرها من 29 يورو : 56 يورو، وقميص الطفل بـ 3.5 يورو وبنطاله بـ 5 يورو، أما اللانجري فيتراوح سعر الطقم منه بين 15 و25 يورو، بينما توجد صناديق أمام المحل بها بضائع أكثر تخفيضا، حيث تصل القطعة الى 2 يورو أو 2.5 يورو تقبل عليها الفرنسيات، وبضائع هذا المحل من الصين والبرتغال، ولكن يلاحظ وجود بضائع مجهولة المصدر أي لا يوجد إشارة عليها بمكان الصنع.

تقول دومينيك " بدأ TATI كسلسلة محلات في عدة مناطق بباريس تتميز بالأسعار الرخيصة، وكان لها في الماضي شهرة كبيرة، ولكن هذه المحلات تقلصت حاليا حتى أصبحت ثلاثة فقط، مكانها في الحي الثامن عشر معقل المهاجرين من المغاربة والجزائريين والجنسيات الأخرى، ويقبل على هذه المحلات أعداد كبيرة من الفرنسيين والمغتربين والسياح، وبضائع هذه المحلات تناسب الطبقة المتوسطة".

وفي الشانزليزيه خليط من الجنسيات والألوان، أوروبيون وأفارقة وعرب، وهو مقصد أساسي للخليجيين، وهو أيضا شارع التناقضات، فبينما توجد به أحدث الأزياء وماركات السيارات يوجد به أيضا شحاذون وسكارى يتسولون، رجل صومالي استوقفني ليطلب مني إعانة، وشاب آخر يقول بجدية "أريد يورو واحد، ورجل يجلس على أحد المقاعد، وبجواره زجاجة خمر، يفرش البالطو الخاص به أمامه، يضع المارة فيه بعض من اليورو والسنت، وآخر نائم على الأرض، وحذاؤه ملقى بجواره، وبجانبه زجاجة مسكر، وسيدة مغطاة الرأس تجلس وتمد يدها للمارة.

ـ نشر بصحيفة "الوطن"

تاريخ الإضافة: 2014-05-02 تعليق: 0 عدد المشاهدات :8153
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات