تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



طارق عبد الحكيم :الناس يسمعون بأرجلهم


أبها : الأمير كمال فرج.
عميد الفن السعودي طارق عبد الحكيم رائد الفن السعودي بلا منازع ، بدأ حياته العملية ضابطا في سلاح المدفعية المضادة للدبابات في عهد الملك عبد العزيز ، ولكن حب الموسيقى غلبه فأصبح دارسا وملحنا ومطربا، ابتعث إلى مصر في عهد الملك فاروق وكان أول سعودي يبتعث لدراسة الموسيقى العسكرية ، قدم مئات الأعمال ولحن للعديد من النجوم السعوديين والعرب، وكانت قصته مع الفن هي نفسها قصة الفن في المملكة.
حصل على جائزة اليونسكو في الموسيقى وانتخب بالإجماع رئيسا للمجمع العربي للموسيقى، وكان شاهدا على الكثير من الأحداث الفنية والاجتماعية في المملكة والعالم العربي.
"الوطن" تحاور طارق عبد الحكيم ليدلي بشهادته:
كيف بدأت قصتكم مع الفن ..؟
تخرجت في الكلية الحربية تخصص المدفعية المضادة للدبابات، وكان ذلك أيام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، بقيادة وزير الدفاع المرحوم الأمير فيصل بن عبد العزيز، وتولى الأمير منصور بن عبد العزيز وزارة الدفاع، وفي ذلك الوقت لم تكن وزارة للدفاع، ولكنها كانت مديرية الشؤون العسكرية، وفي هذا الوقت لم تكن هناك أي موسيقى في الجيش، كانت دفعتي تتكون من 32 خريجا، ومن حسن حظي أنني تخرجت في هذا الوقت أيام الملك عبد العزيز، كنا نأخذ رواتبنا كل ستة أشهر ، وكان راتبي 15 ريالا عربيا، وكان ذلك طبيعيا فقد كنا في مرحلة التأسيس، وكانت الحياة صعبة والذي يدخل العسكرية يقولون عنه إنه لا يستطيع أن يؤكل نفسه، ولكني دخلت العسكرية لكي أصبح ضابطا من الضباط، وكان ذلك حلمي منذ الصغر.
كانت جميع فصائل الجيش تمشي على ترومبيطة وطبلة.. موسيقى تشبه العرضة الآن، إضافة إلى عدد من الأبواق تستخدم في المناداة للصلاة أو الأكل والشرب أو لتجميع الضباط، فرأى الأمير منصور تأسيس موسيقى الجيش مثل دول العالم.
بناء على ذلك سافرت إلى مصر مبعوثا من وزارة الدفاع، دخلت معهد القوات المسلحة بالقاهرة ، وكان ذلك نقطة تحول في حياتي، فقد درست أصول الموسيقى على يد أساتذة مصر المحترفين، عرفت النوتة لأول مرة ، كانت الموسيقى عالماً كبيراً وليس كما عرفناها من قبل.
وعندما رقيت لرتبة نقيب كان الإخوة المصريون يسمونني اليوزباشي السعودي، وكان ذلك في عهد الملك فاروق، درست الموسيقى أربع سنوات حضرت الثورة وطرد فاروق وحريق القاهرة، وغيرها من الأحداث.
ما هي الأعمال التي قدمتها أثناء وجودك بالقاهرة ..؟
قدمت في مصر أعمالا كثيرة ولحنت لمعظم النجوم الموجودين في هذه المرحلة منهم كارم محمود ومحمد قنديل وصباح وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وروعة يونس وغيرهم ..، لقد وفر لي وجودي في القاهرة فرصة اللقاء بكبار المطربين والملحنين.
جائزة اليونسكو
في عام 81 حصلتم على جائزة اليونسكو في الموسيقى كيف كان شعورك بهذه الجائزة ..؟
المجلس الدولي للموسيقى في منظمة اليونسكو منحني الجائزة تقديرا لدوري في نشر الموسيقى وخروجي بالموسيقى السعودية إلى العربية، وقد كنت أول موسيقي عربي يحصل على هذه الجائزة، وكانت الجائزة فوق تخيلي، ولكني تعرضت لهجوم شديد فقد هاجم القرار فنانون من إيطاليا وأمريكا وقالوا كيف تمنحون الجائزة لفنان ليس لديه في وطنه موسيقى.
وقمت بالرد على هؤلاء فأنا ابن بلد قديمة في الغناء وفي الموسيقى منذ أيام (طلع البدر علينا) وبنات النجار اللاتي قابلن الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيقاعات التي نعرفها، ثم جاء الموسيقيون مثل ابن سيرين وبن محرز ومعبد، كلهم من هنا، لدينا تاريخ طويل في الموسيقى، ولكن بدءا من أيام الأشراف قبل تأسيس المملكة بدأ هبوط الموسيقى وأصبح الناس يبحثون عن أكل العيش وانصرفوا عن الموسيقى والغناء.
النشيد الوطني
قمتم بتلحين النشيد الوطني السعودي، كيف كانت هذه التجربة ..؟
عندما كلفت بوضع النشيد الوطني للمملكة احترت كثيرا ، كيف يمكنني تقديم لحن موسيقي يعبر عن المملكة بتراثها وطبيعتها، سألت عن البوق الذي يستخدم لتنبيه الجنود والإعلام عن حضور الملك من صنعه، قالوا لي عازف اسمه عبد الرحمن الخطيب، وضعه بدون نوتة، أحضرت عازف البوق وطلبت منه إطلاق صوته فاجأتني نغمة البوق، وعندما عدت للمملكة قمت بتوزيع النشيد الوطني على نفس نغمة البوق التي صنعها الأخ الخطيب.
وعندما عدت للمملكة أحضرت معي من مصر عددا من العازفين المهرة وكانوا من السويس منهم أمين مرسي وأحمد سليمان وعطية حتى يؤسسوا مدرسة موسيقى الجيش، وكان ذلك في الخفاء وكانت خطواتهم تتم بهدوء دون إعلان حتى جاء الأمير منصور الذي أظهر الموسيقى في المملكة .
وفي أحد الاحتفالات كان الملك عبد العزيز رحمه الله جالسا والمسؤولون خلفه، ولأول مرة بدلا من البوق التقليدي يسمعون موسيقى كاملة وكورالاً يغني (يعيش ملكنا الحبيب، أرواحنا فداه، حامي الحرم، هيا اهتفوا، عاش الملك، هيا ارفعوا راية الوطن اهتفوا ورددوا النشيد يعيش الملك.
وعندما تولى الملك فهد يحفظه الله طلب أن يظل اللحن وأن يجدد الشعراء كلماته فأصبح كالآتي (سارعي للمجد والعلياء .. رددي لخالق السماء).
مكرمة فيصل بن فهد
ماحكاية الكتاب الذي أمر الراحل الأمير فيصل بن فهد بإعداده عنكم ..؟
تقديرا لرحلتي الطويلة في عالم الموسيقى أمر الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بإعداد كتاب عن تاريخ الموسيقى، ولأنني أول شخص يدرس الموسيقى في البلاد ويبتعث إلى مصر قرر أن يكون الكتاب عني وعن قصتي التي هي في نفس الوقت قصة الموسيقى في المملكة.
كيف كان صدى تقديم الفن السعودي خارج المملكة ..؟
بمساعدة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله قمت برحلات عدة إلى الخارج، حيث أوكلت إلى الفنون الشعبية فصارت معارض المملكة تجوب العالم، وكنا أول فرقة سعودية تقدم فنونها في أمريكا، غنيت في الأمم المتحدة وكان الأمريكيون يأتون من الولايات المختلفة لكي يشاهدوا الفنون الشعبية السعودية مثل العرضة والخبيتي والدوسري والجنوب.
نوتة الجيب
ما هي أطرف المواقف التي قابلتك في رحلتك الطويلة ..؟
المواقف كثيرة تحتاج إلى مجلدات، في مصر عندما ابتعثت لها ودخلت القوات المسلحة عبد الحميد عبد الرحمن مدير موسيقى الجيش قال لي (يا بني جئت من السعودية وحدك، لا يمكن أن تتعلم كل هذه الآلات وحدك، وقال لي (أنت مغني) قلت .. لا، هل تعزف بيانو قلت لا، هل تعزف نوتة ..؟ قلت .. لا
وكتبت الصحافة عني وقتها وقالت (وصل اليوزباشي السعودي وهو لا يفرق بين نوتة الجيب والنوتة الموسيقية) فحز في نفسي ذلك ، وكان ذلك دافعا للتحدي.
ما الفرق بين موسيقى الجيش والموسيقى الأخرى..؟
كان عددنا 132 شخصا جاؤوا من المغرب واليمن ومختلف البلاد العربية، كلهم صولات وعرفاء، وأنا اليوزباشي الوحيد، كانت الموسيقى في هذا الوقت فيها تعب، تقف تحت أشعة الشمس في الحوش وتعزف، وكل آلة من موسيقى الجيش تحتاج إلى كتب لتعلمها، السكسفون بأنواعه، الترومبيان بأنواعه، الباصات بأنواعها، وكل واحدة لها نوتة، إذا كتبت نوتة مختلفة فلن تستطيع العزف، الآلات الموسيقية العسكرية صعبة وتحتاج إلى جهد بدني وعضلي للعزف عليها.
ولكني استطعت الاستمرار لمدة أربع سنوات، وجاءت الثورة وتوقفنا عن الدراسة أكثر من مرة، حبي للموسيقى كان يجعلني أتحمل، وكان من الصعب أن أعود لبلادي دون أن أنجز شيئا.
أذكر أنني قلت للأمير منصور يرحمه الله عندما كلفني بالذهاب إلى مصر لتعلم الموسيقى (تخصصي مدفعية مضادة للدبابات، فكيف أذهب لدراسة الموسيقى) يومها قال لي (في يوم من الأيام ستحال للتقاعد، لن تبيع مدافع، ولكن عندما تكون موسيقيا ستبيع موسيقى).
ياريم وادي ثقيف
ما هي أشهر الأغنيات التي قدمتها أثناء وجودك في القاهرة ..؟
منذ عام 1952 وحتى الآن تعتبر أغنية (ياريم وادي ثقيف) أشهر ما قدمته، سجلت هذه الأغنية في القاهرة وكانت تباع بـ 10 جنيهات، وكانت تغنى في الحفلات، وخدمتها نجاح سلام بصوتها الدافئ وهي من كلمات الأمير عبد الله الفيصل.
لكم تجربة في الغناء ولكن لماذا لم تستمر هذه التجربة ..؟
أنا لا أعتبر نفسي مطربا ولكني أغني لإسعاد الجماهير، وإلى الآن أغني في حفلات الزواج في مكة والمدينة وجدة، أغني الأغاني الرفيعة، ولكن للأسف لم يعد أحد يستمع إلى هذه الأغنيات الراقية، الآن يسمعون بأرجلهم.
لقد تألمت من قلبي عندما ذهبت للحراج ذات مرة ووجدت أشرطة أم كلثوم وعبد الوهاب تباع، أخذتها كلها بسعر 1200 ريال وجلست يومها وأنا أسمع رباعيات الخيام وألحان رياض السنباطي وأبكي ..
انتهت الفطرة
ما هو تقييمك للأجيال الفنية الحالية ..؟
لكل وقت مجاله، في الماضي كان المطرب يغني بآلات محدودة، عود وقانون وناي، وكان المطرب يغني ويستمع إليه الناس ويحفظون الأغنية، وكان المطرب يغني القصائد العربية الفصحى ولا يمكن أن يلحن أو يخطئ في التشكيل، أعرف من القدامى حسن جاوه وكدرس والشريف هاشم كانوا يأتون للشاعر ويطلبون منه تشكيل القصيدة، الكسرة والضمة والفتحة، حتى لا يخطئ المطرب، وكانوا يغنون القصائد العربية... الكرنك والجندول وسلوا قلبي...، كان المستمع يسمع بآذانه فتتخدر عروقه.
الآن الناس يسمعون بأقدامهم، لا يسمعون بآذانهم، دربكة وإيقاعات لقد أوصلنا إلى هذا الموقف التيار الجارف الذي جاء إلينا من الغرب ودخل على مصر ودول الخليج، اليسكو والتانجو والفالص ففسدت الموسيقى، الفرقة كلها أصبحت إلكترونيات.

نشر بصحيفة (الوطن) في ..............

تاريخ الإضافة: 2014-06-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :2120
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات