تمر علينا بدايات عام جديد كل عام وأنتم بخير. ننتظر منه الفلاح والإصلاح، ولا نريده عاما كمن سبقه من الأعوام، فكفانا ضياع ما بين أفكارنا وأحلامنا ونحن جالسون ننتظر ماذا ستسفر لنا عنها الأيام، وكأننا ليس لنا لتحقيق تلك الاحلام إلا إستكشاف الطالع من الأبراج .
يهل علينا عام جديد، وكلنا شوقا لأن يكون عاما مختلفا علينا دون أن يكون بداخلنا روح التخاذل والإنهزامية، روح التواكل ولسان الكلامنجية.
ننتظر اليوم الذى نشاهد فيه مصر غير تلك التى رأيناها من قبل، ننتظر مصر أن تكون كما كانت فى الماضى أوربا الشرق.ولم لا.؟ وقد كانت مصر فى السابق تضاهى أجمل المدن فى تلك البلاد .
يأتى اليوم والكل يريد أن يتحد مع الآخر .لا نعرف نوعيه هذا الإتحاد.
لا نعرف أهو اتحاد من أجل الإنقضاض على هذا الوطن مرة أخرى؟، أم من أجل المساهمة فى رفعته ونهضته، وقد أشك فى هذا الإتحاد، فعندما نقول أن الإتحاد قوة . فهذا ينطبق على مسميات أخرى . أما ما يدور فى الكواليس الآن فهو لا يدل على قوة أبدا، بل يدل على أنهم لم يعوا الدرس أبدا .
ففى بداية ثورة 25يناير والتى نحن بصدد إحيائها بعد أيام قليلة كنت قد كتبت مقالا ولم أنشره حينذاك بعنوان (أحزاب جماعات لبن سمك تمر هندى) وكتبت حينها من منظورى الذى أراه على أرض الواقع أن طيلة سنوات طويلة لم أرى حزبا يملأ السمع والبصر .يأتى إليه البعيد والدانى من أجل بلده .
أللهم إلا حزب الوفد الذى فقط مازال ينتظر عودة سعد زغلول من قبره ليعيد له الحياة مرة أخرى. أما الحزب الوطنى فقد تبرأ منه مصطفى كامل وهو فى قبره أيضا. بعد أن تحول لمرتع للصوص والحلنجية، فكان سببا فى إنهيار تلك البلاد.
واليوم ماذا ننتظر من تلك الإحزاب العتيقة منها والحديثة، وجميعها عباره عن أعشاش من خيوط العنكبوت ، تحاول أن تستمد قوتها من الفرائس التى تدنو منها لعل وعسى يبقيها صامدة فترة من الوقت .
ومازالت نفس المرجعية العقيمة التى لم تتغير منذ زمن فى كل الأحزاب التى تبحث لها عن دور فى الحياة السياسة فى مصر . كلما أصبحنا على أبواب البرلمان .
وتكون راية الإتجار بالبشر، نعم الإتجار بالبشر مرفوعة .والكل يتسابق لهذا، ولا أستثنى أحدا يريد أن يضع قدمه على عتبة البرلمان، فالكل يتاجر لينتظر هذا الشعب يوم الزينه ليلتهمه. هكذا كتب على هذا الشعب أن يقع تحت براثن شباك هذا العنكبوت دوما. وكما أن الاحزاب لم تتعلم الدور المنوط بها تجاه الشعب . أيضا أن الشعب هو كذلك يفرط دوما فى الدور المنوط به تجاه بلده. فكلاهما أرادا أن نصبح فى هذا الحال .
الكل ينسج خيوطه متوهما انه سيكون الفائز. لاولكن فى النهاية يكتشف الجميع أنهم أضاعوا كل شئ.
ما الذى تفعله الأحزاب من تكتلات من أجل أن يكون لها السبق فى حصاد عدد من المقاعد يثبت وجودها، وماهى المعايير التى يختارون عليها المرشح الذى سيمثلهم.؟ ، أهى تلك الوشوش العكرة التى سئمنا من وجودها فى كل دورة برلمانية ؟ . أم انهم يختارون أجولة المال التى يمتلكها المرشح لهم؟ . تلطخون أنفسكم انتم يامن تظنون أنفسكم رؤساء أحزاب .وأنتم لا تملكون إلا الجهل .قد لأنكم تعودتم دائما أنكم تحصدون أصواتكم من هؤلاء الجهلاء، فنكتشف فى النهاية أن من جلسوا على تلك المقاعد إما قوادين أو لصوص أو شمامين لنبدأ الحكاية مرة أخرى بهدم بيوتهم الهشة بنفخة هواء. نقطة ومن أول السطر