"التموين": 15 أكتوبر آخر موعد لتحويل البطاقات الورقية إلى ذكية" "ديسمبر.. الانتهاء من تحويل بطاقات التموين الورقية إلى ذكية"
"المتحدث باسم وزارة التموين: وقف التعامل بالبطاقات الورقية ديسمبر المقبل" "التموين": وقف التعامل بـ"البطاقات الورقية" أول ديسمبر
وزير التموين: انتهاء العمل بالبطاقات الورقية مطلع ديسمبر المقبل
حنفي: إلغاء العمل ببطاقات التموين الورقية ديسمبر المقبل
هذه عيّنة من عناوين منتقاة عن أخبار وزارة التموين التي تصدرتها مواقع إلكترونية وصحف ورقية في الأيام، أو إن شئتَ قل الشهور الماضية، والتي دارت معظمها حول حرص وزارة التموين على أن يحصل جميع المواطنين على السلع التموينية المقررة لهم شهرياً، و حصص الخبز التي قررتها الوزارة على بطاقة التموين لكل مواطن، وبناءً عليه، صرّح وزير التموين والتجارة التموينية، الدكتور خالد حنفي، بأن الوزارة قد قررت إيقاف العمل بالبطاقات التموينية الورقية بحلول شهر ديسمبر المقبل، على حد قوله، و تحويلها إلى بطاقات ذكية لجميع المواطنين على حد سواء..
ولم يلبث المواطنون في تصديق هذه الأخبار، فسرعان ما تكدسوا على شبابيك مكاتب التموين المغلقة كالسجون، واصطفوا بالساعات حتي يتبعوا تعليمات الوزارة، وقام الآلاف، إن لم يكن ملايين المواطنين الذين لا يملكون بطاقات ذكية نحو "18 مليون بطاقة ورقية على حد تصريحات الوزارة سابقًا"، بتحويل كل صاحب بطاقة مبلغ الـ10 جنيهات عن طريق مكاتب البريد للشركات المعنية باستخراج البطاقات الذكية، رغم تأكيد الوزارة تسديد ما عليها من مستحقات لهذه الشركات، وعلى إثره يحصل أصحاب البطاقات الورقية على بطاقاتهم الذكية خلال 15 يوماً على أقصى تقدير..
وبعد كل هذه التصريحات السابقة التي صدّقها كل المواطنين، ما عدا بقالي التموين الذين يقولون دائما "أهو كلام، الوزارة كل يوم بحال" وقد صدقوا، بعد كل ذلك تفاجئنا بوابة "الأهرام" أمس الأول بتصريح للوزير يقول "وزير التموين: مد العمل بالبطاقات الورقية حتى الانتهاء من تحويلها إلى ذكية"!!!!!
هذا الوزير النشط لا يتوانى حقيقةً في إتحافنا، يوميًا، على الشاشات بخبر جديد يخص وزارته المبجّلة، المعنية بقطاع عريض من المواطنين، إما عن طريق متحدثه الرسمي، وإما يطل علينا هو شخصيًا، ليمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم وسحنته البهية..
لا أحد يعيب ذلك الحرص الشديد من معالي الوزير على تواصله مع فئات الشعب كافةً، إذا ما كانت الأخبار المتداولة حقيقية وترشد المواطنين على الطريق الذي يجب سلكه، لكن أن يتم التلاعب بالمواطنين وإهدار أوقاتهم دون أدنى مسئولية من الوزير، فهذا هو غير المقبول..
سيادة الوزير لا نريد أن نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا، كيف تصدر عنك تصريحات لملايين المواطنين، ثم يثبت كذبها، إن كنت لا تثق في الشركات التي تتعاقد معها وزارتك، فلماذا تعاقدتَ معها من الأساس، وإن كنت لا تقدر الأمور بمقاديرها، فينبغي عليك ألا تصدر تصريحاً أو أحد من وزارتك دون مراعاة وقت واستنزاف جهد ألوف الرجال والشباب والنساء الذين جل همهم أن يحصلوا على أبسط حقوقهم دون إذلال من وزير أو موظف شباك أو بقال تمويني أو حتى صاحب فرن يأمر، من أسف يأمر، حملة البطاقة الورقية بالذهاب لمكتب التموين التابع له ليجدد، بين وقت وآخر، تاريخ حصوله، لتسمح له سعادتك ومن ثم سعادته، بحصوله على حقه في الأرغفة..
سيادة الوزير عليك الاعتذار لكل من تسببت في ضياع وقته، وألا تصدر قرارًا غير مدروس، ومن لم يفِ بوعوده ولا يبالي بمن هو في خدمتهم، لا بد أن يحاسب، فمن يحاسب وزير التموين؟