ما بين مؤيد ومعارض لتكوين قوة عربية مسلحة فى هذا التوقيت بالذات، وخاصة أنها تتشكل فى ظل أوضاع متردية يمر بها الوطن العربى ككل. جعلت من الضرورة المضى قدما فى إتجاه تشكيلها. بعد أن شهدت الساحة العربية صراعات داخلية منها العرقية والدينية وأطماع إستعمارية تريد تفتيت تلك الأوطان، فرأينا إحياء الأطماع القديمة. تارة إحياء الدولة العثمانية وهيمنتها على المنطقة والتى كان يطلق عليها فى الماضى دولة الروم وتقودها تركيا.وتارة أخرى إحياء دولة الفرس والتى تتزعمها اليوم إيران.
وتحت ظل ثورات مشبوهة إنتهى بها المطاف بإقتتال المسلمين بين أنفسهم بدأت من أجل إقصاء الحكام المستبدين وإنتهت بخراب البلاد. لتاخذنا تلك المشاهد لمشاهد مسمومة بعنوان جديد وتحت رايه كلا وإسلامه.
فى العراق فى سوريا فى ليبيا فى تونس فى اليمن حتى فى مصر مسلمون يقتلون بعضهم البعض دون مراعاه لحرمة الدم .ثم لا تعلم لماذا يقتتلون..؟لماذا هانت عليهم أرواحهم بأن يجعلوها وقودا لنار جهنم من أجل زخرف الحياة .فالذى يدفع الأموال ويوفر النكاح .ثم تراهم يتشدقون أنهم يفعلون هذا جهادا فى سبيل الله. ولم نعلم يوما أن الجهاد كتب على أن المسلم يجاهد ضد أخيه المسلم. ولكنه جهاد فى طمع الدنيا وليست الأخرة. إنه جهاد قابيل وهابيل.
لذلك نرى إنتفاضة الدولة الفارسية الشيعية فى كل من العراق وسوريا واليمن. أما الدولة الرومية أو العثمانية فراحت عليها عندما تفتت أحلامها على الصخرة المصرية كما فتتها من قبل. اللهم إلا أنها أصبحت ملاذا للخونة والعملاء .
هكذا يدور المشهد .ومعه يتناسى الجميع ويشجب التحالف العربى العسكرى الذى تشكل عندما إنقلبت الجماعات الشيعية الحوثية اليمنية على أمن وإستقرار اليمن دون مقدمات .ولكن نوايا هذا الإنقلاب ليس إنقلاب على الحكم ولكنه إنقلاب على الأمن القومى الخليجى والمصرى ومحاصرة تلك القوتين المتماسكتين فى المنطقة. وخاصة أن اليمن بثورتها القريبة قد عزلت حاكمها المستبد . إن اليمن القبلى الهش والذى يقبع على أهم مضيق فى الوطن العربى جعل من نفسه ألعوبه فى يد الغير غير مدرك أهميته الإستراتيجية التى ولت مع تخزين القات.
لذلك نراها دائما منقلبة ومتناحرة على نفسها مما جعلها من أفقر الشعوب .ولكن إختلاف التناحر فى هذا الوقت عما مضى. أن الشعوب العربية تعيش فى حالة إضطراب ومع حالة التهديد لإستقرارها لا يستوجب الإنتظار .
هكذا هى حالة التضارب الأن التى تنتاب الشعب العربى مابين مؤيد لضرب شيعة اليمن ومعارض لضربها.غافلين أو متناسين المؤامرة.
حتى أن أعداء الإستقرار ومعهم المعارضين والخونة قد حولوا الدفة لوجهه أخرى. مستهزئين بالتحالف العسكرى العربى ليسترجعوا تحالف العراق .وما بين تحالف العراق وتحالف اليوم ثورات وإضطرابات فى ربوع الوطن العربى.
ليس هذا فحسب بل وجهوا دفتهم إلى إسرائيل التى تنعم بالراحة والسكون .ليكون التحالف موجها لها لتحرير فلسطين بدل من أن يكون موجها لشعب من شعوب العرب. أيضا متناسين إن الحروب عندما تفرض على الوطن يجب أن تكون جبهته الداخلية أمنه مستقرة دون أن يكون فى داخلها أطماع أوإنقضاض على مقدراتها من الداخل.
إن الإعلان عن تشكيل جيش عربى فى مؤتمر جامعة الدول العربية الأخير .إنما هو خطوة مهمة فى سبيل تحرير كل شبر عربى مغتصبا بعد أن ذاقت الأوطان العربية مرارة المؤامرة والخسة والندالة من داخلها.عندما نتتطهر داخليا من كل هذا ونستقوى بأنفسنا دون غدر أو خيانة وقتها يحق علينا مجابهة العالم أجمع.دون خوف من أى طعنات غدر تأتى من خلفنا.أن الإتحاد قوة .إنه الشرارة التى ستضئ الغد بإذن الله لنا قناديل الأمل والحرية والأمان.