لا نختلف كثيرا على أن المنبر الإعلامي لا يقل أهمية عن منبر المسجد، فكلاهما لديهما رسالة محددة، أما أن تكون رسالة سامية أو رسالة سامة. رسالة تهذب الإخلاق، وتدرك المعرفة، أو رسالة تفسد الأخلاق، وتؤدى إلى التهلكة، فكما هناك ممن يعتلون المنبر فى المساجد يخرجون عن المألوف. نرى أيضا ممن يعتلون منبر الإعلام يخرجون عن المألوف، وإن أصبح منبر الإعلام الأن هو أشد تأثيرا على الذوق والآداب العامة، وذلك لأنه متواجد معنا بصفة دائمة، والإعلامى مثله مثل الإمام، إما أن يلتف حوله الناس، أو ينفضوا من حوله.
هنا نتوقف ليس لتصيد الأخطاء، ولكن عندما نفقد إحترامنا للآخرين، فلم يكن يوسف الحسينى هذا الاعلامى بالنسبة لى إلا واحد من السادة المحترمين، له ماله وعليه ما عليه، ولكن أن أراه فى لحظة وقد إنضم لطابور بائعى الخضار. هنا وجب علينا التنبيه والإرشاد. قبله أم لم يقبله. فعليه أن يدرك أن ما يمليه لمشاهدى برنامجه ليس من الضرورى أن يتقبله الجميع .
توقفت كثيرا فى حلقة من حلقاته وهى ليست ببعيدة، وكانت تناقش ما فعله وزير الثقافة عبد الواحد نبوى مع موظفته البدينة فى جولة تفتيشية له.
يجب أن نعترف أن الإعلام اليوم أصبح فرصة لتصيد الإخطاء دون النظر لأى شئ .هذا ليس دفاعا عن وزير أو غفير فجميعنا سواسية أمام القانون، ولكن الأداء السيئ للحسيني فى شجب ما فعله الوزير خرج عن الحدود وخرج من منطوق الشجب على مافعله الوزير، ليدخل فى وصلة ردح بعيدة كل البعد عما أشرت إليه.
وكأنك لا تعلم ولم تقرأ أولا عن السيرة الذاتية لهذا الوزير. هو لم يهبط من السماء أو سقط على الثقافة، ولكنه فى النهاية بشر يخطأ ويصيب، سواء قبلنا إعتذاره أو لم نقبل، فإن أسلوب الحسيني في التعاطي مع الموضوع كان صادما وتتجاوزا كان أشبه بوصلة الردح .
لقد خرج المذيع عن النص أكثر مما خرج الوزير .لأننا فى تلك اللحظة نراك أمامنا، فليس بهذا الردح تستطيع أن تقوم الإعوجاج، ولكنك تزيده إعوجاجا.فالسادة المحترمون يتستطيعون أن يقوموا هذا الإعواج بهدوء تام، وليس بالصوت العالى والتهكم على الأخرين، وخاصة عندما يكون مسؤلا .
كنت أنتظر أن تنسق مداخلة مع الوزير لإستطلاع الأمر أولا وإعطاء كل ذى حق حقه، ولكنك لم تفعل .بالرغم من أن موظفته أقرت أنه تحدث معها لإبداء إعتذاره، ولكنها فرصه الظهور وإقتناص الفرص فى الإعلام سواء كانت منك أو من موظقته .
لقد فقد الإعلام ثقافته البناءة، وأصبح أشبه بمراسل للحوادث فقط، وبات أشبه بجلسه نميمه حريمى .لا ثقافة ولا معرفة ولا أى حاجة ، مجرد نميمة وكلام فاضى مع تصفيه حسابات وتوجهات، وهنا بهذه الجعجعة الفارغة يصبح الإعلامى إعلاميا.وكأننا نعيش فى غمار من السعادة والمودة والفراغ القاتل .
اليوم هو يوم التلاحم وشد الهمم ولا صوت يعلو فوق صوت الأمل والبناء لا صوت الإحباط والخنوع، وأنت فى وسط المعركة إما أن تزرع الامل والإنتصار ، أو تجر وراءك خيبة الهزيمة والإنكسار.
هذا الحديث ليس موجها لك وحدك، بل موجه لكل الإعلاميين الذين جهلوا كيف يكون إعلام حالة الحرب التى نعيشها الآن، فالكلمة إما أن تقوى الإنتماء أو تصنع الجبناء.
تاريخ الإضافة: 2015-04-23تعليق: 0عدد المشاهدات :2117