القاهرة : خاص.
اختتمت مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها "فكر 15" الذي أقامته هذا العام في أبوظبي، لتدخل بذلك عامها السادس عشر في خدمة الفكر والثقافة، لتضرب مثلا فريدا للمؤسسة الثقافية التي تنأى عن التجاذبات السياسية، والأيدلوجيات، والفرق، والمذاهب التي تعصف بالمجتمعات العربية، وتعلى من قيمة الفكر فقط .
إنعقد المؤتمر هذا العام بين 12 و14 ديسمبر 2016 تحت عنوان "التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة"، تحت رعاية رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بحضور رئيس مؤسّسة الفكر العربيّ الأمير خالد الفيصل، وعضو المجلس الأعلى للاتّحاد حاكم الشارق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، والأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان، ورئيس مؤسّسة الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والمدير العام للمؤسّسة البروفسور هنري العَويط، ونُخبة من كبار المثقّفين والأكاديميّين وشخصيات دبلوماسية وكبار الإعلاميين.
وتمنحُ المؤسّسة جائزة الإبداع العربي في ثمانية مجالات هي: الإبداع لأهمّ كتاب، الإبداع العلميّ، الإبداع التقنيّ، الإبداع الاقتصاديّ، الإبداع المجتمعيّ، الإبداع الإعلاميّ، الإبداع الأدبيّ، الإبداع الفنّيّ.
وفاز هذه السنة بجائزة الإبداع العلميّ رائد يوسف مصلح (الأردن) عن برنامج التعديل المكاني التخيّلي، وجائزة الإبداع التقنيّ محمّد يوسف فتّاح (العراق) عن تقنية جديدة لتحسين أداء الركائز الأنبوبيّة من خلال تقييد غلق نهاياتها عند مسافات محدّدة، والإبداع المجتمعي مناصفة بين سالين توفيق السمراني (لبنان) عن مبادرة "عنصر شبابي يقود الإصلاح التعليمي" لجمعية التعليم لأجل لبنان، وعبد الرحمن علي الزغلول (الأردن) عن مشروع "الخبز من أجل التعليم"، وجائزة الإبداع الإعلامي أحمد عصمت علي (مصر) عن موقع منتدى الإسكندريّة للإعلام، وجائزة الإبداع الأدبي وجدي الكومي عن رواية "إيقاع"، وجائزة الإبداع الفنّي عبد المسيح أبو جودة (لبنان) عن كتاب "السينما في لبنان هذا المساء".
وقال البروفسور هنري العَويط كلمة، أن "جائزةُ الإبداع العربيّ ليست الأقدمَ عهداً، فقد شهد العالمُ العربيّ في العقدين الأخيرين إطلاقَ عددٍ ملحوظٍ من الجوائز العلميّة والأدبيّة، وأيّاً تكن دوافعُ هذه المبادرات ومراميها، فهي تشكّل ظاهرةً إيجابيّة تستحقّ التقدير والثناء، ومع أنّه لم يمضِ على إطلاق جائزتنا إلّا عشرُ سنوات، فقد نجحت في أن تتبوّأَ مكانةً مرموقة، وأن تتّسمَ بطابَعٍ مميَّز، فهي من الجوائز المعدودات التي لا تحمل اسم منشئها أو راعيها، ولا يتمّ بالتالي توظيفها بغرض إبراز إنجازاته والإشادة بسخائه، أو تخليد ذكراه. وهي لا تسلّط الضوءَ على مانحها، بل على الإبداع، وعلى مستحقّي الجائزة من المبدعين".
وألقى الأمير بندر بن خالد الفيصل كلمة رفع فيها خالص التهاني والتبريكات، إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وحكومته الرشيدة، وشعبِها الكريم، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والأربعين لقيام هذه الدولة المُباركة، والتي قدّمت نموذجاً يُحتذى به للوحدة العربيّة.
ورحّب سموّه بالحضور الحاشد وأرباب الفكر ورُعاته، وحيّا هذه الكوكبة المُتلألئة في سماء الحفل بإبداعاتهم التي بلغت غاية السموق، بعدما نذروا لها جُلّ أعمارهم، وبذلوا في سبيلها الجُهد الجهيد، بالصبر والمثابرة، وأثبتوا أن الإنسان العربيّ كفوء لإحراز قصب السبق، في مضامير العصر كافّة. فحقٌ لنا أن نفتخر بهم ونُفاخرُ، وحقٌ لهم علينا أن نُكرّمهم، ونُثمّن جُهدهم الدؤوب وإنجازاتهم الرائدة لرفعة أُمّتهم.
وقال الأمير بندر "وإذ تحتفل مؤسّسة الفكر العربيّ اليوم بمرور خمسة عشر عاماً على رصد جوائزها السنويّة للإبداع العربيّ، وعشرُ سنوات على تطويرها إلى ما هي عليه اليوم، وتحرصُ على التزام الحياد والشفافيّة في تحكيمها، طبقاً للأُسس العلميّة والموضوعيّة، يُسعدها أن تُهدي لأمّتنا العربيّة، هذه النجوم الساطعة في سماء الإبداع المُميّز، والتي استحقّت بجدارة، الفوز بجوائز هذا العام، لتنضمّ مع سوابقها إلى رصيد الأمّة، من القوّة الفكريّة والمعرفيّة، الفاعلة في الحفاظ على توازنها وتطويرها ورفعتها".
وفي الختام سلّم مؤسس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل جائزة مسيرة عطاء إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ثم قدّم الدروع التقديريّة للفائزين، وأقيم حفل عشاء على شرف الحضور والمُشاركين.
يذكر أن مؤسّسة الفكر العربي مؤسّسة غير ربحية تأسست عام 2000 في بيروت، تتمحور رسالتها حول السعي إلى تحقيق التضامن الثقافي العربي، وتعزيز هوية الأمة الحضارية، جنباً إلى جنب مع الانفتاح على ثقافات العالم.
وتسعى المؤسسة إلى إطلاق المبادرات والبرامج والملتقيات ذات الأهداف التنموية، والمضيّ في تأسيس شراكات ثقافية عربيّة تعلي قيم الاجتهاد والإبداع.