القاهرة: الأمير كمال فرج.

كشفت شركة Next Robot المتخصصة في تكنولوجيا المطاعم عن Al Dente، وهو روبوت طهي يعمل بالذكاء الاصطناعي متخصص في إعداد المعكرونة أحسن من ست البيت.

الروبوت ـ الذي تم إطلاقه لأول مرة في معرض NRA Show لعام 2025 ـ يقوم بتحضير الأطباق في غضون 4-5 دقائق بدقة عالية، مع ميزات مثل التتبيل التلقائي الذكي والتحكم الذكي في الطهي، وباستخدام تقنية ChefSight AI، يراقب الروبوت الطعام في الوقت الفعلي، لضمان الحصول على قوام وتناسق مثاليين.

ومن المقرر إطلاق Al Dente في وقت لاحق من هذا العام، ويقدم حلاً متكاملاً للمطاعم التي تسعى إلى تحقيق طهي قابل للتطوير وعالي الجودة ومتسق دون التضحية بالنكهة.

إذا كنت تعتقد أن الروبوتات لا تلعب دورًا مهمًا في كيفية تحضير عشاءك، فربما لم تتناول الطعام خارج المنزل منذ فترة طويلة. لقد اعتمدت المطابخ التجارية على الأتمتة منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. وفي السنوات الأخيرة، شقت التكنولوجيا طريقها بشكل متزايد إلى عمليات الطهي على نطاق أصغر، وربما حتى إلى مطعمك المفضل في الحي. لقد رأينا الآلات تتطور لأداء جميع أنواع المهام في خلفية المطبخ، من قلب البرغر إلى تحضير الكوكتيلات.

كشفت Next Robot عن آلة طهي تعمل بالذكاء الاصطناعي تتقن فن إعداد المعكرونة. أحدث نموذج من الشركة الناشئة التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات، والتي أطلق عليها اسم Al Dente، يقوم بضبط دقيق للتوابل وتحميل آلي للمكونات.

يستخدم الروبوت منصة خاصة لمراقبة القوام والرطوبة والتناسق باستخدام المؤشرات البصرية. ويهدف إلى تحويل أي مطبخ مطعم إلى مطعم إيطالي بجودة ميشلان، مقابل مبلغ بسيط يبلغ 15000 دولار للوحدة.

من الواضح أن هذا سعر زهيد للمطابخ التي تأمل في تحسين الكفاءات دون الإضرار بالنكهة. وقد شهد النموذج بالفعل موجة من الطلبات منذ إطلاقه في مايو في معرض الرابطة الوطنية للمطاعم لهذا العام في شيكاغو. وهناك، يمكن رؤيته وهو يقوم بتجميع طبق السباغيتي بومودورو ويُعد طبق ريزوتو الفطر اللذيذ من الصفر.

التركيز على المعكرونة

أتى اختيار المعكرونة بناءً على توجهات السوق المباشرة، حيث تلقت الشركة "سلسلة ثابتة من الطلبات" لحلول خاصة بالمعكرونة. أظهرت الملاحظات المستمرة للمطابخ أن هناك فرصة واضحة. المطاعم الإيطالية تتطلب توظيف عدد كبير من الموظفين، والمعكرونة تتطلب فرقًا ماهرة، وتوقيتًا دقيقًا، وجودة متسقة، مما يجعلها فئة تتطلب مهارات عالية وتدر أرباحًا كبيرة. ومنذ البداية، لاحظت الشركة أن العديد من المطاعم ترغب في تقديم معكرونة رائعة دون الحاجة إلى إضافة عمالة متخصصة أو عمليات معقدة.

يُكمل Al Dente المنتج الأول للشركة، Robby، الذي صُمم للطهي بكميات كبيرة عبر العديد من المطابخ. بينما يركز Al Dente بشكل خاص على المعكرونة والريزوتو المثاليين مع إعداد أسهل، مما يساعد المطاعم على توسيع أو تحسين عروض المعكرونة دون تغيير كل شيء آخر.

 الثقافة الغذائية

تساهم الروبوتات والتكنولوجيا في الحفاظ على الثقافة الغذائية بدلاً من محوها. فالطعام هو أحد أعمق تعبيرات الثقافة، ومع ذلك، تختفي العديد من الأطباق الرائعة بصمت بسبب نقص العمالة في المطابخ. غالبًا ما تُنقل التقنيات عبر الذاكرة العضلية وليس من خلال الكتيبات، والأطباق المعقدة لا يمكن توسيع نطاقها بسهولة، وغالبًا ما يتم تبسيطها أو إسقاطها.

على سبيل المثال، في تايلاند، تُشاهد أواني "الوك" (المقلاة الصينية) التي تستخدم للقلي السريع تعمل بلا توقف في الأسواق، بينما تركز معظم المطاعم التايلاندية في الولايات المتحدة على الكاري والحساء. يُشار إلى أن القلي السريع، وهو جوهر المطبخ التايلاندي اليومي، مفقود إلى حد كبير ليس لأنه غير محبوب، بل لأنه يصعب توحيده. وهذه ليست مشكلة خاصة بالمطبخ التايلاندي فقط، بل هي مشكلة عالمية. من خلال أتمتة التعقيد دون التضحية بالجوهر، تساعد الشركة المطابخ على الطهي بشكل أفضل، والحفاظ على المزيد من الأطباق المنسية، وإعادتها إلى الحياة.

القوام والنكهة

يتطلب الريزوتو تقليديًا 20 إلى 30 دقيقة من الانتباه المستمر: التقليب، التوقيت، ضبط السائل والحرارة. لهذا السبب، يتواجد غالبًا في قوائم الطعام بالمطاعم الراقية، حيث يمكن للسعر أن يغطي تكلفة العمالة. ولكن حتى في هذه المطابخ، يعتبر الريزوتو كثيف العمالة، ويصعب توسيع نطاقه، ويكاد يكون من المستحيل الحفاظ على اتساقه عبر النوبات أو المواقع المختلفة.

يغير Al Dente كل شيء، فهو يقوم بأتمتة التقليب الدقيق، وإضافة السائل، والتحكم في الحرارة. يقوم الطهاة ببساطة بتحميل المكونات والضغط على زر البدء. والنتيجة هي: ريزوتو "Al Dente" مثالي في كل مرة، دون المساومة على القوام أو النكهة.

هذه ليست مجرد أداة لتوفير العمالة. فبالنسبة للمطاعم التي تقدم الريزوتو بالفعل، فإنه يعني سير عمل أسهل بشكل كبير. وبالنسبة للآخرين، فإنه يفتح فرصة جديدة تمامًا في القائمة، مما يجعل الريزوتو متاحًا لكل مطبخ، وليس فقط لتجارب تناول الطعام الفاخرة.

التحقق الرقمي

على صعيد العملاء، تشهد الشركة طلبًا قويًا من المدارس ومراكز رعاية كبار السن. وبالنسبة لهؤلاء الشركاء، لا يتعلق الأمر بالمذاق فقط، بل يتعلق أيضًا بالتغذية، والاتساق، والموثوقية. تقوم الشركة بتطوير أدوات تضمن الأمرين، مع التحقق الرقمي من التغذية المدمج في العملية.

ولكن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، بل يتعلق بالناس أيضًا. ففي أحد المواقع الجديدة لعميل الشركة "Tigawok"، يُظهر المطبخ المفتوح شيئًا نادرًا: موظفون خلف الكواليس سعداء حقًا. مع تولي الروبوتات المهام المتكررة، يمتلك الفريق مزيدًا من الوقت للتركيز على الجودة والخدمة، وهذا واضح في النتائج.

عندما يكون الموظفون سعداء، فإنهم يسعدون العملاء. تؤكد الشركة أنها تبني مطابخ أكثر ذكاءً ليس لتحل محل الناس، بل لرفع مستوى الضيافة على كل مستوى.