القاهرة: الأمير كمال فرج.
مع التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، تتزايد قدرته على التأثير في حياتنا اليومية وفي تشكيل الرأي العام. وبينما يحمل هذا التطور وعودًا كبيرة بالتقدم، فإنه يثير أيضًا تساؤلات أخلاقية عميقة، خصوصًا عندما يُستخدم في الترويج لقضايا قد تتعارض مع القيم والأخلاق السائدة في العديد من المجتمعات.
بعد أسابيع قليلة من الكشف عنه، انتقل "جيك ذا ريزبوت Jake the Rizzbot" – الروبوت البشري ثنائي القدمين الذي يشتهر بارتداء قبعة رعاة البقر وإكسسوارات عصرية أخرى ويتحدث بلغة عامية – إلى ويست هوليود وأعلن عن ميوله المثلية.
حسبما أفادت قناة NBC4 لوس أنجلوس، شوهد جيك – الروبوت البشري الذي يبلغ طوله أربعة أقدام ويستخدم نماذج لغوية كبيرة (LLMs) لمجاملة المارة باستخدام لغة عامية رائجة – مؤخرًا وهو يتجول في ويست هوليود بلوس أنجلوس مرتديًا زيًا بألوان قوس قزح مبهرجة.
كان جيك، المستند إلى روبوت جاهز يباع بواسطة شركة "Unitree Robotics" الصينية، قد شوهد لأول مرة في نهاية يونيو وهو يركض ويداعب المارة في شوارع أوستن، تكساس، مرتديًا قبعته الغربية وسلسلة فضية وزوجًا من الأحذية الرياضية الأنيقة.
الآن، يبدو أن الروبوت – الذي يتم التحكم فيه، وفقًا لشركته المصنعة، بواسطة مشغلين غير مرئيين عن بعد – قد شق طريقه غربًا إلى "حي المثليين" الشهير في مدينة الملائكة.
في مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، شوهد الروبوت الشاذ وهو يتجول عبر شارع سانتا مونيكا بينما كان البشر يسيرون من حوله، ومعظمهم يواصلون حياتهم اليومية بينما كان آخرون يصورون هذا المشهد الغريب.
على الرغم من "عيش" جيك بطريقة أكثر أصالة في ويست هوليود، يبدو أن هذا الروبوت لا يزال محرجًا كما كان عندما كان لا يزال "في الخزانة".
في مقطع فيديو آخر، سُمع جيك وهو يدعو امرأة لتناول العشاء قبل أن يعزف بشكل محرج مقطوعة الساكسفون من أغنية جورج مايكل "Careless Whisper" – ولكن بعد أن سخر من امرأة أخرى بسبب فستانها الزهري وقلادتها التي وصفها بأنها "ذريعة واهية للموضة".
على الرغم من غرابة جيك غير المؤذية، فقد اعتبر اليمينيون "إعلان" جيك عن ميوله الشاذة بمثابة دعوة لمهاجمة الروبوت بدعوى ترويجه لأجندة "الشواذ" نيابة عن الصين.
كتب أحد مستخدمي X: "ماذا بعد، روبوت متحول جنسيًا؟"، وعبر آخر عن رأيه قائلاً: "روبوت صيني المنشأ لن يُسمح به أبدًا في شوارع الصين"، وذلك دون تقديم أي دليل يدعم هذا الادعاء. "ريزبوت مثلي هو هجوم على الأراضي الأمريكية."
مهما كان هذا الروبوت غريب الأطوار، فإن حقيقة تسببه في انهيار جزئي لدى اليمينيين تشير إلى أن ما يفعله يؤتي ثماره – وبمقابل 21,500 دولار فقط، يمكنك أنت أيضًا إثارة المحافظين بروبوتك الصغير المثلي الخاص بك.
ويثير استغلال الذكاء الاصطناعي في دفع أجندات معينة، مثل ترويج المثلية، مخاوف جدية بشأن تداعياته على النسيج الاجتماعي والمعايير الأخلاقية التي يقوم عليها.
فهل يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لتغيير القيم المجتمعية بشكل قسري، وما هو الدور الذي يجب أن نضعه كحدود لضمان أن تبقى هذه التقنية في خدمة الإنسانية وأخلاقياتها، بدلاً من أن تصبح وسيلة لتآكلها؟