القاهرة: الأمير كمال فرج.

في صدمة للمجتمع العلمي، تحولت أثمن قطعة من تاريخ المريخ على كوكب الأرض إلى ملكية خاصة، لتختفي داخل خزانة شخصية غامضة. صخرة نادرة، قطعت ملايين الأميال الكونية قبل أن تهبط بأعجوبة على كوكبنا، تجد اليوم مستقرها الأخير في مجموعة خاصة لثري مجهول الهوية، بعيدًا عن متناول العلماء والجمهور الذي طالما أثار فضوله الفضاء.

وذكر تقرير نشره موقع Futurism ان "الصخرة، التي أطلق عليها اسم NWA 16788، تزن حوالي 24.5 كيلوغرام (54 رطلاً)، وهي بذلك أكبر صخرة معروفة لدينا من الكوكب الأحمر بفارق كبير، حيث لا يتجاوز وزن الصخرة التالية في الترتيب نصف هذا الوزن بالكاد. إنها واحدة من بين حوالي 400 نيزك فقط تم تأكيد أصلها المريخي على الإطلاق، وفقًا لقاعدة بيانات تحتفظ بها الجمعية الميتوريتيكية. وبقاء جزء كبير بهذا الحجم بعد هبوط عنيف على الأرض يجعلها كنزًا علميًا لا يُقدر بثمن للباحثين".

يوم الأربعاء، تم بيع الصخرة في مزاد علني أقامته دار Sotheby  في نيويورك مقابل 5.3 مليون دولار، وبذلك، أصبحت أغلى نيزك يُباع على الإطلاق، حسبما ذكرت وساطة بيع السلع الفاخرة.

قالت كاساندرا هاتون، نائبة رئيس قسم العلوم والتاريخ الطبيعي في سوذبيز، لصحيفة Washington Post "عندما تقترب منها، تشعر وكأنك تنظر إلى الكوكب نفسه. هذه حقًا تبدو كقطعة من المريخ، بينما معظم النيازك المريخية الأخرى التي تراها تبدو وكأنها مجرد صخرة صغيرة."

من الفضاء إلى كنز خاص

اكتشف الصخرة صياد نيازك في نوفمبر 2023 بينما كان يفتش منطقة نائية في النيجر. وأظهر تحليل لاحق أن NWA 16788 قد قذفت إلى الفضاء على الأرجح بفعل اصطدام نيزك آخر أكبر بكثير بسطح المريخ، وفقًا لشبكة CNN. ويُعد سطح المريخ مليئًا بالندوب التي توثق مثل هذه الاصطدامات.

رفضت هاتون الكشف عن هوية مشتري الصخرة الضخمة. وبينما لا يمكننا الجزم بما سيحدث لها أو بنوايا المشتري المجهول، فإن بعض العلماء غير راضين عن فكرة احتجاز هذه الصخرة الفضائية النادرة للغاية، أو حتى عرضها للبيع من الأساس.

قبل بيع الصخرة، صرح ستيف بروسات، أستاذ علم الحفريات والتطور في جامعة إدنبرة باسكتلندا، لشبكة CNN: "سيكون من المخزي لو اختفت في خزانة أحد الأثرياء. يجب أن تودع في متحف، حيث يمكن دراستها، وحيث يمكن أن يستمتع بها الأطفال والعائلات والجمهور بأسره."

من جانبه، ذكر بول أسيمو، أستاذ الجيولوجيا والكيمياء الجيولوجية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لصحيفة WaPo أن النيازك "تحمل معلومات حول تاريخ النظام الشمسي لا يمكن تعلمها بأي طريقة أخرى."

السوق يخدم العلم... أحيانًا

ومع ذلك، يجادل بعض العلماء الأكثر واقعية بأن هذا هو الثمن الضروري "لإبقاء الأضواء مضاءة"، على حد تعبيرهم.

صرحت جوليا كارترايت، عالمة الكواكب في جامعة ليستر بإنجلترا، لشبكة CNN: "في نهاية المطاف، لو لم يكن هناك سوق للبحث عن النيازك وجمعها وبيعها، لما امتلكنا هذا العدد الكبير في مجموعاتنا - وهذا يدفع عجلة العلم!"

أما بالنسبة للعلماء الذين يشتكون من فقدانهم الوصول إلى هذه الكتلة المريخية الضخمة، توصيهم هاتون بالاطلاع على الدليل"، والمحفوظ في مرصد "بوربل ماونتن" بالصين.

وقالت هاتون لموقع Space.com: "تم أخذ عينة وتحليلها ونشرها في النشرة الميتوريتيكية، لذا يمكنهم الذهاب والحصول عليها."