القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما كان الرئيس السابق دونالد ترامب، مثل العديد من الشخصيات المحافظة الأخرى، عدوًا لدودًا لطاقة الرياح، مدعيًا أن توربينات "طواحين" الرياح تسبب مجموعة من الأمراض، من الاضطرابات العقلية إلى السرطان وحتى الموت، وتُعرف هذه المجموعة من الأمراض المزعومة باسم "متلازمة توربينات الرياح".
روّج لها ترامب والجماعات المرتبطة بالوقود الأحفوري على نطاق واسع هذه الخرافة، لتأتي دراسة حديثة من بولندا تؤكد أن مزاعم ترامب لا أساس لها من الصحة، وأن هذه المتلازمة ليست سوى خرافة زائفة تنتشر بسبب المعلومات المضللة.
تكذيب متلازمة توربينات الرياح
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في علم الصوتيات وعلم الأعصاب في بولندا عن عدم وجود أي دليل على أن ما يسمى بـ "متلازمة توربينات الرياح" – وهي فزاعة محافظة لا أساس لها من الصحة روج لها ترامب والجماعات المرتبطة بالوقود الأحفوري، والتي تزعم أن الضوضاء الصادرة عن مزارع الرياح تسبب أمراضًا عقلية أو سرطانًا أو حتى الموت – أكثر إزعاجًا أو إجهادًا من ضوضاء حركة المرور على الطرق.
وبدلاً من ذلك، وجد باحثو جامعة آدم ميتسكيفيتش، عند مراجعة الدراسات ذات الصلة لورقتهم البحثية في مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية والاتصالات، أن هذه "الحالة" الزائفة تبدو نتيجة عدوى اجتماعية تنتشر عن طريق حملات التضليل.
وكما لاحظ الفريق العلمي متعدد التخصصات، حتى الأشخاص الذين لديهم "ميول نحو الاجترار أو قدرة منخفضة على التفكير وتحمل الغموض" – أي الأشخاص النكدين، بشكل أساسي – لا يبدون أي استجابة معرفية فعلية عند تعرضهم لأصوات طواحين الهواء في المختبر.
للوصول إلى هذه النتائج، قام هؤلاء الباحثون بمراقبة 45 طالبًا جامعيًا سليمًا، يتألفون من 30 امرأة و 15 رجلاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا – عينة من "أفراد ناضجين" كانوا، كما أظهرت دراسة تحليلية حديثة، في فئة عمرية تميل إلى أن تكون أكثر حساسية للضوضاء من نظرائهم الأكبر سنًا.
دون إخبار المشاركين بالغرض من الدراسة أو نوع الأصوات التي سيتعرضون لها، قام الباحثون بتشغيل أصوات طواحين الهواء أو ضوضاء حركة المرور أو الصمت للمجموعة. ثم سُئلت المجموعة التي تعرضت لأصوات طواحين الهواء عن الصوت الذي سمعوه، ولم يتمكن أحد منهم من التعرف عليه إلا كضوضاء بيضاء.
العلم في مواجهة التحيز السياسي
هذه الدراسة ليست الأولى التي تستنتج أن ظاهرة "متلازمة توربينات الرياح" لا ترتكز على العلم المعرفي أو الصوتي. وبسبب إجرائها في بولندا، تمكن العلماء وراءها من قول ذلك دون القلق بشأن فقدان تمويلهم الأكاديمي.
في الولايات المتحدة في ظل دورة ترامب الثانية، ومع ذلك، فإن هذا النوع من الأبحاث لن يتم تمويله على الأرجح في مؤسسة عامة بسبب حملة الرئيس الشاملة لمكافحة التنوع والمساواة والشمول (DEI) التي تهدف إلى القضاء على مثل هذا العلم "المتطرف" من هذا البلد.
يبدو واضحًا لمعظم المراقبين المتوازنين أن حملة ترامب وإيلون ماسك "المناهضة للمتطرفين" تهدف إلى طرد أولئك الذين يعارضون أجندتهم من الحياة العامة – ولكن مهلاً، على الأقل لا تزال أوروبا تتمتع بالعلم الحقيقي.