باريس: الأمير كمال فرج.
لطالما سحر تاريخ مصر القديمة العالم بأكمله بأسراره التي لا تنتهي، وكنوزه التي لا تقدر بثمن. ومن بين جميع الشخصيات التي تركت بصمة لا تُمحى في صفحات التاريخ، تظل الملكة كليوباترا السابعة، آخر فراعنة مصر البطالمة، الأكثر إثارة للجدل والإعجاب. شخصيتها المتعددة الأوجه، التي تجمع بين الذكاء السياسي، الجمال الأسطوري، والمصير المأساوي، جعلتها رمزًا عالميًا على مر العصور.
في قلب العاصمة الفرنسية باريس، يحتفي معهد العالم العربي بهذه الأيقونة التاريخية في معرض فريد من نوعه، يسلط الضوء على حياتها الغامضة وإرثها الخالد.
كشف الستار عن أسطورة
تحت عنوان "لغز كليوباترا"، افتتح معهد العالم العربي في باريس معرضًا استثنائيًا يستمر حتى 11 يناير 2026. يهدف هذا المعرض إلى الغوص عميقًا في حياة هذه الملكة الأسطورية، التي حكمت مصر القديمة من عام 51 إلى 30 قبل الميلاد، بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر. يُقدم المعرض نظرة شاملة لأسرار وأسطورة كليوباترا، مسلطًا الضوء على مسيرتها كواحدة من أكثر شخصيات التاريخ القديم سحرًا وشهرة.
كنوز فنية ومعرفة تاريخية
يضم المعرض ما يقارب 250 عملًا فنيًا آسرًا، تم جمعها من العصور القديمة وحتى الوقت الحالي. هذه الأعمال تُقدم للزوار رحلة زمنية فريدة، كاشفة عن أحدث ما توصلت إليه المعرفة التاريخية والأثرية حول كليوباترا. من التماثيل والنقوش التي تصورها، إلى القطع الأثرية التي تُجسد الحياة في عصرها، يُقدم المعرض رؤى جديدة تُسهم في فك طلاسم شخصيتها المعقدة ودورها المحوري في التاريخ الروماني والمصري.
برنامج ثقافي غني
لإثراء تجربة الزوار، يرافق معرض "لغز كليوباترا" برنامج ثقافي متنوع وحافل. يشمل هذا البرنامج لقاءات وندوات ثقافية تُناقش جوانب مختلفة من حياة كليوباترا وعصرها، بمشاركة خبراء ومؤرخين. بالإضافة إلى ذلك، تُقدم عروض موسيقية وسينمائية مستوحاة من قصتها، وورش عمل تفاعلية تُتيح للجمهور فرصة للانغماس بشكل أعمق في تاريخ هذه الملكة الفذة. هذا البرنامج المتكامل يُعزز فهم الزوار لكليوباترا ليس فقط كحاكمة، بل كشخصية ثقافية وفنية ألهمت الأجيال.
كليوباترا الرمز الخالد
تبقى كليوباترا، آخر حاكمة لمصر، الشخصية الأكثر شهرة ضمن القلة من الشخصيات النسائية العظيمة في التاريخ. لقد تشكلت حول شخصيتها أسطورة نمت لتتحول إلى رمز عالمي متعدد الأبعاد، يمزج ببراعة بين الشغف والموت، المتعة والقسوة، الثراء والحرب، السياسة والنسوية. لقد كانت امرأة ذات بصيرة سياسية حادة، تمكنت من الحفاظ على استقلال مملكتها لسنوات عديدة في وجه توسع الإمبراطورية الرومانية، مستخدمة ذكاءها ومهاراتها الدبلوماسية. إن إرثها لا يزال يلهم العديد من الأعمال الفنية والأدبية حتى يومنا هذا، مما يؤكد مكانتها كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا وسحرًا في التاريخ البشري.
