القاهرة: الأمير كمال فرج.
مع تزايد إقبال الأثرياء على شراء وبناء الملاجئ الواقية من القنابل النووية أو ما يسمى "يوم القيامة"، أكد الخبراء أن هذه الملاجئ ليست سوى آلية دفاع نفسية للأثرياء الذين يرغبون في الشعور ببعض السيطرة في عالم لا يمكن التنبؤ به.
وذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "قيمة أعمال الملاجئ الخاصة بالحماية من الحرب النووية بلغت 137 مليون دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تنمو لتصل إلى 175 مليون دولار بحلول نهاية العقد، وفقًا لتحليل من شركة BlueWeave Consulting".
حماية نفسية
ومع ذلك، يرى الخبراء أن هذه الملاجئ تعالج القلق النووي أكثر مما تعالج الحقائق النووية. ففي النهاية، لأنك ستحتاج حتمًا إلى الزحف خارج ملجئك بعد الهجوم النووي، ومواجهة الوضع المروع على السطح.
أوضحت أليسيا ساندرز-زاكري من الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية: "الملاجئ، في الواقع، ليست أداة للنجاة من حرب نووية، بل هي أداة للسماح للسكان بتحمل إمكانية وقوع حرب نووية نفسيًا".
وضع مروع
الإشعاع بعد انفجار قنبلة نووية، كما وصفته ساندرز زاكري، هو "جانب مروع بشكل فريد للأسلحة النووية، حتى أولئك الذين ينجون من التساقط الإشعاعي، الذي يتضمن تناثر الجسيمات المشعة على المنطقة المحيطة بالانفجار، لن يتمكنوا من الهروب من آثاره الصحية طويلة الأمد وعابرة للأجيال، مثل تلك التي شوهدت في تشيرنوبيل بعد انصهار مفاعلها قبل ما يقرب من 40 عامًا. وهذا دون الحديث عن المجاعة، العطش، وانهيار النظام الاجتماعي".
وقالت في الختام: "في نهاية المطاف، الحل الوحيد لحماية السكان من الحرب النووية هو القضاء على الأسلحة النووية."
ملجأ لكل مواطن
على الرغم من الوعود التي تقدمها الشركات التي تلبي احتياجات من يُطلق عليهم "المستعدون ليوم القيامة"، فقد قال الخبير في منع الانتشار النووي، سام لير، أن هذه الجهود من المرجح أن تكون عقيمة.
قال لير، وهو باحث في مركز James Martin لدراسات منع الانتشار: "حتى لو كانت المواجهة النووية ربما أكثر قابلية للنجاة مما يعتقد الكثيرون، أعتقد أن ما بعد الكارثة Aftermath سيكون أقبح مما يعتقد الكثيرون أيضًا". وأضاف: "التغيير الجذري الذي ستُحدثه في طريقة حياتنا سيكون عميقًا".
وأوضح لير أن "السياسيون اعتادوا قبل نصف قرن على حث المواطنين على بناء ملاجئهم الخاصة. أما الآن، فإن "التكاليف السياسية التي تُتكبد بسبب جعل الناس يفكرون في الملاجئ مرة أخرى لا تستحق العناء" – على الرغم من أن هذا النوع من القلق لا يمتد بوضوح إلى تجارة الملاجئ الكبيرة.
بينما أصبحت الاستعدادات لـ "يوم القيامة" أمرًا أمريكيًا أصيلًا، فإن إحياء ثقافة الملاجئ لا يقتصر على شواطئنا: ففي سويسرا، حيث يُضمن لكل مقيم مكان في ملجأ للحرب النووية، تستثمر الحكومة مئات الملايين من الدولارات لتحديث مجموعتها الواسعة من الملاجئ التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة.