القاهرة: الأمير كمال فرج.

في قصة فريدة من نوعها، استقبل الزوجان ليندسي (35 عامًا) وتيم بيرس (34 عامًا) من ولاية أوهايو الأمريكية، طفلهما الجديد ثاديوس في 26 يوليو.

ذكر تقرير نشرته مجلة MIT Technology Review أن " الطفل وُلد من جنين تم تجميده قبل 30 عامًا، مما يجعله يحمل الرقم القياسي لأقدم جنين يولد منه طفل بنجاح، ويطلق عليه البعض مازحين لقب "أكبر طفل في العالم".

تعود قصة الجنين إلى عام 1994، عندما قامت امرأة تدعى ليندا آرتشرد (62 عامًا حاليًا) بتجميد أربع بويضات مخصبة في إطار علاج الإخصاب في المختبر (IVF). من بين هذه الأجنة الأربعة، وُلدت ابنتها التي أصبحت الآن أمًا في الثلاثينيات من عمرها.

رحلة جنين عمره ثلاثة عقود

بعد طلاقها، قررت آرتشرد الاحتفاظ بالأجنة الثلاثة المتبقية، لكنها اضطرت إلى الاستمرار في تجميدها بتكلفة سنوية بلغت حوالي 1000 دولار (توازي أكثر من 2000 دولار اليوم مع التضخم). رغم التكلفة، تمسكت آرتشرد بأمل أن تُستخدم هذه الأجنة يومًا ما لإنجاب طفل آخر.

مع مرور السنوات، قررت آرتشرد التبرع بأجنتها من خلال ما يُعرف بـ "تبني الأجنة Snowflake"، وهو برنامج يسمح للمتبرعين باختيار العائلة التي ستحصل على البويضات المخصبة، وكما يشير المقال، عادة ما تُشرف على هذه البرامج وكالات مسيحية، والزوجان بيرس وآرتشرد كلاهما مسيحيان ملتزمان.

نظرًا لعمر الأجنة، رفضت العديد من الوكالات التي اتصلت بها آرتشرد أخذ معلوماتها. لكنها وجدت في النهاية وكالة Nightlight Christian Adoptions، التي قبلت الأجنة القديمة في برنامج "سنوفليك" لتبني الأجنة عام 2022.

معايير التبني ومعجزة البقاء

أوضحت بيث باتون، المديرة التنفيذية للوكالة، أن "عملية التوفيق بين العائلات تعتمد بشكل أساسي على تفضيلات العائلة المتبرعة". كانت آرتشرد لديها قائمة ضيقة من المعايير: أن تكون العائلة المتبنية بيضاء البشرة، ومتزوجة، ومسيحية، وتعيش في الولايات المتحدة. ومع ذلك، حتى العائلات التي كانت تستوفي هذه الشروط لم تتمكن من استخدام الأجنة لأنها كانت قديمة جدًا بالنسبة للعيادات التي يتعاملون معها.

عندما علم الزوجان بيرس ببرنامج Snowflake ، كانا مندهشين ومتحمسين في نفس الوقت. قالت الأم، ليندسي، للمجلة "اعتقدنا أن الأمر غريب. لم نكن نعلم أنهم قاموا بتجميد الأجنة منذ فترة طويلة".

بسبب التغيرات الكبيرة في عملية تجميد الأجنة على مر السنين، كانت هناك مخاوف بشأن صلاحيتها، لكن في حالة الزوجين بيرس، نجت الأجنة الثلاثة وكأنها معجزة.

النهاية السعيدة 

في 14 نوفمبر، تم زرع اثنين من الأجنة الثلاثة في رحم ليندسي، وتطور أحدهما إلى الجنين الذي أصبح ثاديوس، معجزة صغيرة أخرى في رحلته الطويلة والمتعرجة.

بعد ولادة "صعبة"، تتمتع الأم والطفل بصحة جيدة. لم ينزعج الزوجان من تعليقات أصدقائهما في الكنيسة وعائلاتهم بأن ولادة ثاديوس كانت "كأنها من فيلم خيال علمي".

قالت الأم الجديدة: "لم نفكر في أننا سنحطم أي أرقام قياسية. أردنا فقط إنجاب طفل".