القاهرة: الأمير كمال فرج.
لعدة قرون، ظل كفن تورينو يُحاط بهالة من القداسة والغموض، حيث يؤمن الكثيرون أنه الكفن الذي غطّى جسد المسيح بعد صلبه ـ وفقًا لاعتقاد المسيحيين ـ لكن مع التقدم التكنولوجي، بدأت الأسرار المدفونة في خيوطه العتيقة تتكشف. ففي دراسة جديدة صادمة، استخدم مصمم برازيلي تقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد ليكشف عن نتائج مذهلة قد تقلب كل ما نعرفه عن هذا الأثر التاريخي رأسًا على عقب. هل يمكن أن تكون الصورة المطبوعة على الكفن ليست لجسم بشري على الإطلاق، بل لتمثال فني؟
ذكر تقرير نشره موقع أن Futurism أن "دراسة جديدة نُشرت في مجلة Archaeometry أكدت مزاعم المصمم البرازيلي ثلاثي الأبعاد، سيسيرو مورايس، القائلة بأن الكفن كان عملاً فنيًا وليس كفنًا حقيقيًا للموت. ووفقًا للورقة البحثية الجديدة، قد لا يكون قد غطّى جسد إنسان على الإطلاق".
1. الكفن قد يكون لتمثال وليس لجسم بشري
باستخدام ثلاثة أنواع من أدوات النمذجة ثلاثية الأبعاد MakeHuman و Blender و CloudCompare، وجد مورايس أن ملامح أي "جسم" قد طُبعت على الكفن من المستبعد جدًا أن تكون بشرية. وبدلاً من ذلك، يعتقد أن هذه الملامح تعود على الأرجح إلى تمثال.
أوضح القائمون على الدراسة في بيان أن المصمم قارن بين نماذج لتمثال "نحت بارز" وجسم بشري حقيقي في هذه البرامج. ووجد أن نموذج التمثال بعد تغطيته بقطعة قماش أنتج شكلاً يشبه الكفن المعروف اليوم بشكل أكبر بكثير. أما النمذجة من "جسم ثلاثي الأبعاد" ـ كما يسميه مورايس ـ فقد أدت إلى "صورة مشوهة بشكل كبير".
إذا ثبتت صحة نتائج مورايس، فإنها ستضيف إلى الجدل الأكاديمي المستمر حول أصول الكفن، الذي لا يزال بعض الكاثوليك والباحثين يعتبرونه أصليًا، أي أنهم يعتقدون أنه كفن المسيح نفسه.
2. الجدل حول تاريخ الكفن
على مدى السنوات الـ 35 الماضية، اختلف الباحثون حول عمر الكفن بعد أن أظهر اختبار التأريخ بالكربون المشع في عام 1989 أن قطعًا صغيرة من القماش القديم تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، أي بعد وفاة المسيح بوقت طويل. بعد ذلك، اقترح الكيميائي الأمريكي ريموند روجرز في عام 2005 أن القطعة التي أُخذت للاختبار ربما تكون قد أضيفت إلى الكفن لاحقًا.
وأخيرًا، اختبر العلماء هذه النظرية في عام 2022، حيث وجد باحثون إيطاليون، باستخدام طريقة تأريخ بالأشعة السينية، أن خيطًا واحدًا من الكفن يعود بالفعل إلى القرن الأول الميلادي، وهو أقرب بكثير إلى عصر المسيح منه إلى القرن الرابع عشر.
3. "بقع الدم" غير واقعية
في ظل عدم وجود طريقة حقيقية لدحض فكرة أن الكفن غطى جسد المسيح بشكل قاطع، اقترح علماء آخرون، بمن فيهم مورايس، أنه قد يكون قد صُنع كعمل فني لتمثيل المسيح. على سبيل المثال، في عام 2018، افترض باحثون من إيطاليا والمملكة المتحدة أن أنماط "الدم" على وجه الكفن تبدو "غير واقعية على الإطلاق" لشخص مستلقٍ على ظهره، مما يشير إلى أنها أُضيفت بعد صناعة القماش للحصول على تأثير فني.
على عكس بعض زملائه، لم يقدم مورايس أي نظريات حول تاريخ الكفن. بدلاً من ذلك، تناول الأسرار التي يطرحها بتقدير وحماس أكاديمي.
وقال مورايس في بيانه: "هذا العمل لا يقدم منظورًا آخر لأصل صورة كفن تورينو فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على إمكانات التقنيات الرقمية لمعالجة أو كشف الألغاز التاريخية، وربط العلم والفن والتكنولوجيا في بحث تعاوني وتفكيري عن الإجابات."