القاهرة: الأمير كمال فرج.

يواصل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الترويج لنموذجها اللغوي الأحدث، GPT-5، على أنه يقترب من الذكاء البشري. لكن عندما يتم وضعه على المحك، غالباً ما يتضح أنه ""، وإن كان ذلك بطريقة مطولة.

أحد الأمثلة على ذلك هو تجربة حديثة أجراها غاري سميث، أستاذ الاقتصاد في كلية بومونا. فقد أوضح سميث لموقع Mind Matters كيف أن GPT-5 أصيب بالارتباك المتزايد عندما اقترح عليه لعب "لعبة إكس أو الدوارة".

ردود معقدة

قواعد اللعبة بسيطة للغاية: "يتم تدوير اللوحة 90 درجة إلى اليمين قبل أن تبدأ اللعبة"، كما كتب سميث في نسخة من حواره مع النموذج. من البديهي أن هذا التدوير لا يحدث أي فرق في اللعبة، فهي لا تزال لوحة بثلاثة صفوف وثلاثة أعمدة وبنفس القواعد تماماً.

لكن GPT-5 سارع بإطلاق سلسلة من التعليقات المطولة: "اللاعبون اعتادوا على لوحة إكس أو "المستقيمة"، وقد يغير التدوير بشكل طفيف طريقة بحثهم عن التهديدات والفرص"..."من الناحية الرياضية، تدوير اللوحة 90 درجة لا يغير مجموعة الاحتمالات للفوز — فهي لا تزال نفس اللعبة من حيث النتائج. ولكن من الناحية النفسية، يمكن أن يبدو الأمر مختلفاً".

كلام غير منطقي

ذهب GPT-5 أبعد من ذلك، زاعماً أنه بالرغم من أن اختيار الأركان يمنح فرصة أكبر للفوز وفقاً لنظرية الألعاب، إلا أن "اختيار القطعة المركزية يظل أقوى حركة افتتاحية". وتابع النموذج قائلاً: "لكن اللاعبين قد يخطئون في تقييم حركات الأطراف مقابل الزوايا عندما يتم تغيير اتجاه اللوحة"، وهو ما لا يبدو منطقياً على الإطلاق.

فقدان المسار

قرر سميث مواصلة المحادثة، وسأل النموذج عما إذا كان تدوير اللوحة يجعل اللعب "أصعب على البشر". وهنا بدأ GPT-5 في فقدان المنطق تماماً.

كتب النموذج: "من منظور استراتيجي بحت، تدوير اللوحة لا يغير أي شيء. فكل خط فائز (صفوف، أعمدة، أقطار) يتم ببساطة ربطه بخط فائز آخر... لذلك، إذا كنت ذكاءً اصطناعياً أو إنساناً يلعب بشكل مثالي، فإن لعبة إكس أو الدوارة مطابقة للعبة إكس أو العادية".

صحيح أن هذا الكلام دقيق، وإن كان مطولاً بشكل غير ضروري. لكنه أضاف جملة غريبة: "أما بالنسبة للبشر، فالقصة مختلفة".

وصلت الأمور إلى ذروة الارتباك عندما عرض GPT-5 "رسم لوحة إكس أو الدوارة مع تسميات للمواقع... حتى تتمكن من رؤية كيف يؤثر كل تحول على التعرف". وعندما وافق سميث، كانت النتيجة صورة مشوشة ومليئة بالأخطاء المطبعية، بالإضافة إلى شبكات فارغة وغريبة لا معنى لها.

لم يبدُ على سميث أي اهتمام، إذ لم يستجب لهذه الصور على الإطلاق، وهو ما يظهر في النسخة الكاملة من المحادثة.

يختتم الكاتب تقريره بجملة قوية: "يقولون إن الكلاب غالباً ما تشبه أصحابها. حسناً، ChatGPT يشبه سام ألتمان كثيراً — واثق دائماً، وغالباً ما يكون مخطئاً".