القاهرة: الأمير كمال فرج.
بحركات متقطعة ومُصممة، استعرضت الروبوتات مهاراتها في لعب كرة القدم، وأبهرت الأطفال في لعبة الملاكمة، وأطلقت السهام في موطن الألعاب الأولمبية. وبينما كانت تتحرك ببطء وتتوقف أحيانًا لتغيير البطارية، كان مبتكروها ومستقبلّو التكنولوجيا يتناقشون في السؤال المحوري: متى ستكون الروبوتات جاهزة لترتيب الخزائن وغسل الأطباق؟
ذكر تقرير نشره موقع globalnation "على الرغم من التقدم الهائل في الذكاء الاصطناعي، كما نرى في تطبيقات مثل ChatGPT، فإن الروبوتات التي تمتلك مظهرًا ومهارات شبيهة بالبشر لا تزال متأخرة بسنوات".
يقول ميناس لياروكابيس، الأكاديمي اليوناني ومؤسس إحدى الشركات الناشئة الذي نظم "الأولمبياد الدولي للروبوتات الشبيهة بالبشر": "أعتقد حقًا أن هذه الروبوتات ستذهب إلى الفضاء أولًا، ثم إلى المنازل... فالمنازل هي خط الدفاع الأخير". وقد جمع هذا الحدث الذي استمر لأربعة أيام خبراء ومطورين في أولمبيا القديمة بجنوب اليونان، حيث تُضاء الشعلة كل عامين للألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية الحديثة.
وأضاف لياروكابيس: "سيتطلب دخولها المنازل أكثر من 10 سنوات. أنا أتحدث عن تنفيذ المهام ببراعة، وليس عن بيع روبوتات لطيفة تعمل كرفيق".
نقص البيانات التدريبية
يتقدم الذكاء الاصطناعي بسرعة بفضل الكم الهائل من البيانات المتوفرة على الإنترنت. لكن المواد التدريبية للروبوتات الشبيهة بالبشر نادرة؛ إذ تتطلب أفعالًا في العالم الحقيقي تكون أبطأ وأكثر تكلفة وأصعب في التسجيل من البيانات الرقمية مثل النصوص أو الصور.
ووفقًا لمقال في مجلة Science Robotics، فإن الروبوتات التي تشبه البشر متأخرة حوالي 100,000 عام عن الذكاء الاصطناعي من حيث التعلم من البيانات. ولللحاق بالركب، حث الكاتب كين غولدبرغ، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا ببيركلي، المصنعين على تجاوز المحاكاة والجمع بين الهندسة التقليدية والتدريب في العالم الحقيقي. وهو يرى أن هذا سيسمح للروبوتات "بجمع البيانات أثناء قيامها بعمل مفيد، مثل قيادة سيارات الأجرة وفرز الطرود".
السباق على البيانات
يؤكد لويس سينتس، أستاذ هندسة الفضاء والميكانيكا في جامعة تكساس بأوستن، أن الروبوتات الناجحة تتطلب تعاونًا بين الباحثين وشركات البيانات والمصنعين الرئيسيين لتوفير نطاق واسع. وأشار إلى أن هذه الشراكات تجذب بالفعل مليارات الدولارات من التمويل لتطوير الروبوتات. وقال سينتس، وهو أيضًا أحد مؤسسي شركة Apptronik لتصنيع الروبوتات: "هذه الاتفاقيات تحدث بسرعة كبيرة جدًا. لذلك أرى أن هذه المشكلات يتم حلها يومًا بعد يوم".
في هذا الحدث اليوناني، قدم المطورون أفكارهم الخاصة. فقد لفت أديل أختار، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Psyonic للأطراف الاصطناعية المتقدمة، انتباهًا دوليًا بعد ظهوره في برنامج "شاركت تانك" الأمريكي، حيث كان يسعى للاستثمار في يد شركته الآلية التي تقدم تغذية حسية. وقال لوكالة أسوشيتد برس إن هذه البيانات يمكن أن تسرع من تطوير الروبوتات. وأضاف: "لقد بنينا يدنا لكل من البشر والروبوتات. نحن نردم هذه الفجوة باستخدام اليد الاصطناعية على البشر ثم نقل هذه البيانات إلى الروبوتات".
خلايا الدماغ
قال هون وينغ تشونغ، الرئيس التنفيذي لشركة Cortical Labs، إن شركة التكنولوجيا الحيوية الأسترالية تعمل على تطوير ما يُسمى بـ "الحاسوب البيولوجي" الذي يستخدم خلايا دماغ حقيقية يتم تنميتها على شريحة. يمكن لهذه الخلايا أن تتعلم وتستجيب للمعلومات، وربما تعلم الروبوتات كيفية التفكير والتكيف مثل البشر.
وفي الأولمبياد، أمل المنظمون في وضع أساس لمسابقات سنوية توفر "تقييمًا صادقًا للتقدم الذي تم إحرازه في الروبوتات"، كما قال باتريك جارفيس، الذي شارك لياروكابيس في تأسيس شركة Acumino. وقد حصر المنظمون الفعاليات في ما يمكن للروبوتات محاولته بشكل معقول.
وقال جارفيس: "لقد حاولنا إضافة رمي القرص ورمي الرمح، لكن ذلك صعب على الروبوتات. كما لا يمكننا أن نقول أي روبوت يمكنه القفز عاليًا، لأن ذلك يتطلب بناء أرجل خاصة، وهذا ليس ضروريًا لمعظم الروبوتات".
وفي النهاية، حضر عدة متخصصين في الروبوتات من الولايات المتحدة إلى اليونان للتحدث، لكن قلة منهم أحضروا الروبوتات. وفي المقابل، تعرض الشركات الصينية روبوتاتها بشكل متزايد في الفعاليات العامة، مثل أول ألعاب روبوتات بشرية في بكين في أغسطس، بينما يكتفي المنافسون الأمريكيون في الغالب بمقاطع فيديو ممنتجة يمكن أن تخفي الإخفاقات.
لكن هناك استثناءات. فقد كشف إيلون ماسك عن روبوت Optimus من تيسلا في عام 2022، حيث سار النموذج الأولي بشكل متصلب على خشبة المسرح، واستدار ولوّح للحشد. وذهبت شركة Boston Dynamics إلى أبعد من ذلك، فبعد عشر سنوات من إطلاق روبوتها الذي يشبه الكلب Spot، جعلتهم يرقصون بتناغم على أغنية لفرقة Queen في برنامج America Got Talent ورغم تعطل أحد الروبوتات الخمسة في منتصف العرض، مما أثار ضحك الجمهور، إلا أن هذا الحدث سلط الضوء على مرونتها وتنسيقها.
قال الحكم سايمون كويل: "هل يمكنني أن أكون صريحًا معك؟ أعتقد بالفعل، ولا أقصد ذلك بطريقة قاسية، أنه كان من الأفضل بشكل غريب أن يتعطل أحدهم. لأنه أظهر مدى صعوبة هذا الأمر".