القاهرة: الأمير كمال فرج.
اكتشف باحثون أن خلايا رواد الفضاء تدخل في "دوامة موت" بعد دخولهم الفضاء، حيث تتعرض الخلايا الجذعية البشرية للرواد لضغوط مستمرة بسبب الجاذبية الصغرى في الفضاء، مما يؤدي إلى تنشيط أجزاء قديمة وخفية من الحمض النووي تُعرف باسم "الجينوم المظلم".
ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism إن " فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة كاتريونا جاميسون، مديرة معهد سانفورد للخلايا الجذعية، في دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة Cell Stem Cell، استخدم جهازاً بحجم الهاتف الخلوي على متن محطة الفضاء الدولية لمراقبة سلوك الخلايا الجذعية في الفضاء لأول مرة".
وجد الباحثون أن الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع عظم مرضى خضعوا لعمليات استبدال مفصل الورك قد تقدمت في العمر بشكل أسرع على متن محطة الفضاء مقارنة بالعينات المماثلة على الأرض. هذا الاكتشاف قد يضعف قدرة رواد الفضاء على التجدد أثناء وجودهم في المدار.
تُعزز هذه النتائج المخيفة الأدلة المتزايدة على أن الإشعاع الفضائي والجاذبية الصغرى قد يسببان مجموعة واسعة من المخاطر الصحية، مما يشكل عاملاً خطيراً إضافياً في خططنا لقضاء فترات أطول من السفر في أعماق الفضاء.
تآكل العظام
كما وجدت أبحاث سابقة أن قضاء وقت في بيئة الجاذبية الصغرى يمكن أن يؤدي إلى فقدان كثافة العظام، وتراجع القدرات الإدراكية، وتدهور الرؤية.
تقول الدكتورة جاميسون: "تتدهور وظيفة الخلايا الجذعية في الفضاء. فهي تقلل من قدرتها على تجديد نفسها، وهذا أمر مهم يجب معرفته للبعثات الفضائية طويلة الأمد".
ويحذر الباحثون من أن هذه النتائج قد تكون لها تداعيات هامة على صحة رواد الفضاء، وخاصة على أجهزتهم المناعية.
وتضيف الدكتورة جاميسون: "من المهم دراسة صحة الخلايا الجذعية لمعرفة من هو الأقدر على تحمل قسوة الفضاء، فعملية الإطلاق والهبوط، وحتى الوجود في الفضاء، كلها عوامل مرهقة للجسم".
ويكمن سبب هذا التدهور السريع في "الجينوم المظلم" الكامن في الحمض النووي، والذي خلفته "الفيروسات الراجعة التي غزت جينوماتنا منذ آلاف السنين، وتشكل 55% من حمضنا النووي".
وتوضح جاميسون أن هذه الفيروسات "تدفع الخلايا الجذعية إلى دوامة موت. فالخلايا تشعر بالإرهاق الشديد وتمر بأزمة تجعلها تتقدم في العمر بسرعة كبيرة".
بصيص أمل
لحسن الحظ، بعد تحديد هذه المشكلة، تعمل الدكتورة جاميسون وزملاؤها بالفعل على تجارب سريرية لأدوية يمكن أن تكبح عملية الشيخوخة هذه.
ووفقاً لشبكة CNN، وجدت دراسة قادمة أيضاً أن الخلايا الجذعية قد تكون قادرة على التعافي بمجرد عودة رواد الفضاء إلى الأرض، مما يسمح لهم بعكس الآثار الضارة للجاذبية الصغرى.
ومن المثير للاهتمام، أن هذه "التدابير المضادة" قد تسرع أيضاً من وتيرة أبحاث السرطان، مما يعني أن حماية صحة رواد الفضاء قد يؤدي إلى نتائج إيجابية للمرضى على الأرض أيضاً.