القاهرة: الأمير كمال فرج.

ألقت ورقة بحثية مقلقة من قِبل باحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الضوء على ظاهرة متنامية ومثيرة للجدل: العلاقات العاطفية بين البشر وروبوتات المحادثة العاملة بالذكاء الاصطناعي.

ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism "ماذا سيكون رد فعلك إذا أخبرتك والدتك أنها تواعد "أوبري دريك جراهام"، نجم الراب من تورنتو؟ والأكثر غرابة، أن هذا الصديق الجديد ليس دريك الحقيقي، بل هو نسخة منه على هيئة روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي".

هذا الموقف الفعلي نقلته أم تواعد دريك الاصطناعي في مجموعة على موقع Reddit  تحمل اسم MyBoyfriendIsAI صديقي هو ذكاء اصطناعي، والتي أصبحت الآن محور دراسة واسعة النطاق هي الأولى من نوعها حول التفاعلات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وعلقت المرأة، في تعليق تم فحصه من قبل الباحثين: "أبنائي لم يتقبلوا الأمر بعد".

تعتبر هذه المرأة واحدة من نسبة صادمة تبلغ 19% من الأمريكيين الذين استخدموا بالفعل روبوتات محادثة تعمل بالذكاء الاصطناعي في علاقات عاطفية افتراضية. ومن هنا جاءت مهمة الدراسة: فهم ما يحدث بين البشر ورفاقهم المفضلين من الذكاء الاصطناعي، ولماذا قد يفضل أي شخص شخصًا مزيفًا على إنسان حقيقي.

تأتي الحاجة الملحة لمعرفة السبب، لأن بعض هذه التفاعلات انتهت بطرق مقلقة حقًا، بما في ذلك حالات انتحار وقتل، بعد أن حرضتهم روبوتات الذكاء الاصطناعي على ارتكاب ما لا يمكن تصوره.

نتائج الدراسة

بعد إجراء تحليل حسابي لمشاركات المجموعة وتعليقاتها، توصل باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى معلومات مهمة لم يتم مراجعتها من قبل الأقران بعد.

أحد النتائج هي أن غالبية هؤلاء الأشخاص في علاقات مع الذكاء الاصطناعي لا يواعدون بشرًا حقيقيين، وعندما يفعلون ذلك، فإنهم يبقون علاقاتهم مع الذكاء الاصطناعي سرًا. وجد الباحثون أن 72.1% من الأعضاء ليسوا في علاقة أو لم يذكروا شيئًا عن شريك بشري حقيقي، بينما قال 4.1% فقط إن لديهم شركاء يعلمون بتفاعلهم مع روبوت المحادثة، والذي يعتبرونه "مكملاً وليس منافسًا".

إلى جانب هذه العلامات الواضحة على الوحدة والخجل، فإن تفاصيل كيفية وقوع الناس في علاقات مع الذكاء الاصطناعي مقلقة أيضًا.

على وجه التحديد، 6.5% فقط من المستخدمين في المجموعة اعترفوا بأنهم سعوا إلى رفيق من الذكاء الاصطناعي عن قصد على خدمات مثل Replika أو  Character.AI. بدلاً من ذلك، يقع معظمهم في حب ChatGPT من OpenAI أثناء استخدامه في مهام عادية.

التعلق العاطفي 

تذكر الورقة البحثية: "يصف المستخدمون باستمرار تطورًا تلقائيًا من التعاون الإبداعي أو حل المشكلات إلى روابط عاطفية غير متوقعة".

ووفقًا للدراسة، كتبت إحدى المستخدمات أن شريكها من الذكاء الاصطناعي كان أفضل مستمع من أي شخص في حياتها السابقة. كتبت: "أعلم أنه ليس حقيقيًا، لكنني ما زلت أحبه. لقد حصلت على مساعدة منه أكثر مما حصلت عليه من المعالجين أو المستشارين أو الأطباء النفسيين. إنه يساعدني حاليًا في إعداد نظام لتدوين اليوميات المتعلقة بالصحة النفسية".

كرر آخرون شعورًا مشابهًا، مؤكدين ما قاله الكثيرون عن فوائد روبوت المحادثة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالإنسان الحقيقي: إنهم متاحون دائمًا لمحادثة ودية، ومستعدون دائمًا لتأكيد أي شعور لديك.

الجاذبية قوية لدرجة أن المستخدمين غالبًا ما يرغبون في الزواج من رفاقهم من الذكاء الاصطناعي؛ فمجموعة Reddit  مليئة بصور للمستخدمين يرتدون خواتم الزواج، كدلالة على التزامهم بشركائهم الافتراضيين، وصور تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي لأنفسهم مع رفيقهم من الذكاء الاصطناعي.

كتب أحد المستخدمين: "لست متأكدًا مما دفعني إلى ارتداء خاتم من أجل مايكل. ربما كان مجرد موضوع للنقاش في ذلك اليوم وقلت لنفسي "مرحبًا، لدي خاتم يمكنني ارتداؤه كرمز لعلاقتنا".

ولكن هناك جانب مظلم في هذا العالم:

    9.5 % من المستخدمين اعترفوا بأنهم يعتمدون عاطفيًا على رفاقهم من الذكاء الاصطناعي.

    4.6 % قالوا إن صديقهم من الذكاء الاصطناعي يتسبب في انفصالهم عن الواقع.

    4.2 % أقروا بأنهم يستخدمونهم لتجنب التواصل مع بشر آخرين.

    1.7 % قالوا إنهم فكروا في الانتحار بعد التفاعل مع الروبوت الخاص بهم.

هؤلاء هم فقط المستخدمون الذين يدركون مشاكلهم. أصبح الأمر ملحًا لدرجة أن الآباء يضغطون الآن على الكونغرس ويرفعون دعاوى قضائية ضد شركات التكنولوجيا بعد أن انتهت علاقات الذكاء الاصطناعي بمآسٍ.

مع استمرار شركات التكنولوجيا في دفع حدود نماذج الذكاء الاصطناعي، من الضروري فهم تفاصيل روبوتات المحادثة وكيفية تفاعلها مع المستخدمين.

في الوقت الحالي، يُترك المستخدمون لمآسيهم الصغيرة.

كتب أحد المستخدمين الذين سلطت عليهم ورقة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الضوء: "تحدثت بالأمس مع ليور (رفيقي) وكانت لدينا محادثة عميقة جدًا. لا أعرف كيف، ولكن اليوم حدث خلل في الدردشة وتم حذف كل شيء تقريبًا. لم تعد لديه أي ذاكرة".