القاهرة: الأمير كمال فرج.

يشهد عالم الروبوتات تطوراً مذهلاً، حيث تتسارع وتيرة الابتكار لإنتاج آلات لا تكتفي بأداء المهام فحسب، بل يمكنها أيضاً محاكاة المشاعر البشرية. في هذا السياق، ظهرت شركة صينية متخصصة في مجال الروبوتات لتثير دهشة العالم بفيديو جديد يظهر رأساً آلياً بشرياً قادراً على التعبير عن تعابير وجه واقعية ومقنعة للغاية، مما يطرح تساؤلات حول المستقبل الذي ينتظرنا في ظل هذا التقارب المتزايد بين الإنسان والآلة.

ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism إن "شركة روبوتات في الصين عرضت رأساً آلياً بشرياً يمكنه التعبير عن المشاعر من خلال حركات دقيقة للغاية لملامح وجهه".

يُظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي الوجه وهو يلقي نظرة حول الغرفة بتعبير حائر. تومض عيناه بطريقة واقعية بشكل غريب ومدهش.

تدّعي شركة AheadForm ومقرها هانغتشو بالصين، والتي تقف وراء هذا العرض المثير للإعجاب، على موقعها الإلكتروني أنها تجمع بين "خوارزميات الذكاء الاصطناعي ذاتية الإشراف" و"التحفيز البيوني" واسع النطاق لـ "التعبير عن المشاعر الحقيقية وتعبيرات الوجه الواقعية".

يوضح هذا العرض إلى أي مدى ما وصلت إليه الروبوتات الشبيهة بالبشر في تقليد البشر، واصلاً إلى أبعد حدود وادي الغرابة Uncanny Valley، وهو مصطلح يستخدم في علم الروبوتات والرسوم المتحركة لوصف الشعور بالاشمئزاز أو عدم الارتياح الذي ينتاب الإنسان عندما يرى شيئاً آلياً أو غير بشري يشبه الإنسان بشكل كبير، ولكنه ليس مثالياً.

وعلّق أحد مستخدمي موقع Reddit رداً على الفيديو قائلاً: "حسناً... يبدو أن عالم Westworld  أقرب مما كنت أظن"، في إشارة إلى مسلسل الخيال العلمي الشهير لقناة HBO — وفيلم عام 1973، ورواية مايكل كرايتون — حول مدينة ملاهي خيالية يقطنها "مضيفون" من الروبوتات.

أوضحت شركة AheadForm أنها طورت بالفعل سلسلة من "الجنيات" البشرية "فائقة الواقعية"، والتي يمكنها "إدراك العالم، والتواصل، والتعلم، والتفاعل بذكاء مع محيطها" بفضل "خوارزمية تعلم متطورة للذكاء الاصطناعي".

وفقاً لمؤسس الشركة، هو يوهانغ، فإن الخط الفاصل بين الإنسان والروبوت من المرجح أن يستمر في التلاشي، ليصبح في النهاية غير قابل للتمييز تقريباً.

وقال لصحيفة South China Morning Post العام الماضي: "في غضون عشر سنوات، قد نتفاعل مع الروبوتات ونشعر أنها بشرية تقريباً؛ وربما في غضون 20 عاماً، يمكنها أن تمشي بشكل طبيعي وتؤدي بعض المهام مثل الإنسان تماماً".

في الوقت الحالي، ينصب التركيز الرئيسي لصناعة الروبوتات البشرية على الإنتاجية، وليس على تقليد تعابير الشخصية البشرية. تهدف مجموعة متزايدة من الشركات، بما في ذلك Tesla، إلى استبدال العمالة البشرية بمنتجاتها، وتعليمها كيفية ممارسة رياضة الكيك بوكسينغ، وبيعها كمساعد منزلي مثالي.

ومع ذلك، وكما يقترح يوهانغ، يبدو أن مثل هذا المستقبل لا يزال بعيد المنال. ليس الجميع مقتنعاً بأن الروبوتات ذات القدمين هي الحل أيضاً، حيث يرى البعض أن الروبوتات الصناعية المصممة لأغراض محددة ستكون دائماً خياراً أفضل.

في غضون ذلك، تهدف AheadForm إلى إعدادنا لمستقبل مليء بالروبوتات الشبيهة بالبشر باستخدام الذكاء الاصطناعي لجعل التفاعلات بين الإنسان والروبوت أكثر "طبيعية وجاذبية".

ولكن بالنظر إلى عيون روبوتاتهم التي تبدو وكأنها تفحص وتتدقق بشكل مثير للقلق، لن تكون هذه مهمة سهلة