القاهرة: الأمير كمال فرج.

 انتشر مقطع فيديو محير على وسائل التواصل الاجتماعي أمس يُظهر النائب عن ولاية تينيسي، تيم بورشيت، وهو يدعي بشكل عرضي أن كيانات غريبة موجودة على كوكب الأرض، وأنها تخرج من المحيط.

ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism إن "بورشيت قال وهو يتجول في شوارع واشنطن العاصمة وخلفه مبنى الكابيتول المضيء: "ماذا لو كانت هذه كيانات موجودة على هذه الأرض، وكانت هنا منذ زمن لا أحد يعلمه".

وعبر بورشيت عن اعتقاده بأن هذه الكيانات قادمة من مكان بعيد جدًا؟ ربما جاءت قبل آلاف السنين، وهي موجودة الآن في هذه المناطق العميقة من المياه.

طوال مقطع الفيديو الذي صُور بهاتف جوال واستمر دقيقة واحدة، بدا النائب هادئًا بشكل ملحوظ وهو يرسم صورة لما يبدو وكأنه قصة من قصص هـ.ب. لافكرافت أصبحت حقيقة.

يتابع بورشيت قائلًا: "كما نقول دائمًا، نحن نعرف عن سطح القمر أكثر مما نعرف عما يجري هناك في المحيط. لدينا ميل أكبر لمشاهدة هذه الظواهر حول هذه المناطق الخمس أو الست العميقة من المياه. هذا يثير تساؤلات."

ويضيف: "وعندما يخبرني أفراد من البحرية أنهم يشاهدون هذه الأجسام المائية التي يطاردونها وتصل سرعتها إلى مئات الأميال في الساعة، وأفضل ما لدينا هو شيء لا تتجاوز سرعته أربعين ميلًا في الساعة، فإن لدي الكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع."

ليس من الواضح على الفور ما إذا كانت هذه نظرية شخصية للنائب، أم أنه كان يزعم أنها مبنية على حقائق. في شهر يناير، تصدر بورشيت عناوين الأخبار لإعلانه المشابه بأن أميرالًا مجهولًا أخبره عن مركبة فضائية بحرية "بحجم ملعب كرة قدم" تسافر بسرعة مئات الأميال في الساعة.

كان موقف النائب غير مبالٍ بهذا الأمر أيضًا. قال في ذلك الوقت: "أنا لا أقلق من أنهم سيؤذونني. أعني، بهذه القدرات، لكانوا قد قضوا علينا منذ زمن بعيد."

ومع ذلك، يأتي هذا الخبر المثير بعد أسبوع من جلسة استماع في الكونجرس تم فيها استجواب مسؤولين عسكريين ودفاعيين أمريكيين بشأن مقطع فيديو مذهل يظهر صاروخ هيلفاير وهو يرتد عن "ظاهرة جوية غير معروفة" UAP، وهو المصطلح الذي تفضله الحكومة للأجسام الطائرة المجهولة UFOs.

عرض ذلك الفيديو النائب عن ولاية ميسوري، إريك بورليسون، الذي ادعى أنه تلقاه من "مُبلّغ عن الفساد" مجهول المصدر.

قال بورليسون في الجلسة: "هذا الفيديو التقط في 30 أكتوبر 2024. إنه لطائرة مسيرة من طراز MQ-9 تتعقب جرمًا، وهو هذا الجسم، قبالة سواحل اليمن."

وأضاف جورج ناب، مذيع الأخبار الذي تحول إلى عالم في الأجسام الطائرة المجهولة: "هناك خوادم تحتوي على مجموعة كاملة من هذه الأنواع من الفيديوهات التي لم يُسمح للكونجرس برؤيتها، والتي لم يُسمح للجمهور برؤيتها. في بعض الأحيان، تصل هذه الأشياء إلينا، ويجب أن تصل إليكم [الكونجرس]. يجب على الجمهور أن يرى هذه الأشياء. ولماذا لا يُسمح لكم بذلك، لا أعرف."

قبل أن يبدأ أي شخص في التضرع إلى الكائنات القديمة، من المهم أن نتريث ونتساءل عن مصدر هذا الفيديو.

أولًا، تم تصوير فيديو بورليسون في منطقة حرب نشطة، في اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل هجومًا بريًا على لبنان، مصحوبًا بقصف مدفعي مكثف ونشاط الطائرات المسيرة. وبدون معرفة موقع تصوير الفيديو بالنسبة للمتحاربين ومعداتهم المختلفة، من الصعب تحديد مسار الجسم أو من أين أتى، مما يجعل التحقيق النقدي أمرًا صعبًا.

وبالنظر إلى الصورة الأكبر، فإن بورشيت وبورليسون ليسا أول المسؤولين الأمريكيين الذين يفتتنون بفكرة الأجسام الطائرة المجهولة. في الواقع، أصبح الأمر تقليدًا بين المهووسين والمتشككين في واشنطن على حد سواء، وله تاريخ يعود إلى هاري ترومان وحالة الهستيريا المعادية للسوفييت خلال الحرب الباردة.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، يبدو ادعاء بورشيت الجامح أقل كشفًا، وأكثر شبهاً بأحدث تصريح فارغ من سلسلة طويلة من مروجي نظريات الأجسام الطائرة المجهولة.