القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما ارتبطت القهوة باليقظة والطاقة التي نحتاجها لبدء يومنا، لكن فوائدها تتجاوز ذلك بكثير. فقدرتها على تحفيز الجهاز الهضمي وتحسين حركة الأمعاء قد تكون أحد أهم أسباب تناولها صباحاً. ومع ذلك، يجمع الخبراء على أن التوقيت يلعب دوراً حاسماً في تحقيق أقصى استفادة من هذه الخاصية.
ذكرت روكسانا إحساني في تقرير نشره موقع EatingWell "إذا كنت مثلي، فإن أحد أبسط متع الصباح هو احتساء كوب ساخن من القهوة. يتناول ملايين الأشخاص حول العالم القهوة لرائحتها الغنية ومذاقها أو للطاقة التي تمنحها. لكن هناك فائدة أخرى لا نتحدث عنها كثيرًا: قدرتها على المساعدة في عملية التبرز، والعلم يؤكد ذلك".
لمعرفة أفضل وقت في اليوم لشرب القهوة للمساعدة على التبرز، ولتفهم لماذا تدفعك القهوة للذهاب إلى الحمام. يشارك الخبراء نصائحهم لبناء عادة صحية في شرب القهوة، بالإضافة إلى استراتيجيات أخرى للمساعدة في الحفاظ على حركة الأمعاء.
ما هو أفضل وقت ولماذا؟
على الرغم من عدم وجود وقت محدد على مدار الساعة لشرب القهوة من أجل الذهاب إلى الحمام، إلا أن الأبحاث والخبراء يتفقون على أن ساعات الصباح هي الفترة المثالية.
يقول طبيب الجهاز الهضمي الدكتور روساريو ليجريستي: "الصباح هو بالفعل الوقت الأمثل لشرب القهوة لتعزيز حركة الأمعاء". ويضيف "هذا التوقيت يستفيد من الإيقاع الطبيعي للجسم، حيث يكون القولون في أوج نشاطه ومستعدًا للإخلاء خلال الساعات القليلة الأولى بعد الاستيقاظ".
الإيقاع اليومي هو ساعة الجسم الداخلية التي تنظم مواعيد استيقاظك ونومك، وكذلك جهازك الهضمي. تزيد انقباضات القولون في الصباح وتقل في الليل، تمامًا مثل شعورنا بالنشاط خلال النهار وبالنعاس في المساء.
يضيف ليجريستي: "شرب القهوة خلال هذه الفترة يعمل كمنشط إضافي قوي، ويتناغم مع العمليات الطبيعية في جسمك".
كما أن القهوة تحفز الانعكاس المعدي القولوني gastrocolic reflex، وهي عملية طبيعية تحدث عند تناول الطعام أو الشراب، وتسبب موجة من الانقباضات التي تدفع البراز نحو المستقيم.
ويوضح طبيب الجهاز الهضمي الدكتور كيران ساخديف قائلا "بشكل أساسي، هذا الانعكاس هو صوت الجسم الداخلي الذي يخبرك: "يجب أن أتبرز!" وهذا الانعكاس يكون أقوى ما يكون في الصباح".
إقران القهوة بوجبة الإفطار يمكن أن يعزز أيضًا الانعكاس المعدي القولوني. لذا، إذا لم تكن القهوة وحدها كافية، حاول احتساءها مع وجبة الإفطار.
ينصح الدكتور ساخديف أيضًا بتجنب القهوة على معدة فارغة، حيث يمكن أن تسبب الارتجاع أو الانتفاخ أو الإسهال لبعض الأشخاص، مما يجعلها الأفضل عند تناولها مع أو بعد الوجبة مباشرة.
أخيرًا، شرب القهوة في الصباح يساعد على تدريب جسمك على معرفة ما يمكن توقعه. تقول أماندا سوسيدا، أخصائية التغذية المتخصصة في صحة الأمعاء: "تستجيب الأمعاء بشكل أفضل للروتين، لذا امنح نفسك وقتًا في الصباح مع قهوتك للحصول على أكبر تأثير". بالإضافة إلى ذلك، شرب القهوة في وقت مبكر من اليوم لن يتعارض مع النوم، بينما شربها في وقت متأخر يمكن أن يخل بإيقاعك اليومي.
لماذا تدفعك القهوة للذهاب إلى الحمام؟
إذًا، ما الذي تحتويه القهوة ويجعلك تذهب إلى الحمام؟ في الواقع، الأمر يعود إلى مجموعة من العوامل.
الكافيين: هو منشط لا يوقظ جهازك العصبي المركزي فحسب، بل يزيد أيضًا من انقباضات العضلات في الأمعاء، مما يساعد على تحريك الأشياء. إنه يعمل كملين طبيعي، يحفز حركة الأمعاء. في الواقع، القهوة التي تحتوي على كافيين لها تأثير أكبر، حيث تزيد من تحفيز القولون بحوالي 60% أكثر من القهوة منزوعة الكافيين أو الماء.
أحماض المعدة والهرمونات: يوضح ياسين أنصاري، أخصائي التغذية: "القهوة التي تحتوي على كافيين والقهوة منزوعة الكافيين على حد سواء تحفز إنتاج حمض المعدة، مما يمكن أن يساعد أيضًا في إطلاق هرمونات الجهاز الهضمي (مثل الجاسترين والموتيلين وCCK)، والتي تلعب دورًا في تعزيز حركة الأمعاء والنشاط القولوني". هذه الزيادة في حمض المعدة تساعد على دفع المحتويات عبر الجهاز الهضمي.
مركبات أخرى: تحتوي القهوة بحد ذاتها على مئات المركبات، بما في ذلك أحماض الكلوروجينيك والميلانويدين، التي تحفز بشكل مباشر نشاط القولون الحركي، كما يوضح الدكتور ليجريستي.
كيف تبني عادة صحية لشرب القهوة؟
عندما يتعلق الأمر ببناء عادة صحية في شرب القهوة، هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها قبل إعداد كوبك التالي: كم تشرب، وماذا تضيف إليه، ومتى تشربه.
الكمية: يجب على معظم البالغين الأصحاء ألا يتجاوزوا 400 ملغ من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل حوالي أربعة أكواب من القهوة. إذا لاحظت شعورًا بالتوتر، القلق، أو صعوبة في النوم، فقد يكون ذلك علامة على أنك حساس للكافيين، أو أنك تشرب الكثير منه، أو أنك تتناوله قبل وقت النوم بوقت قصير. في هذه الحالة، فكر في تقليل الكمية أو التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين. بينما يمتص الجسم الكافيين بسرعة ويصل إلى ذروته في حوالي 30 دقيقة، فإن نصف عمره يتراوح بين 3 إلى 5 ساعات، مما يعني أنه يبقى في نظامك لساعات بعد الاستهلاك، مما يمكن أن يتعارض مع النوم.
الإضافات: الإضافات مثل السكر، الكريمة، والشراب المنكه يمكن أن تضيف سعرات حرارية عالية، دهون مشبعة، وسكر مضاف. توصي جمعية القلب الأمريكية بألا يزيد السكر المضاف عن 6 ملاعق صغيرة يوميًا للنساء، و9 ملاعق صغيرة للرجال. حاول تقليل المحليات، واختيار بدائل خالية من السكر مثل الستيفيا إذا لزم الأمر، واختيار الحليب العادي قليل الدسم غير المحلى بدلًا من الكريمة الغنية بالدهون المشبعة.
عوامل أخرى تساعد على التبرز
بعيدًا عن القهوة، هناك العديد من العادات التي يمكن أن تدعم حركة الأمعاء المنتظمة. إليك بعض النصائح المدعومة من الخبراء للمساعدة في التبرز:
تناول المزيد من الألياف: معظم الناس لا يتناولون كمية كافية من الألياف، على الرغم من أنها ضرورية لانتظام حركة الأمعاء. فهي تضيف حجمًا ونعومة للبراز، مما يسهل مروره. أدخل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، البقوليات، المكسرات، والبذور في كل وجبة ووجبة خفيفة.
حافظ على رطوبة جسمك: بدلًا من شرب القهوة طوال اليوم، تأكد من شرب كمية كافية من الماء أيضًا. شرب كمية كافية من الماء يساعد على تليين البراز وتسهيل حركته.
تحرك: المشي يمكن أن يساعد في عملية الهضم ويحفز تدفق الدم، وكلاهما قد يساعد في تحفيز حركة الأمعاء. يقول الخبراء: "فكر في الحركة كتمارين رياضية لأمعائك لأنها يمكن أن تشجعك على التبرز وهي مفيدة للهضم". يوصي الخبراء بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا.
حدد مواعيد للاستيقاظ والوجبات: يقول الدكتور ليجريستي: "إنشاء روتين يومي ثابت للوجبات والاستيقاظ يساعد على تنظيم ساعة جسمك الداخلية، مما يؤدي إلى عادات تبرز أكثر انتظامًا". لذا، ضع لنفسك جدولًا زمنيًا للحصول على عادات أفضل.
تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: لدعم أمعاء صحية، يجب عليك تغذيتها بأطعمة صديقة للأمعاء مثل البروبيوتيك. تقول أنصاري: "العديد من أنواع الزبادي تحتوي على بكتيريا حية ونشطة يمكنها دعم عملية الهضم". تشمل الخيارات الأخرى الكفير، الكمبوتشا، والأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف والكيمتشي.