القاهرة: الأمير كمال فرج.
لم تعد الروبوتات مجرد شخصيات في أفلام الخيال العلمي، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وفي مجال البيع بالتجزئة، بدأت تظهر ملامح ثورة حقيقية تعد بإعادة تعريف تجربة التسوق بالكامل. "روبوتات البقالة" خطوة جريئة نحو دمج الروبوتات البشرية في الأعمال التجارية، يمكن أن تغير هذه التقنية مستقبل المتاجر والخدمات. من تقديم المنتجات إلى إدارة المخزون.
ذكر جوي ويلكنز في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "البعض قد تساوره الشكوك حول الروبوتات البشرية، ففي الوقت الذي يتلهف فيه المستثمرون في التكنولوجيا لأي تقدم في الروبوتات ذات القدمين، يحذر المحللون من أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تكون هذه الآلات جاهزة للانتشار الواسع".
ومع ذلك، تظل الروبوتات البشرية عامل جذب قوي، وهذا ما تؤكده شركة Galpt الصينية للروبوتات من خلال كشكها الصغير الذي يديره روبوت بالكامل.
في أوائل أغسطس، افتتحت الشركة ما وصفته بـ "أول متجر يعمل بشكل مستقل بالكامل بواسطة روبوت بشري" في بكين. وتُظهر مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي الروبوت Galpt G-1 - وهو روبوت بشري بذراعين أُطلق في يونيو 2024 - وهو يتجول في متجر صغير، ويقدم البضائع للزبائن وكأنه بائع تقليدي.
جاء في أحد مقاطع الفيديو: "الروبوت البشري Galpt G-1 يدير كل شيء، ويخدم آلاف الزبائن يوميًا". "من استقبال الزوار إلى تقديم المشروبات، الوجبات الخفيفة، والأدوية، يتولى Galpt كل طلب بشكل مستقل، دون أي تدخل بشري، مدعومًا بتقنيات الشركة الخاصة."
رغم أن آلة بيع متطورة قد تؤدي المهمة بنفس الكفاءة (فحركة G-1 بطيئة إلى حد ما)، إلا أنها لن تحظى بنفس القدر من الاهتمام. تُظهر مقاطع فيديو الكشك الأول حشودًا من الناس يصطفون لمشاهدة الروبوت وهو يؤدي مهامه.
توسعات مستقبلية وتحديات كبرى
على الرغم من أن هذا المتجر لا يزال بمثابة نموذج أولي في نواحٍ عدة، إلا أن شركة Galpt تستعد لتوسيع شبكة أكشاكها بسرعة في جميع أنحاء الصين. وقد افتتحت الشركة الأسبوع الماضي موقعًا آخر في القصر الصيفي، وهو معلم سياحي رئيسي في بكين.
في مقابلة، صرح وين أيرونغ، الرئيس التنفيذي لشركة Galpt ، أن الشركة تخطط لنشر 100 كشك في عشر مدن صينية خلال العام المقبل. ويشير إلى أن هناك تحديين رئيسيين أمام الروبوت G-1، وهما: التفاعل الصوتي الطبيعي، وتحسين سرعة التشغيل.
ورغم أن هذين التحديين قد يبدوان بسيطين، إلا أنهما يمثلان مهمتين شاقة أمام الروبوتات البشرية ومصنعيها.
عوائق تقنية أمام الانتشار
التحدي الأول: التفاعل الصوتي
يواجه مطورو الروبوتات صعوبة في تطوير أنظمة تعمل بفعالية في البيئات الواقعية، حيث تختلف مستويات الضوضاء باستمرار، وتُشكل اللهجات المحلية تحديًا لمعالجة اللغة. كما أن هناك قضية حساسة تتعلق باللهجة المحلية التي يجب أن يتحدث بها الروبوت بشكل افتراضي، وهي مهمة أصعب مما قد يتخيلها المرء.
التحدي الثاني: الحركة
ربما تكون الحركة هي القضية الرئيسية التي تمنع الروبوتات من تحقيق إمكانيات تشبه الخيال العلمي. فرغم أن المهندسين حققوا تقدمًا كبيرًا في حركة الروبوتات مؤخرًا، إلا أن هناك فجوات كبيرة لا تزال قائمة، ولا يوجد حتى الآن إجماع واضح على النهج الصحيح للإنتاج الضخم.
ومع ذلك، يظل هذا المتجر نظرة رائعة على الوضع الحالي لعالم الروبوتات وإمكاناتها المستقبلية القريبة.