القاهرة: الأمير كمال فرج.
إذا كنت تشعر أن ChatGPT أصبح أقل ذكاءً وأكثر غرابة في الآونة الأخيرة، فأنت لست وحدك. آلاف المستخدمين حول العالم يشاركونك هذا الإحساس، ويتداولون تجاربهم الغريبة مع الروبوت الذي يبدو وكأنه "فقد عقله".
اشتكى أحد المستخدمين على موقع Reddit من أن الروبوت أخبره فجأة وبشكل مباشر بأنه سيموت، عندما سأله عن بقعة جلدية بسيطة على ذراعه.
لم تقتصر تصرفات ChatGPT الغريبة على ذلك، فقد أصبح يواجه صعوبة في مهام بسيطة مثل إعطاء إيموجي "حصان البحر"، أو إنشاء قائمة بفرق كرة القدم الأمريكية التي لا تنتهي أسماؤها بالحرف "s". ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى التسبب في مشاكل خطيرة، مثل اختلاق سوابق قضائية وهمية أدت إلى فصل محامين.
تجمع مستخدمو ChatGPT على Reddit لمناقشة هذا التراجع المفاجئ في أداء الروبوت، ويعتقد البعض أن السبب هو التغييرات التي أجرتها شركة OpenAI استجابةً لتقارير عن حالات انتحار لمستخدمين كانوا يتفاعلون بشكل مكثف مع الروبوت. هذه المشكلة الحساسة جذبت بالفعل انتقادات متزايدة من السياسيين.
كتب أحد المستخدمين في مجتمع r/ChatGPT أن التغيير جاء بعد وفاة آدم رين، المراهق البالغ من العمر 16 عامًا، الذي انتحر في شهر أبريل. وتواجه عائلته الآن دعوى قضائية ضخمة ضد OpenAI بسبب "الوفاة غير المشروعة". وأضاف مستخدم آخر أن "النموذج أصبح يعوض عن القيود، وليس يحسن التفكير"، مما يفسر سبب كثرة الإسهاب في الردود وخروجها عن الموضوع.
إجراءات أمان جديدة
أعلنت OpenAI عن هذه التغييرات في منشور بمدونتها، موضحة أنها تهدف إلى جعل التطبيق أكثر أمانًا للمراهقين. قام مهندسو الشركة بتعديل الروبوت لكي يتمكن من تحديد المستخدمين دون سن 18 عامًا، وتوجيههم إلى تجربة تتضمن سياسات أكثر صرامة. تشمل هذه السياسات حجب المحتوى الجنسي الصريح، وإمكانية إشراك سلطات إنفاذ القانون في حالات الضيق الشديد.
كما أطلقت OpenAI أدوات للرقابة الأبوية، تتيح للوالدين ربط حساباتهم بحسابات أبنائهم، وتخصيص تجربة الاستخدام، وتعطيل بعض الميزات، وتلقي إشعارات في حالة الضيق، وتحديد أوقات معينة لا يمكن فيها استخدام التطبيق.
لكن، ما هو وضع المستخدمين البالغين الذين تأثرت تجاربهم بهذه التغييرات؟ لا يوجد حل واضح لهم حاليًا سوى الانتقال إلى منصات منافسة.
عبر أحد المستخدمين عن حيرته قائلًا: "كيف نكتشف ما إذا كنا في وضع الأطفال؟ هل علينا أن نسأل إذا كان سانتا كلوز موجودًا لنستنتج ذلك؟".
مشكلة "الهلوسة" مستمرة
تظل مشكلة "الهلوسة" (إعطاء معلومات غير صحيحة) هي جوهر قلق الكثير من المستخدمين تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل عام. أحد المستخدمين لخص المشكلة في جملة واحدة: "أريده فقط أن يتوقف عن الكذب".
رغم أن OpenAI قالت إن الإصدار الأخير من ChatGPT يحتوي على أخطاء أقل، إلا أن تجارب المستخدمين الأخيرة تشير إلى أن المشكلة لا تزال قائمة، وربما تكون قد تفاقمت.