القاهرة: الأمير كمال فرج.

شهد رجل مصاب بالشلل الدماغي ويستخدم دراجة كهربائية للتنقل "سكوتر" موقفاً استفز أعصابه، عندما تعرض لقطع الطريق المتكرر — من قبل روبوت!

ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشره موقع Futurism 1 إن "مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر مارك تشاني وهو يحاول مراراً وتكراراً تجاوز روبوت توصيل بطيء الحركة تديره شركة ناشئة تُدعى Swerve Robotics، بينما يتوقف الروبوت عشوائياً ويحتل نصف الرصيف في منطقة ويست هوليوود".

الأغرب من ذلك، أن ساعي البريد الآلي المزعج - تماماً كبعض السائقين المتهورين على الطريق السريع - بدا وكأنه دخل في نوبة من "الغضب المروري".

عندما يحاول تشاني المرور، ينحرف الروبوت مباشرة في مساره، بل ويقوم بـ "فرملة مفاجئة"  أمامه عدة مرات. وقبل أن ينتهي الفيديو، يقطع الروبوت طريقه، ويستمر في القيادة لنصف ثانية، ثم يضغط على المكابح مرة أخرى بقوة. حدث ذلك بسرعة كبيرة لدرجة أن تشاني اصطدم بالجزء الخلفي للآلة.

صرح تشاني، وهو مدافع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لصحيفة Los Angeles Times قائلاً: "الطريقة التي تحرك بها بدت متعمدة حقاً... في كل مكان تحركت فيه، كان الروبوت يعيقني، ثم عبر الرصيف حرفياً ليقطع طريقي."

لقد لخص لقاء تشاني الإحباط الذي يعيشه المشاة - وفي بعض الأحيان سائقو السيارات - بسبب الروبوتات ذاتية القيادة التي اجتاحت حرم الجامعات والمدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك لوس أنجلوس.

لا تدع صغر حجمها يخدعك. ففي حين أنها غالباً ما تكون مصدر إزعاج بسيط أو تسلية أكثر من كونها تهديداً جسدياً، إلا أنها لا تزال قادرة على إيذاء الناس والتسبب في حوادث. ففي العام الماضي، تعرضت امرأة لسقوط سيئ بعد أن صدمها روبوت من شركة Starship، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال روبوتات التوصيل، حيث تراجع الروبوت فجأة في مسارها - ثم عاد وصدمها مرة أخرى قبل أن يفر من مسرح الحادث.

في غضون ذلك، تسببت هذه الروبوتات أيضاً في خدش وتضرر السيارات. فقد تسبب أحدها في الاصطدام بسيارة أجرة آلية تابعة لـWaymo، في حالة نادرة من "عنف المركبات ذاتية القيادة ضد مركبة ذاتية القيادة أخرى". واجتاز روبوت آخر موقعاً لجريمة.

وفي بيان لها بشأن هذا الحادث الأخير، قالت شركة Serve إن روبوتاتها مصممة للتنقل بأمان حول معدات التنقل والأشخاص ذوي الإعاقة.

وذكرت الشركة، وفقاً لصحيفة Los Angeles Times : "نأسف عندما لا نرقى إلى مستوى ذلك التصميم... بعد فحص هذا الحادث، علمنا أن نظام السلامة لدينا المصمم للتنبؤ بنوايا المشاة وإعطاء الأولوية في الطريق، قد تسبب بدلاً من ذلك في إعاقة الروبوت لمسارهم."

وأضافت Serve موضحة: "في غضون لحظات، توقف الروبوت تماماً استجابة لاستشعاره بوجود أحد المشاة على مسافة قريبة، وقد دخل في وضع أو حالة توقف مصممة خصيصاً لتكون أكثر أماناً ممكنة عند حدوث فشل أو مشكلة غير متوقعة في النظام.

أخبر تشاني الصحيفة أنه طلب من Serve إنشاء مجلس استشاري خاص بإمكانية الوصول لمعالجة هذه القضايا.

وأضاف: "أعتقد أن هذا مهم حقاً لمستقبل الذكاء الاصطناعي ومشهد الإعاقة... يمثل هذا فرصة لمعالجة مشكلة بشكل مباشر، وإحداث بعض التغيير الإيجابي."

منذ تحميله قبل أسبوعين، حصد فيديو تشاني حوالي 30 مليون مشاهدة على منصتي TikTok  وInstagram، مما جلب له سيلاً من الدعم وبعض الدعابات الطريفة التي تسلط الضوء على سخافة هذا اللقاء. ولكن الغريب أنه كان هناك أيضاً بعض التعليقات القاسية.

صرح تشاني للصحيفة: "كان هناك الكثير من الكراهية عبر الإنترنت، وهو أمر متوقع عندما ينتشر الفيديو بشكل واسع... لكن، كما تعلمون، تهديدات القتل ليست شيئاً جيداً."

ويتهم منتقدوه - إذا جاز تسميتهم كذلك - بأنه دبّر الحادث بحثاً عن المال والشهرة، مثل تعليق على الفيديو حصد أكثر من 1600 إعجاب، يؤكد أن تشاني "مخطئ هنا وربما يبحث عن تعويض مالي"، وفقاً للصحيفة.

قال تشاني: "لم أفعل هذا لمقاضاة شخص ما. أردت فقط أن أنتقل من مكان إلى آخر في مكان عام، بأمان ودون إعاقة."