القاهرة: الأمير كمال فرج.
على الرغم من أن فنجان القهوة الصباحي روتين يومي غير ضار، حذّر تقرير متخصص من أن هذا المشروب الشائع يمكن أن يتفاعل كيميائيًا مع خمس فئات شائعة من الأدوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تخفيض فعاليتها الدوائية أو مضاعفة آثارها الجانبية وصولاً إلى مستويات قد تكون خطرة على الصحة.
ذكرت ديبا كامدار في تقرير نشرته صحيفة The Independent إن "الخبراء يؤكدون على أن التفاعلات الدوائية مع الكافيين ليست مجرد مسألة بسيطة، بل هي عملية تؤثر على استقلاب الدواء وامتصاصه داخل الجسم. وفيما يلي استعراض مفصّل لأبرز خمسة أنواع من الأدوية التي يجب تجنب تناولها بالتزامن مع القهوة"
1. أدوية الغدة الدرقية
تُعد أدوية قصور الغدة الدرقية، وعلى رأسها ليفوثيروكسين، من أكثر الأدوية حساسيةً للتوقيت والمُرافقات الغذائية. وتشير الدراسات إلى أن شرب القهوة بعد وقت قصير من تناول دواء الغدة الدرقية يؤدي إلى تقليل امتصاصه من الجهاز الهضمي بنسبة قد تصل إلى النصف (50%).
ويُعزى هذا التداخل إلى أن القهوة تسرّع من حركة الأمعاء (الحركية المعوية)، مما يمنح الدواء وقتاً أقل للذوبان والامتصاص، وقد ترتبط أيضاً به في المعدة. إن انخفاض امتصاص الدواء يترجم مباشرة إلى مستويات غير ثابتة للهرمون، ما قد يؤدي إلى عودة أعراض قصور الغدة الدرقية مثل الإرهاق وزيادة الوزن. يُنصح المختصون بالانتظار لفترة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة على الأقل بين تناول الدواء وشرب القهوة.
2. مضادات الاكتئاب والذهان
إن التفاعل بين الكافيين وبعض أدوية الصحة النفسية، وتحديداً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) وبعض مضادات الذهان (مثل كلوزابين)، يُعد معقداً. حيث تتم عملية استقلاب كل من الكافيين وهذه الأدوية عن طريق الإنزيم نفسه في الكبد (إنزيم CYP1A2).
ويؤدي التنافس على هذا الإنزيم إلى إبطاء تكسير الدواء في الجسم، مما يرفع من مستوياته في مجرى الدم. هذا الارتفاع قد يزيد من مخاطر الآثار الجانبية للدواء، وقد يؤدي أيضاً إلى تأخير تخلص الجسم من الكافيين، وبالتالي يزيد من الشعور بالقلق، الأرق، والرجفة العصبية لدى المريض.
3. أدوية هشاشة العظام
تنتمي الأدوية المستخدمة للوقاية من هشاشة العظام وعلاجها، مثل فئة البايفوسفونيت (Alendronate وRisedronate)، إلى مجموعة تتطلب شروطًا صارمة لضمان الامتصاص الأمثل.
يجب تناول هذه الأدوية حصراً مع الماء العادي فقط وعلى معدة فارغة تماماً. إن تناولها مع القهوة، أو حتى العصائر والحليب، يمكن أن يعيق بشكل كبير عملية امتصاص الدواء، مما يقلل من فعاليته في بناء العظام وتقويتها.
4. أدوية البرد والإنفلونزا ومزيلات الاحتقان
تحتوي العديد من الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية لعلاج نزلات البرد والحساسية على مُركب السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine)، وهو عبارة عن منشط للجهاز العصبي المركزي. وبما أن الكافيين هو منشط بطبيعته أيضاً، فإن الجمع بينهما يؤدي إلى تضخيم الآثار الجانبية لكليهما.
هذا التضخيم قد يظهر على شكل زيادة مفرطة في العصبية، والأرق، وارتفاع معدل ضربات القلب، والصداع. وفي حالات مرضى السكري تحديداً، قد يشير بعض الأبحاث إلى أن هذا التوليف قد يرفع مستويات السكر في الدم.
5. أدوية الربو والموسعات القصبية
تُستخدم موسعات الشعب الهوائية (مثل الثيوفيلين والأمينوفيلين) لعلاج الربو عن طريق إرخاء عضلات مجاري التنفس. وتشترك هذه الأدوية مع الكافيين في التركيبة الكيميائية لكونها تنتمي إلى فئة الميثيل زانثين (Methylxanthines).
إن استهلاك كميات كبيرة من الكافيين بالتزامن مع هذه الأدوية يزيد من خطر الآثار الجانبية المشتركة، مثل الارتعاش، خفقان القلب، والغثيان. كما أن الكافيين قد يؤثر على كيفية امتصاص مجاري التنفس للدواء، مما يقلل من الفائدة العلاجية المرجوة منه.
شدد التقرير على ضرورة أن يقوم الأفراد، خاصة أولئك الذين يتناولون أدوية مزمنة، بمناقشة عاداتهم المتعلقة بالكافيين مع الطبيب المعالج أو الصيدلي للحصول على إرشادات شخصية حول التوقيت المناسب لتناول الأدوية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.