القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما رُوِّج لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، على أنها مستقبل التنقل الآمن والفعّال. وفي الآونة الأخيرة، بدأت هذه المركبات تُظهر سلوكيات "أكثر شبهاً بالبشر" على الطريق، وهو ما روّجت له الشركة كدليل على تحسّن قدراتها. لكن يبدو أن هذا "التشبّه البشري" له جوانبه السلبية وغير المتوقعة؛ فقد بدأت سيارات "وايمو" ترتكب الأخطاء والمخالفات المرورية التي لا تختلف عن تلك التي يرتكبها السائقون العاديون.
ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "صحيفة he San Francisco Chronicle وثقت قبل بضعة أشهر تحولًا دقيقًا في طريقة قيادة سيارات الأجرة الآلية التابعة لشركة وايمو Waymo"
لقد أصبحت سيارة وايمو تقود أشبه بالبشر، وأصبح سلوكها "أكثر جرأة"، فهي تستخدم آلة التنبيه في وجه السائقين الذين يقطعون طريقها، وتنطلق بشكل تدريجي أثناء انتظار عبور المشاة. لم يكن هذا مجرد تغيير شكلي؛ بل تفاخرت "وايمو" بأن هذه الصفات "البشرية" لسياراتها قد جعلتها أكثر أمانًا بالفعل".
لكن ربما أصبحت بشرية أكثر من اللازم. فها هي سيارات الأجرة الآلية تُستوقف الآن من قبل الشرطة مثل أي سائق عادي.
مساء يوم الجمعة الماضي، أوقف ضباط شرطة في مدينة سان برونو بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، كانوا يبحثون عن سائقين مخمورين، سيارةً بعد أن قامت بدوران غير قانوني على شكل حرف U عند إشارة مرور. ليُدركوا لاحقًا أنه لا يوجد أحد في مقعد السائق. لم تكن هناك رائحة كحول ولا كلمات متلعثمة. كانت سيارة أجرة آلية من "وايمو" تتجاوز قوانين المرور مثلها مثل العديد من السائقين البشر في وقت متأخر من الليل.
"لا سائق، لا يدان، ولا فكرة"، هكذا كتب قسم الشرطة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحادث، وفقًا لتقرير الصحيفة.
إلا أن سيارة الأجرة ذاتية القيادة لم تُغرَّم كما يحدث معك أو معنا. فبما أنه لم يكن هناك شخص يُشغِّل المركبة، لم يتمكن الضباط من إصدار مخالفة. لكنهم تواصلوا مع شركة Google، الشركة الأم لـ "وايمو"، لإبلاغهم بهذا الخلل.
وصرح القسم قائلاً: "دفاتر المخالفات لدينا لا تحتوي على خانة لـ "الروبوت".
بالتأكيد، هذه ليست المرة الأولى التي تحتك فيها المركبات ذاتية القيادة بالقانون. ففي العام الماضي، أوقفت شرطة فينيكس سيارة "وايمو" بعد أن انحرفت في المسار المعاكس وتجاوزت إشارة ضوئية حمراء.
كما أظهرت هذه المركبات العديد من عادات القيادة الغريبة، مثل الدوران بلا نهاية عندما تُعلَق في دوار، أو التجمع في مواقف السيارات واستخدام آلة التنبيه على بعضها البعض، أو التوقف المستمر أمام منزل عائلة واحدة دون أي تفسير.
بعض الحوادث كانت خطيرة؛ فقد دهست سيارة "وايمو" كلبًا، وصدمت أخرى راكب دراجة، مسببة له إصابة في الدماغ والعمود الفقري.
هذه النوعية من الحوادث لم تجعل سكان المنطقة يكنّون ودًا كبيرًا لسيارات الأجرة هذه، بل لجأوا إلى وضع الأقماع لإغلاق أحيائهم لإبعاد سيارات "وايمو" - هذا إن لم يحرقوها! من المؤكد أنهم سيشعرون بـ "النشوة" عندما يسمعون أن هذه السيارات يمكنها أن ترتكب الأخطاء كـ "مخمور أحمق" دون أن تحصل حتى على مخالفة مرورية.