القاهرة: الأمير كمال فرج.

ضاعف الاستهلاك العالمي للقهوة نفسه تقريباً خلال الثلاثين عاماً الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو مع تحوّل المستهلكين في الصين والهند من مشروبهم التقليدي الشاي إلى القهوة. أثار هذا النمو مخاوف متزايدة بشأن إزالة الغابات وتدهور التربة وهدر المياه. كما أدت التقلبات المناخية المتزايدة – نتيجة لتغير المناخ – إلى ارتفاع حاد في سعر حبوب البن مؤخراً، فما هو الحل؟

ذكرت Alice Lascelles في تقرير نشرته صحيفة Financial Times أن "رجل الأعمال آندي كليتش، المقيم في سياتل، يعتقد أن القهوة الخالية من البن قد تكون هي الإجابة. تقوم شركته Atomo بإنتاج مشروب إسبريسو بديل مصنوع من نباتات مُعاد تدويرها ومُزروعة، تشمل نوى التمر، والجوافة، وبذور دوار الشمس. أما مادة الكافيين، فيتم استخلاصها من الشاي الأخضر الغني بمركب L-theanine، وهو حمض أميني قد يعزز شعوراً بالنشاط يكون أكثر استدامة وأقل توتراً مقارنة بالكافيين المستخلص من القهوة التقليدية".

يؤكد كليتش أن هذا المزيج ينتج عنه انبعاثات كربونية أقل بنسبة 83% ويستهلك 70% مساحة أقل من الأراضي الزراعية. وقد انضم عملاق المشروبات الياباني Suntory إلى قائمة المستثمرين في هذه العلامة التجارية.

يقول كليتش: «نحن لا نسعى لإخراج مزارعي البن من العمل. الأمر كله يتعلق بمحاولة موازنة النمو المتوقع في الطلب خلال الثلاثين عاماً القادمة. يجب أن نوقف مقايضة القهوة مقابل الغابات».

قمت بتجربة مزيج "كوتشيلا لاتيه" من Atomo (بسعر 15.99 دولاراً أمريكياً لوزن 340 جراماً) – وهو تعاون مع "هاجن"، أول مقهى يقدم Atomo في المملكة المتحدة – وقد نال إعجابي. المذاق يقترب بشكل لافت للنظر من القهوة الحقيقية، وكما وعدوا، لم أشعر بالخمول أو الإرهاق الذي يتبع عادةً تناول القهوة.

موجة المشروبات البديلة الأخرى

تشمل قائمة المبتكرين الآخرين شركة Northern Wonder الهولندية (بسعر 5.39 يورو لوزن 250 غجراماً)، المصنوعة من الترمس والحمص، وشركة Prefer Coffee من سنغافورة (5 دولارات لعلبة لاتيه شوفان مثلج بسعة 250 مل)، وهو بديل يعتمد على الأرز وفول الصويا.

بطبيعة الحال، القهوة البديلة ليست اختراعاً حديثاً. ففي أوقات النقص، لطالما لجأ الناس إلى بدائل للقهوة تُصنع من الهندباء، وجذور حشيشة الدار، وحتى البلوط. وفي نيو أورلينز، لا يزال من المعتاد تناول قهوة الهندباء مع حلوى الـ beignets.

ما يُميّز الكثير من هذه المشروبات البديلة للجيل الجديد هو طريقة استغلالها للشاي لخلق نكهة شبيهة بالقهوة مع توفير جرعة كافيين مُصممة هندسياً ببراعة أكبر.

قهوة Dawn-Dusk (فجر-غسق) (30 جنيهاً إسترلينياً لوزن 250 غراماً): تم إطلاقها مؤخراً، وصُنعت خصيصاً لمتاجر "جيه دبليو أندرسون" بواسطة متجر الشاي البارز في لندن Postcard Teas. يجمع هذا المزيج المكون من فول الصويا المحمّص kuromame وأنواع شاي أسود حرفية بين النكهة المتفحمة الشبيهة بالقهوة ونعومة الشاي المريح. يمكن تحضيره في آلة الترشيح الفرنسية ويُقدّم مع أو بدون حليب.

قهوة  Moka-Cha (موكا-شا) (28 يورو لوزن 50 غراماً): يأتي هذا المزيج العضوي القائم على شاي هوجيتشا من اليابان عبر ميلانو، وهو مُصمم خصيصاً لأوعية تحضير القهوة الإيطالية الموقدية. نكهته أقل تركيزاً من الإسبريسو المُحمّص، وتميل أكثر إلى نكهة الأرضيات الغابية الغنية.

يقول خبير الشاي في ميلانو، كينزو تيرادا: «أردت أن أفتح الباب أمام شاربي القهوة لتجربة الشاي الياباني. لقد رأيت قواسم مشتركة بين آلة القهوة الإيطالية وإبريق الشاي الياباني: ففي كلا البلدين، تمتلك كل أسرة تقريباً واحداً منهما. هذا الترابط جعلني أؤمن بإمكانية نجاح الفكرة».

إذا نجحت القهوة الخالية من البن في الانتشار في إيطاليا تحديداً، فيمكننا القول بثقة إنهم حققوا اختراقاً هائلاً في هذا السوق.