تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



دمى الماراباتشي الزوجية المقدسة بدأت كعضّاضّات للأطفال


القاهرة: الأمير كمال فرج.

في جنوب الهند، وقبل أيام قليلة من مهرجان نافاراتري كل عام، تبدأ الاستعدادات لعرض الغولو Golu، وهو احتفال تقليدي، يتضمن عرضًا مُنظمًا لدمى وتماثيل تُوضع على سلالم أو مدرجات مُعدة خصيصاً في المنازل والمعابد، وتتضمن دمة مشتركة لزوجين، تُهدى كجزء من جهاز العروس، وتنتقل من الأم إلى ابنتها. ويُقال إنها ترمز إلى الوحدة والتآزر.

ذكرت نيدارشانا راجو في تقرير نشرته صحيفة The New Indian Express إن "المهمة الأولى للاستعدات المهرجان دائماً هي التنظيف، وتتم بإزالة خيوط العنكبوت من الزوايا المستعصية، ونفض الغبار عن الأسقف، وجعل كل سطح نظيفاً تماماً للترحيب بالقدسية".

بعد ذلك، يأتي حفيف الصناديق التي تُسحب من المخازن، حوافها قد تكون بالية ومُتآكلة من العمر، لكنها ممتلئة بكنوز تنتظر أن تُبعث فيها الحياة. تُجمع السلالم المُعدة للعرض - ثلاثة أو خمسة أو تسعة، بل وأحياناً أحد عشر درجة - وفوق كل درجة ينتصب مسرح مصغر ينتظر ممثليه.

طقوس الزفاف

وهنا تخرج الدمى. تتخذ تماثيل الآلهة والإلهات الطويلة أعلى المستويات والطبقات، بينما تجد الشخصيات الأصغر حجماً مكاناً لها على المدرجات السفلية. وببطء يدبّ الحراك في هذا العالم: فتيات متجمدات في منتصف قفزة في لعبة "آدو بولي أتّام"، وحفل زفاف يعج بالطقوس، وتجمع بهيج يجلس القرفصاء وأمامهم أوراق الموز الممدودة، بل وأحياناً فريقا كريكيت محتجزان للأبد في مباراة، وحكامهم في منتصف الإشارة بملابسهم البيضاء الناصعة. إنّ عرض الـ"غولو" ليس مجرد ترتيب بسيط، بل هو لوحة حية ومتقنة، تنسج الأسطوري بخيوط من الحياة اليومية.

وسط كل هذا البهاء والبريق الذي يزين أي عرض للـ"غولو"، يجلس زوج متواضع: دمى الماراباتشي Marapachi dolls. هذه الدمى، المصنوعة من الخشب وغير الملونة، هي شهادة خالدة على براعة الحرفية الأصيلة. تقف هاتان الدميتان كشاهد صامت على عمق الثقافة والتقاليد، ويُحتفى بهما بكل توقير وإجلال في كل مهرجان نافاراتري.

فك غموض دمى الماراباتشي الزوجية

مع انتهاء مهرجان نافاراتري، نقتفي أثر هذه الدمى الثمينة، التي يتم تناقلها عبر الأجيال وتُخزّن دائماً كـزوج متلازم. دمى الماراباتشي، بملامحها المنحوتة ولونها الخشبي الغني المائل للحمرة، مليئة بالغموض. إن امتلاكها مسؤولية كبيرة - فهي تأتي مع مجموعة من القواعد لاستخدامها وتخزينها، والقاعدة الأولى هي: لا تفصل الزوجين أبداً.

هذه الدمى هي ملك ثمين يُهدى كجزء من جهاز العروس، وتنتقل من الأم إلى ابنتها. ويُقال إنها ترمز إلى الوحدة والتآزر. ولهذا السبب، عندما تُخرجها النساء من مكان تخزينها كل عام خلال نافاراتري، يفعلن ذلك باهتمام بالغ يصاحبه الدعاء.

عضّاضات الأطفال

كانت دمى الماراباتشي تُصنع في المقام الأول في تيروباتي بولاية أندرا براديش، ويُستخدم في صناعتها خشب أحمر اللون، مثل خشب صندل الأبنوس الأحمر أو خشب قطن الحرير أو الخشب الأحمر العادي. وقد استُخدم خشب الصندل الأحمر تحديداً لما له من قيمة طبية، حيث يُعتقد أن له خصائص هضمية وشفائية، ولهذا كانت الدمى تُعطى في بعض الأحيان كـعضّاضات لأطفال المنزل.

يُذكر أن الأزواج كانوا في الماضي يقومون بتلبيس دمى الماراباتشي نسخاً مصغرة طبق الأصل من ملابس زفافهما. وبهذه الطريقة، كانوا يُخلّدون مظهرهم في يوم زفافهم في زمن لم تكن فيه الكاميرات متاحة أو شائعة.

ملك وملكة

تُعد دمى الماراباتشي جزءاً لا يتجزأ من ترتيبات نافاراتري وهي عنصر لا غنى عنه في طبقات عرض الـ"غولو". يُقال إن دمى الماراباتشي تمثل الزوج الملكي، الملك والملكة، ولذلك يتم حجز أعلى منصب لهما على الطبقة العليا. ويُعتقد أيضاً أن زوج الماراباتشي يجسد الزوج الإلهي (تختلف أسماء الآلهة من منطقة إلى أخرى، ولكن غالباً ما يكونان لاكشمي وفيشنو)، وغالباً ما يتم وضعهما على الطبقة العليا بغض النظر عن موضع التماثيل الإلهية الأخرى.

كما أن هناك تقليداً بأن يهدي الوالدان ابنتهما المتزوجة "ماراباتشي بومّاي" لتبدأ هي بنفسها عرض نافاراتري "كولو" في منزلها الجديد. وتمثل هذه الدمى آمال العائلة للعروسين في النسل والرخاء، وترمز إلى بدء تقليد الـ"غولو" في منزل جديد.

بالإضافة إلى ذلك، هناك طقس في بعض المجتمعات التاميلية يتمثل في إجراء زواج رمزي لدمى الماراباتشي. وعادة ما تقوم بهذا الحفل الفتيات اللواتي تأخر زواجهن لسبب ما، وتقتصر المشاركة فيه على النساء فقط.

في جوهرها، تمثل دمى الماراباتشي رمزاً للاتحاد والبداية الجديدة والازدهار العائلي، وتشهد على استمرار التقاليد عبر الأجيال. ويتم وضع الدمية الأنثوية دائماً على يمين الدمية الذكر.

تاريخ الإضافة: 2025-10-06 تعليق: 0 عدد المشاهدات :84
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات