القاهرة: الأمير كمال فرج.

أخطأ نظام للكشف عن الأسلحة يعمل بالذكاء الاصطناعي، وموصول بكاميرات مدرسة ثانوية في مقاطعة بالتيمور، في التعرف على كيس من رقائق دوريتوس واعتبره سلاحاً، فقام باستدعاء الشرطة ضد طالب يبلغ من العمر 16 عاماً.

ذكر فيكتور تانغرمان في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "الطالب تاكي ألين كان يستمتع بوجبته الخفيفة أثناء جلوسه خارج مدرسة كينوود الثانوية بعد تدريب كرة القدم. بعد مرور عشرين دقيقة، فوجئ بوصول حشد من ضباط الشرطة المدججين بالسلاح، كما ذكرت محطة الأخبار المحلية WBAL-TV 11 News".

وصرح ألين لقناة WBAL-TV 11 News قائلاً: "كأن ثماني سيارات شرطة وصلت فجأة لأجلنا. في البداية، لم أكن أعرف وجهتهم حتى بدأوا بالسير نحوي وهم يحملون الأسلحة، ويقولون: "انزل على الأرض"، فقلت: "ماذا؟"

وأضاف ألين: "أجبروني على الركوع ووضع يدي خلف ظهري، وكبلوني بالأصفاد. ثم قاموا بتفتيشي واكتشفوا أنه لا يوجد لدي أي شيء".

وأوضح الطالب: "كنت فقط أمسك بكيس دوريتوس — كنت أستخدم كلتا يدي وإصبعاً واحداً ممدوداً، وقالوا إنه بدا وكأنه مسدس".

قصور الأنظمة

تُبرز هذه الحادثة أوجه القصور الواضحة في أنظمة الكشف عن الأسلحة الحالية التي يجري نشرها في المدارس في جميع أنحاء البلاد. هذا بالإضافة إلى المخاوف المثيرة للجدل بشأن الخصوصية المتعلقة بمراقبة الطلاب بتقنية الذكاء الاصطناعي المعيبة، والدور المتضخم الذي تلعبه أجهزة إنفاذ القانون في المدارس العامة.

إلى جانب الإيجابيات الخاطئة، ثبت أن برامج تحديد الأسلحة غير قادرة على منع حوادث إطلاق النار المميتة، مثل الحادثة التي وقعت في مدرسة أنتيوك الثانوية في ضواحي ناشفيل في وقت سابق من هذا العام.

كما سبق واتُهمت أنظمة أخرى تركز على الكشف عن الأسلحة بأنها تزيد من التحيزات العرقية، مما يثير احتمال أن يواجه الطلاب السود، مثل ألين، تمييزاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي أثناء تواجدهم في المدرسة.

العنف في المدارس

نشرت منظومة مدارس مقاطعة بالتيمور العامة تقنية الكشف عن الأسلحة الخاصة بشركة Omnilert الناشئة ومقرها في فرجينيا العام الماضي. وبمجرد ربطها بالكاميرات العامة، يمكنها مسح لقطات المراقبة وتنبيه الشرطة إلى الأسلحة المحتملة في الوقت الفعلي.

تُعد Omnilert  واحدة فقط من مجموعة كاملة من الشركات الناشئة الأمريكية التي تهدف إلى وضع حد لعنف الأسلحة في المدارس، وهو بديل ثبت قصوره بدلاً من تنظيم ومراقبة الأسلحة.

وفقاً لصحيفة Baltimore Banner، تقوم تقنية Omnilert  بتحليل إطارات الصور من 7000 كاميرا مدرسية بحثاً عن نشاط مشبوه.

وقال بليك ميتشل، المتحدث باسم Omnilert ، للصحيفة : "نظراً لأن الصورة كانت تشبه إلى حد كبير سلاحاً يتم حمله، فقد تم التحقق منها وإحالتها إلى فريق السلامة في مدارس مقاطعة بالتيمور العامة في غضون ثوانٍ لتقييمهم واتخاذ القرار".

وأقر قائلاً: "حتى ونحن ننظر إليها الآن، مع علمنا التام بأنها ليست مسدساً، لا يزال شكلها يبدو كمسدس لمعظم الناس".

ووفقاً لـ FOX45 News، وصفت Omnilert لاحقاً الحادث الأخير بأنه "إيجابية خاطئة" لكنها أصرت على أنه "عمل كما هو مقصود: إعطاء الأولوية للسلامة والوعي من خلال التحقق البشري السريع".

تقنية معيبة

إلى جانب شعوره بالخوف على حياته، أخبر ألين قناة FOX45 News أنه لم يتلق أي اعتذار من المدرسة. وقال: "قالوا لي فقط إنه إجراء روتيني. كنت أتوقع أن يتحدث معي شخص واحد على الأقل حول ما حدث".

إنها حادثة مروعة، تبرز كيف أن التقنية المعيبة تغرس الخوف دون داعٍ في قلوب الطلاب الأبرياء.

قال ألين لـ FOX45: "لا أشعر بالرغبة في الخروج إلى هناك بعد الآن. إذا أكلت كيساً آخر من الرقائق أو شربت شيئاً، أشعر أنهم سيأتون مرة أخرى".

ودعا أقارب ألين إلى مزيد من الرقابة. وقال جده، لامونت ديفيس، لصحيفة Baltimore Banner: "لم يكن هناك أي تهديد يستدعي توجيه ثمانية أسلحة نحو شاب يبلغ من العمر 16 عاماً".