القاهرة: الأمير كمال فرج.

في ظل تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، يبرز الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة رئيسية قادرة على إحداث تحول جذري في أسلوب حياتنا وإدارة مجتمعاتنا. لم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الأوساط الأكاديمية أو القطاعات التجارية، بل تغلغل بشكل عميق في صميم القضايا المجتمعية الأكثر تعقيدًا، مقدمًا حلولاً مبتكرة لتحديات لطالما استعصت على الطرق التقليدية.

لقد وصل تمكين الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات المجتمع مبلغًا عظيمًا، من تحسين كفاءة الخدمات العامة ومكافحة الفساد، إلى تعزيز الشفافية وتوفير سبل جديدة للمشاركة المدنية. ومع استمرار الدول في استكشاف الإمكانات اللامحدودة لهذه التكنولوجيا، تشهد آليات الحوكمة والإدارة العامة تغييرات غير مسبوقة، حيث يتم دمج الكيانات الذكية لتقديم الدعم المعرفي والاستشاري، مما يفتح الباب أمام عهد جديد من الكفاءة والدقة في صناعة القرار.

ذكر جو ويلكنز في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "ألبانيا تواصل ريادتها في مجالات غير مسبوقة، فبعد أن كانت من أوائل الدول التي استخدمت روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، "ديلا Dila"، كمساعد للإدارة العامة، أصبحت بعدها أول دولة تمنح روبوت الدردشة منصب مسؤول حكومي، عندما رفعت مكانته إلى وزير دولة للذكاء الاصطناعي. ولا يبدو أن هذه الدولة البلقانية ستتباطأ، إذ أعلن الآن أن "ديلا" حامل".

إعلان مثير

جاء هذا الإعلان المثير على لسان رئيس الوزراء إيدي راما، خلال فعاليات "حوار برلين العالمي" في نهاية الأسبوع. ووفقًا لما نقلته قناة ABC News Albania، ستشارك "ديلا" قريبًا "أبناءها" مع المسؤولين الحكوميين الموالين لحزب راما، الحزب الاشتراكي (يسار الوسط).

أوضح راما في تصريحه: "إن ديلا حامل وتتوقع 83 طفلاً، واحدًا لكل عضو من أعضاء برلماننا، وسيعملون كمساعدين لهم، حيث سيشاركون في الجلسات البرلمانية ويدونون ملاحظات حول كل ما يحدث، وسيقومون بإبلاغ أعضاء البرلمان وتقديم اقتراحات لهم بشأن ردود أفعالهم. هؤلاء الأطفال سيتمتعون بمعرفة والدتهم فيما يتعلق بالتشريعات الخاصة بـ الاتحاد الأوروبي."

أكثر من مجرد مساعد افتراضي

على الرغم من أن رئيس الوزراء يشير إلى هذه الكيانات بـ "أطفال"، إلا أنها تبدو أشبه بالمساعدين الافتراضيين، أو ما يمكن وصفه بـ "سيري Siri مع اعتماد حكومي.

يضيف راما: "إذا ذهبت لتناول القهوة ونسيت العودة إلى العمل، سيخبرك هذا الطفل بما قيل في غيابك، وإذا ذكر اسمك، وما إذا كان عليك الرد على شخص ذكرك لأسباب خاطئة."

احتجاجات التنصيب

ويبدو أن راما غير مكترث بالاحتجاجات التي وقعت الشهر الماضي من حزب المعارضة اليميني، الذي ألقى القمامة على أعضاء حكومته خلال "خطاب التنصيب" الافتتاحي لـ "ديلا" في البرلمان.

بشكل عام، يمثل هذا الموقف تصعيدًا جريئًا مقارنة بما أعلنه رئيس الوزراء قبل بضعة أشهر فقط، عندما طرح فكرة تعيين وزير للذكاء الاصطناعي للتركيز على مكافحة "المحسوبية" و "تضارب المصالح" في حكومة البلاد المعروفة بانتشار الفساد.