القاهرة: الأمير كمال فرج.
قد يكون تعلم كيفية إجراء عملية ولادة بشكل صحيح أمراً يبعث على بعض القلق، لكن طلاب التمريض في جامعة جزر العذراء UVI وهي إقليم غير مدمج تابع للولايات المتحدة يقع في منطقة البحر الكاريبي. سيتمكنون الآن من الحصول على تدريب عملي مكثف قبل الدخول إلى التجربة الحقيقية، وذلك بفضل معدات جديدة تم التبرع بها للجامعة.
تلقى كل حرم جامعي في المقاطعة جهاز Gaumard Scientific NOELLE، وهو جهاز محاكاة الولادة المتقدم للأم والوليد، بفضل منحة سخية من مؤسسة بيني ومارثا بنجامين. وقد حضر ديفيد بيل، منفذ وصية المؤسسة، عرضاً توضيحياً لاستعراض قدرات جهاز المحاكاة.
وبلغت التكلفة الإجمالية لأجهزة المحاكاة حوالي 28,574 دولاراً أمريكياً. وقد تم تقديم نصف هذا المبلغ قبل ذهاب طاقم مدرسة التمريض إلى البر الرئيسي لتلقي دورة تدريبية مكثفة. أما المبلغ المتبقي، فقد سُلِّم بواسطة بيل وزوجته تينا، اللذين شاهدا شرحاً مفصلاً لعملية الولادة وعدد من السيناريوهات التي سيتعين على طلاب التمريض التعامل معها خلال تدريبهم السريري.
تفاصيل التدريب: من المؤشرات الحيوية إلى المضاعفات
أشارت الدكتورة ماريون هوارد، الأستاذ المساعد في جامعة جزر العذراء، إلى أن المواليد قد يولدون في مجموعة متنوعة من الأوضاع المختلفة، ومن الضروري جداً أن يعرف الطلاب كيفية التمييز بين الوضع الطبيعي وغير الطبيعي.
يتم توصيل جهاز المحاكاة — وهو في الأساس روبوت حامل بالحجم الطبيعي — بأجهزة مراقبة الجنين، التي تقيس مؤشرات حيوية مثل معدل ضربات قلب الأم والرضيع ودرجة الحرارة. وبهذه الطريقة، يتمكن الطلاب من تعلم ما يجب عليهم الانتباه إليه والاستماع إليه في حالات الطوارئ.
من النقاط الهامة التي شددت عليها الدكتورة هوارد هي أهمية إبقاء مثانة الأم فارغة أثناء المخاض — وهو عنصر آخر يمكن للطلاب التدرب عليه، باستخدام المثانة القابلة للنفخ داخل جسم الدمية. وأوضحت أنه إذا لم يتم تفريغ المثانة بشكل صحيح، فقد يتسبب ذلك في سلس بولي للأم لاحقاً، نظراً لضغط رأس الطفل على العضو أثناء خروجه من قناة الولادة.
وأضافت هوارد لاحقاً: "يجب عليهم معرفة جميع المخاطر المحتملة، لأنه في أي لحظة، قد تجد نفسك وحيداً في الغرفة مع الأم والطفل. لذا، نريد أن نؤكد على المراقبة الدقيقة، والتدخل المبكر، وتفريغ المثانة بالتأكيد. بالطبع، نريد أن نمنحهم الجانب الجيد، ولكننا نريد أيضاً أن نكون واقعيين قدر الإمكان".
بعد ذلك، يدفع جهاز المحاكاة رضيعاً يزن سبعة أرطال (حوالي 3.2 كيلوغرام) كان موجوداً في بطن الدمية. ومن هذه النقطة، يمكن للطلاب التعلم عن رعاية الوليد، بما في ذلك كيفية التعامل مع الحبل السري والمشيمة.
نقلة نوعية في التعليم الطبي
علّقت ميغ شيهان، التي تدرّس صحة الأم والطفل في الجامعة، قائلة: "الدور الحقيقي للممرضة يبدأ بعد عملية الولادة". وقالت: "نحن بحاجة للتأكد من تلبية احتياجات الأم والطفل، ونعمل مع الطلاب على تطوير ثقتهم في أداء هذا الدور".
وقالت شيهان إن العمل مع جهاز المحاكاة سيساعد الطلاب على تطوير استجابات سريعة وآمنة لأكبر عدد ممكن من السيناريوهات المختلفة، معربة عن أملها في أن يغرس فيهم حب هذا النوع من العمل.
كما ذكرت الدكتورة شيريل فرانكلين، عميدة كلية التمريض بجامعة جزر العذراء، أن جهاز المحاكاة يأتي مصحوباً بأدلة للطلاب والمعلمين، تتضمن 11 سيناريو مختلفاً. وأردفت : "هذه حقاً معدات على أحدث طراز، تضاهي تلك الموجودة في أي كلية طب أخرى في البلاد، وتسمح لطلابنا بالحصول على نفس النوع من الخبرة، لذا نحن فخورون جداً بالاستفادة من هذه الفرصة".
أهداف المؤسسة المانحة
تأسست مؤسسة بيني ومارثا بنجامين عام 1992 على يد المواطن من سانت كروا والموسيقي العالمي الشهير كلود أ. "بيني" بنجامين. وقد قدمت المؤسسة أكثر من 1.5 مليون دولار على شكل منح دراسية ومنح لدعم وتحسين الرعاية الطبية في جزر العذراء الأمريكية.
وإلى جانب جامعة جزر العذراء، تدعم المؤسسة مشاريع خيرية في مستشفيي الإقليم، بما في ذلك مركز "ميرا كيتنغ سميث" الصحي المجتمعي في سانت جون.
واختتم بيل حديثه أثناء تقديمه الشيك لفرانكلين: "هذا يساعد على تحقيق حلم بيني بنجامين. ونأمل أن تساعد هذه المعدات في تدريب طلابكم ومساعدتكم على إخراج مواليد عظماء لجزر العذراء".