القاهرة: الأمير كمال فرج.

غيرت التكنولوجيا الحديثة - من الذكاء الاصطناعي إلى الأجهزة القابلة للارتداء - طريقة تفاعلنا مع العالم وأعادت تعريف حدود الممكن. وفي خضم هذا التطور المذهل، تظهر منتجات جديدة تسعى جاهدة لدمج العالم المادي بالرقمي، مقدمة وعودًا ضخمة بإحداث ثورة في حياتنا اليومية. ولكن، كما هو الحال دائمًا مع كل ابتكار جديد، يكمن التحدي الحقيقي في مدى قدرة هذه المنتجات على تحقيق التوازن بين المواصفات التقنية الفائقة وسهولة الاستخدام العملي.

ذكر جيمس بيرو في تقرير نشره موقع OTHER GADGETS "عندما أعلنت شركة Inmo عن نظارات Air 3، ارتفعت توقعاتي بشكل كبير. الوعد كان بسيطًا ولكنه ثوري: نظارات واقع معزز تبدو كأي نظارة يومية عادية، ولكنها تخفي شاشة عرض 1080P متقدمة داخل عدساتها الشفافة بتقنية الدليل الموجي Waveguide".

نظريًا، هذه النظارات حققت المستحيل: جمعت بين خفة الوزن والمظهر الاجتماعي المقبول والتقنية المبتكرة. لقد كنا على أعتاب مستقبل ال الواقع المعزز AR الذي لطالما حلمنا به. لكن، بعد أن أمضيت أسبوعًا كاملًا في محاولة دمجها ضمن روتيني اليومي، أدركت أن Inmo Air 3 هي مجرد نموذج أولي ضخم، يفتقر إلى أبسط متطلبات الراحة الأساسية.

المواصفات الجذابة مقابل الواقع الصادم

لطالما تفوقت Inmo Air 3 على المنافسين في قائمة المواصفات. فهي تعمل كنظام مستقل All-in-One دون الحاجة لأسلاك أو هاتف، وتوفر دقة 1080P من خلال تقنية ميكرو-OLED. لكن في عالم الأجهزة القابلة للارتداء، لا يهم كم تبدو المواصفات مبهرة على الورق بقدر ما يهم كم هي مريحة في الاستخدام اليومي. وهنا بدأت رحلة اختبار الصبر.

الأسباب الجوهرية لاختبار صبري

1. أزمة ارتفاع الحرارة (نقطة الفشل المطلقة)

إذا كان هناك سبب واحد لا يجعلني أوصي بهذه النظارات، فهو مشكلة إدارة الحرارة. لا أبالغ عندما أقول إن استخدام النظارة لأي مهمة تتطلب معالجة مستمرة - سواء كان بث فيديو عالي الجودة، أو تشغيل تطبيقات الواقع المعزز، أو حتى تصفح الإنترنت لفترة قصيرة - يحول ذراع النظارة الأيسر إلى سخان شخصي.

بعد حوالي خمس دقائق فقط من التشغيل، ترتفع حرارة الجزء الملامس لصدغي إلى درجة مزعجة ومؤلمة. اضطررت إلى خلع النظارات بانتظام لأخذ "استراحة تبريد"، وهذا يجعل الاستخدام المطول - سواء لمشاهدة فيلم أو كمساعد إنتاجي - مستحيلاً بشكل مطلق. النظارة الذكية التي لا يمكن ارتداؤها لأكثر من ربع ساعة هي فشل في التصميم.

2. مشاكل العرض البصري وتشتيت الانتباه

على الرغم من الدقة العالية التي كانت واضحة في قراءة النصوص، فإن تجربة المشاهدة نفسها تعاني من عيبين رئيسيين:

    الانعكاسات الخارجية المشتتة: عند عرض شاشات ذات خلفيات بيضاء أو فاتحة، تظهر انعكاسات ضوئية واضحة ومشتتة على الأطراف العلوية من العدسات. هذه الانعكاسات، رغم أنها لا تتداخل مع النص المركزي، لكنها تكسر وهم الواقع المعزز وتذكرك دائمًا بأنك ترتدي جهازًا رقميًا معيبًا.

    زاوية الرؤية المحدودة (FOV): النظارات لم تقدم الشاشة الكبيرة الغامرة التي وعدت بها، بل قدمت نافذة صغيرة تطفو في الأفق. وزاد الأمر سوءًا أن موضع الشاشة كان مرتفعًا جدًا بالنسبة لوجهي، مما أجبرني على دفع النظارات للأسفل على أنفي بطريقة غير مريحة وغير مستقرة لأرى العرض كاملاً، وهو ما يتعارض مع هدف التصميم "المظهر العادي".

3. تحديات التفاعل والتحكم

اعتمدت النظارات على حلقة تحكم ذكية مصاحبة بالإضافة إلى لوحة لمس على الذراع الجانبي. بينما كانت الحلقة فكرة جيدة نظريًا للتفاعل، إلا أنها كانت غالبًا ما تكون غير دقيقة وتفشل في تسجيل المدخلات بشكل صحيح، خاصة في المهام التي تتطلب تحريكًا سريعًا. بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من دعمها لتطبيقات الأندرويد، كان التنقل في الواجهات المصممة أصلاً للمس أمرًا صعبًا ومحبطًا للغاية دون وظيفة تتبع اليد المتقدمة Hand Tracking.

الحكم النهائي

لقد أرادت Inmo أن تكون Air 3 الأفضل من جميع النواحي، لكنها أثبتت أنك لا تستطيع التغلب على "قانون المثلث المستحيل" للنظارات الذكية (الأداء، وخفة الوزن، والبطارية/الحرارة) في آن واحد.

لقد دفعت Inmo Air 3 بالأداء إلى الأمام، لكنها تراجعت عشر خطوات في قابلية الاستخدام الأساسية والراحة. لا يمكن لنظارة تسبب الإزعاج الجسدي في غضون دقائق أن تكون منتجًا ناجحًا في السوق الاستهلاكية.

لقد اختبرت نظارات Inmo Air 3 صبري، وفي النهاية، خسرت هذه الجولة في سباق تكنولوجيا الواقع المعزز. إنها مثال حي على ما يجب أن تتجنبه الشركات الأخرى في المستقبل.