القاهرة: الأمير كمال فرج.

تتفاقم التحديات اليومية المتعلقة بإدارة المنزل الحديث، لذلك بادرت الشركات إلى تقديم العديد من الأفكار، فهل ستنجح الوعود التكنولوجية في حل هذه المشكلة أم ستتعثر؟

ذكر جو ويلكنز في تقرير نشرته مجلة Futurism إن " شركة "1X" الناشئة ومقرها بالو ألتو؛ روبوت أنتجت NEO ، وهو عبارة عن روبوت لونه بيج فاتح، يسير على قدمين، مغطتين بقماش محبوك، ويحدق بعينين صغيرتين كخرزتين، يباع بسعر  20,000 دولار".

ولكن روبوت المهام NEO ليس آلياً بالكامل على الإطلاق. هناك إنسان حقيقي يراقب من وراء تلك النظرات الجامدة التي تشبه عيني الدمية.

الطلب المسبق

هذه هي الحقيقة المرة التي سيواجهها العديد من عشاق التكنولوجيا الأثرياء عند بدء شحن روبوت NEO العام المقبل. الآلة، كما ذكرت "فاست كومباني"، هي حالياً في مرحلة الطلب المسبق. يزن الروبوت 66 رطلاً (30 كيلو جرام) ويبلغ طوله خمسة أقدام وست بوصات، ويأتي بألوان "طحلبية" متنوعة مثل البيج، الرمادي، والبني الداكن.

يمكن للمستخدمين حجز مكانهم في قائمة الطلبات المسبقة مقابل 200 دولار فقط، ثم يختارون إما دفع رسوم اشتراك شهرية تبلغ 499 دولاراً، أو دفع رسوم شراء لمرة واحدة مدى الحياة بقيمة 20,000 دولار.

نوع مختلف من الروبوتات

روبوت NEO هو فكرة بيرنت بورنيتش المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "1X"، وهو خبير تقني شاب من النرويج. هذا الروبوت المغطى بالقماش هو نتاج جهده الواعي للابتعاد عن "المستقبل المظلم والصعب والمستوحى من الخيال العلمي" الذي يرى أنه يسيطر على صناعة الروبوتات. وبدلاً من ذلك، هو يمهد الطريق لنوع مختلف من عالم الروبوتات الذي قد لا يخلو من جوانب مقلقة.

تشغيل عن بعد

كما أشار موقع Engadget ، سيتم تشغيل NEO بشكل أساسي عن طريق مشغلين بشريين عن بُعد. في البداية، سيتعين على المالكين التسجيل في تطبيق على هواتفهم، يمكنهم من خلاله جدولة المهام التي يريدون من الروبوت إكمالها. بعبارة أخرى، أي شخص يرغب في امتلاك روبوت NEO في منزله يجب أن يكون مرتاحاً لفكرة وجود شخص غريب "يتلصص" على كل زاوية وركن في المنزل.

اعترف بورنيتش في مقابلة مع Wall Street Journal قائلاً: "إذا لم نحصل على بياناتكم، لا يمكننا تحسين المنتج". وأضاف أنه بالإضافة إلى التشغيل عن بُعد، سيجمع الروبوت بيانات من منزلك لتدريب برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص به، وبذلك - نظرياً - سيكون قادراً على أداء المهام بشكل مستقل في المستقبل.

الواقع مقابل الوعود 

لكن ما يحمله المستقبل لـ NEO يصعب التنبؤ به. إن القيود الحالية للروبوت تجعل من الواضح جداً أن فكرة الروبوت الخادم على نمط "جيتسونز" لا تزال بعيدة المنال، إن لم تكن حلماً قد لا يتحقق في حياتنا.

ونمط جيتسونز رؤية خيالية متفائلة وجريئة للمستقبل التكنولوجي، وهو مستمد من مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي الشهير الذي حمل نفس الاسم The Jetsons، والذي بُث لأول مرة في الستينيات.

وكما يشير الصحفي المتخصص في التكنولوجيا والأعمال مايكل هيلتزيك، فإن حتى أكثر الروبوتات البشرية تطوراً تعاني من صعوبة في أداء المهام الأساسية مثل التنقل في البيئات المنزلية أو التعامل الآمن مع الأطباق.

التركيز على الأرباح

في الواقع، تبدو المشاريع مثل Optimus  من تسلا أو NEO من 1X أقل تركيزاً على توفير روبوتات عملية للمستهلك، وأكثر تركيزاً على جني الأرباح من خلال الضجة الدعائية والتسويقية المحيطة بالتكنولوجيا.

ففي حين أن هذه الصناعة قادرة على إحراز تقدم مذهل - كما يظهر التطور السريع للصين في مجال الروبوتات الصناعية - إلا أن مجال الروبوتات البشرية لا يزال بمثابة ساحة للعب لمؤسسي الشركات الباحثين عن الثروة. وهذا يعني أن أفضل رهان لديك لإنجاز مهامك المنزلية في الوقت الحالي هو الاعتماد على زوج من الأيدي البشرية.