القاهرة: الأمير كمال فرج.
في تطور غير مسبوق، وبينما يعتقد المرء أنه رأى كل شيء في عالم التقنية، خرجت شركة Meta متهمةً رجلاً عادياً باستضافة كنز ضخم من المواد الإباحية المنسوخة عبر تقنية التورنت بشكل غير قانوني.
ذكر تقرير نشرته مجلة Futurism إن "القصة بدأت في شهر يوليو الماضي بدعوى قضائية رفعتها شركتا Strike 3 إحدى أنشط الشركات في قضايا حقوق النشر بالولايات المتحدة، و Counterlife Media. وباختصار، اتهم أصحاب حقوق الملكية هاتان الشركتان Meta بتحميل نحو 2400 فيلم إباحي بشكل غير قانوني عبر التورنت بغرض تدريب أنظمتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وتسعى الدعوى المدنية إلى الحصول على تعويضات مجمعة تصل إلى 359 مليون دولار، وتزعم أن Meta ربما كانت تعمل على تطوير "نسخة خاصة بالبالغين" وسرية من برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي لديها، Movie Gen.
لا يبدو هذا السلوك غريباً تماماً على Meta ، التي سبق أن اُكتشف هذا العام أنها غذّت أنظمتها للذكاء الاصطناعي بأكثر من سبعة ملايين كتاب ومقال ومجلة منسوخة بشكل غير قانوني. وهناك ما يمكن اعتباره "دليل إدانة"؛ فوفقاً لما نشرته مجلة TorrentFreak المتخصصة في حقوق النشر، تم ضبط ميتا متلبسة باستضافة 47 عنوان بروتوكول إنترنت IP مرتبطة بالتوزيع غير القانوني لكل هذه الأفلام.
ومع ذلك، في المقابل، تزعم شركة التقنية العملاقة أن هذه الفيديوهات حُملت "للاستخدام الشخصي الخاص"، وفقاً لما ذكرته Gizmodo. وقد جاء هذا الادعاء المضاد ضمن التماس Meta لرفض القضية، زاعمة أن عدد ملفات الفيديو البالغ 2400 ملف ليس كافياً لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي قابل للتطبيق.
واعترضت Meta قائلة: "إن العدد القليل من التنزيلات، والذي يبلغ في المتوسط حوالي 22 ملفاً سنوياً عبر عشرات من عناوين IP الخاصة بـ Meta ، يشير بوضوح إلى الاستخدام الشخصي الخاص، وليس جهداً متضافراً لجمع مجموعات البيانات الضخمة التي يدعي المدعون أنها ضرورية لتدريب فعال للذكاء الاصطناعي".
وصرح متحدث باسم ميتا لموقع Gizmodo بأن الشركة "لا تريد هذا النوع من المحتوى"، مضيفاً أنها تتخذ "خطوات مدروسة لتجنب التدريب على هذا النوع من المواد".
لكن التماسها لرفض الدعوى يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث زعمت الوثائق المقدمة: "[Strike 3] تشير إلى 97 عملية تحميل إضافية تمت باستخدام عنوان IP المنزلي لوالد أحد المتعاقدين مع Meta ، لكنها لا تقدم أية حقائق تربط Meta على نحو معقول بهذه التنزيلات، والتي تشير بوضوح إلى الاستهلاك الشخصي".
بمعنى آخر، تحاول Meta الدفع بأن هذه المواد ليست "كنزها المهني السري"، بل هي بدلاً من ذلك نتيجة عادة تحميل عبر التورنت لوالد أحد موظفيها، والذي تصادف أن تم الكشف عن نشاطه في سياق مسح الأنشطة غير القانونية على عناوين IP المرتبطة بأنشطتها المؤسسية.
وسواء كانت هذه الحجة مقنعة أم لا، فإن الأمر متروك للمحكمة للفصل فيه، ولكنه يظل تذكيراً مهيناً ومحرِجاً بضرورة استخدام شبكات الـ VPN الخاصة.