القاهرة: الأمير كمال فرج.
هل يمكن لظهور بطل خارق في مكان عام أن يُصلح العيوب الاجتماعية ويجعلنا أكثر إيثارًا؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي حاولت دراسة سوسيولوجية ثورية الإجابة عليه بطريقة غير مألوفة.
ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "فريق من الباحثين وجد بعد وضع رجل يرتدي زي "باتمان" داخل عربة قطار الأنفاق، أن سلوك الأشخاص من حوله تحسّن فجأة بمجرد ظهوره. لم يعد الركاب منغمسين في شؤونهم الخاصة بالكامل؛ فمع وجود بطل خارق، بدأوا بمساعدة بعضهم البعض بمعدل يفوق ما كانوا سيفعلونه بدونه".
🚇 قوة: "تأثير باتمان"
تُظهر نتائج هذه الدراسة غير التقليدية، التي نشرت في مجلة npj Mental Health Research، قوة إدخال عنصر غير مألوف في المواقف الاجتماعية لإخراج الناس من "الطيار الآلي العقلي" الذي ينزلقون إليه لتجاوز رتابة الحياة اليومية.
كتب الباحثون أن ظهور باتمان هو مجرد طريقة واحدة —وإن كانت لافتة— لتعزيز ما يُعرف بـ "السلوك الاجتماعي الإيجابي"، أو فعل مساعدة الآخرين من حولك، وذلك عبر إدخال حدث غير متوقع.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، فرانشيسكو باجنيني، أستاذ علم النفس السريري في الجامعة الكاثوليكية بميلانو، في بيان حول العمل: "تتشابه نتائجنا مع نتائج الأبحاث السابقة التي ربطت الوعي باللحظة الحالية (التركيز الذهني) بزيادة السلوك الاجتماعي الإيجابي". وأضاف: "قد يخلق هذا سياقًا يصبح فيه الأفراد أكثر انتباهًا للإشارات الاجتماعية".
📊 أرقام واضحة: زيادة مضاعفة في تقديم المساعدة
في سلسلة من التجارب، جعل الباحثون امرأة تبدو حاملًا بوضوح تدخل قطارًا مزدحمًا، ولاحظوا عدد المرات التي عرض فيها الناس التنازل عن مقاعدهم لها. ثم كرروا هذا السيناريو مع تغيير جوهري: عندما دخلت المرأة الحامل القطار من أحد الأبواب، دخل رجل يرتدي زي باتمان من باب آخر.
في المجمل، لاحظ الفريق 138 راكبًا، وكانت النتائج قاطعة: عرض أكثر من 67 % من الركاب مقاعدهم عندما كان باتمان موجودًا، مقارنة بـ 37 % فقط عندما لم يكن باتمان هناك. وكانت غالبية المتطوعين، في كلتا الحالتين، من النساء: 68 % مع وجود باتمان، و 65 % بدونه.
🧠 المفاجأة الأغرب: المساعدة اللاواعية
لكن التفصيل الأكثر غرابة هو أن 44 % من الأشخاص الذين عرضوا مقاعدهم أفادوا لاحقًا بأنهم لم يلاحظوا وجود باتمان في المقام الأول، مما يشير إلى أنهم لا يحتاجون إلى أن يكونوا واعين بالحدث غير المألوف نفسه لالتقاط "الذبذبات الاجتماعية الإيجابية"، إذا جاز التعبير.
وقال باجنيني: "على عكس تدخلات اليقظة الذهنية التقليدية التي تتطلب مشاركة نشطة، تبرز هذه الدراسة كيف أن الاضطرابات الظرفية وحدها قد تكون كافية لإحداث تأثيرات مماثلة".
وأضاف أن نتائج الدراسة "يمكن أن توفر معلومات لاستراتيجيات تعزيز السلوكيات الإيثارية في الحياة اليومية، بدءًا من المنشآت الفنية العامة وصولاً إلى الحملات الاجتماعية المبتكرة".